سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الآلاف يشيعون جثمان شهيد قنا.. الأم تصاب بحالات إغماء متكررة حزناً على فقدانه.. والأب يعود من الخارج لتوديع جثمان الشهيد.. والقوات المسلحة تزيّن قبره بالورود.. وأصدقاؤه يحتضنون صوره التذكارية معهم
ودعت قرية الكعيمات ببلاد المال قبلى التابعة لمركز أبوتشت