اتجه عدد كبير من نجوم السينما هذا العام إلى الدراما التليفزيونية بعد غياب طويل، عن الشاشة الرمضانية، فهذا العام تواجد من خلاله عدد كبير من النجوم السوبر ستار أمثال عادل إمام، ومحمود عبدالعزيز، وأحمد السقا، ومحمد سعد، وكريم عبدالعزيز، وغيرهم، ولكن يرى عدد كبير من النقاد أن عودة هؤلاء النجوم إلى الدراما التليفزيونية كانت استنساخا لأدوار قدموها فى أعمالهم السينمائية السابقة، بل جاءت عودتهم ضعيفة ومخيبة للآمال. فيقول الناقد طارق الشناوى إن عودة نجوم السينما إلى الدراما التليفزيونية كانت عودة مخيبة للآمال، فبالنسبة لمسلسل عادل إمام «فرقة ناجى عطا الله»، لم يكن عودة للدراما، ولكن خاض إمام هذه التجربة باعتبارها صفقة تجارية وجد فيها أنها يستطيع تحقيق عدد من أهداف يسعى إليها، وهى حصولها على أجر لم يسبق أن يحصل عليه أحد فى الدراما التليفزيونية قبل ذلك، حيث حصل على 30 مليون جنيه، والهدف الثانى أن يشغل أولاده فاستعان بأحدهم يخرج، والآخر ليشاركه البطولة. وأضاف الشناوى أن الزعيم أصبح فى أضعف حالاته الفنية، فالنص سيئ للغاية والسيناريو غير محكم، والإخراج أضعف فهو يشبه الإخراج المسرحى وليس التليفزيونى، وهو ما يعد كارثة ضخمة فى حق المخرج خاصة فى ظل اتجاه مخرجى الدراما إلى التكنيك السينمائى فى أعمالهم الدرامية، وأشار الشناوى إلى أن هذا المسلسل خدع فيه العديد من القنوات الفضائية، وأولها التليفزيون المصرى الذى اشتراه بأموال مبالغ فيها، ولابد أن نتذكر أن أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، يقضى عقوبته بالسجن حاليا لعدة أسباب منها شراؤه لهذا المسلسل بأجر وهمى، وهو ما يعد إهدارا للمال العام. ويضيف الشناوى أن مسلسل «الهروب» من بطولة كريم عبدالعزيز، عبارة عن تجميع لأعمال سينمائية سابقة، يقدم فى شكل من المط والتطويل من أجل ملء الثلاثين حلقة، مشيرا إلى أن الكاتب بلال فضل والمخرج محمد على قدما قبل ذلك مسلسل «أهل كايرو» منذ عامين، وكان عملا فنيا على مستوى عال، وانتظر الجمهور منها الأفضل، لكنهما لم يستطيعا استغلال نجاحهما، كما أن فضل لم يخرج كريم من القالب الذى وضعه فيه من خلال الأفلام السينمائية التى قدمه فيها سابقا، وهو نفس الوضع بالنسبة للنجم أحمد السقا الذى يقدم مسلسل «خطوط حمراء» فلم يقدم جديدا ولكن اتجه لتكرار نفسه، من خلال الحالة التى يريد الجمهور أن يراه فيها وهى حالة الأكشن والمطاردات وأخذ الثأر ممن قتلوا أحد أقاربه، كذلك كانت عودة محمد سعد سيئة للغاية من خلال مسلسل «شمس الأنصارى»، الذى لم يستطع الخروج من عباءة اللمبى، فلم يستطع قتل هذه الشخصية ولكن اللمبى هو الذى قتله، أما النجم محمود عبدالعزيز فاختياره لسيناريو «باب الخلق» جاء اختيارا غير موفق، فحضور عبدالعزيز جاء أقوى من السيناريو، مما أفقد مصداقية العمل. أما الناقد الكبير رفيق الصبان فأوضح أن تجارب نجوم السينما هذا العام لم تكن بقدر حجم الضجة التى سبقت أعمالهم، فكرر السقا نفسه من خلال مسلسل «خطوط حمراء» وكذلك كريم عبدالعزيز طغى المط والتطويل على مسلسله «الهروب»، وجاء محمد سعد فى أسوأ حالاته، ولم يقدم عادل إمام سوى عمل عادى. وتقول الناقدة ماجدة خير الله إن هناك عددا من نجوم السينما نجح فى تقديم جديد من خلاله عودته للدراما، والبعض الآخر لم تكن العودة بالنسبة له غير المشاركة لمجرد التواجد، وهو ما وجدناه من خلال مسلسل «الهروب» الذى جاء غير متماسك وضعيفا للغاية، ولم ينجح مؤلفه ومخرجه فى تقديم عمل فنى جيد خاصة أن معهما نجما له شعبية مثل كريم عبدالعزيز، فلم ينجح بلال فضل ومحمد على فى استغلال نجاحهما معا فى مسلسل «أهل كايرو»، وكذلك جاء محمد سعد غير موفق فوضع نفسه فى مأزق مؤلم بالنسبة له سيؤثر على أعماله المقبلة، وخاض تجربة مكررة ليس فيها أية إضافة أو جديد، وكان عليه التفكير بشكل أكثر جدية قبل أن يخوض تجربة الدراما، خاصة أن تجربة الفشل فى الدراما تكون أقوى من الفشل فى السينما، لأنها تتجه للفضيحة أمام جمهور التليفزيون الذى تبلغ أعداده أضعاف جمهور السينما، أما النجم أحمد السقا فنجح فى اختيار عمل به عوامل جذب، كما أن المخرج والمنتج نجحا فى اختيار عدد من الفنانين يستحقون المتابعة مثل منذر رياحنة، وأشارت خيرالله إلى أن آسر ياسين نجح أيضا فى إثبات نفسه فى أولى تجاربه فى الدراما التليفزيونية، وقدم عملا فنيا جيدا يستحق المشاهدة والاحترام، خاصة فى ظل وجود نص قوى، ومخرج أدار السيناريو بشكل جيد، أما النجم الكبير محمود عبدالعزيز فمسلسله «باب الخلق» كان بمثابة الخدعة الكبرى، فبداية الحلقات هيأت لنا أن هناك قضية كبرى، وفجأة نكتشف أن الحكاية سطحية ووهمية، على عكس مسلسلات كثيرة أخرى، فلم تدّع شيئا ولكنها جاءت موفقة جدا مثل مسلسلى «طرف ثالث» و«البلطجى»، أما مصطفى شعبان فقدم عملا هابطا ورديئا، وأقبل على سيناريو سيئ للغاية صاغه أحمد عبدالفتاح، وحدوتة «بايخة» قادرة على تضييع أى نجم يقوم ببطولتها. وأكد الناقد عصام زكريا أن تجربة عودة نجوم السينما لعدد كبير من النجوم لم تكن موفقة مثل محمد سعد الذى قدم عملا ضعيفا للغاية، كذلك كرر كريم عبدالعزيز نفسه، وكان عليه أن يقدم سيناريو «الهروب» فى فيلم يستغرق ساعة ونصف أفضل من أن يصيب الجمهور بالملل. أما الناقدة ماجدة موريس، فأكدت أن هناك من كانت التجربة بالنسبة له قوية مثل «البلطجى»، لآسر ياسين، الذى نجح فى تقديم عمل يستحق الاحترام، خاصة أنه فى أولى بطولاته، فى حين لم يستطع عدد آخر من النجوم من أن يخرجوا من قوالبهم التى وضعوا أنفسهم فيها من خلال أعمالهم السينمائية السابقة، مثل كريم عبدالعزيز، ومحمد سعد، فى حين جاء أحمد السقا فى تقديم عمل ممتلئ بالأحداث الذى يميل لها الجمهور، وهذا يشهد له.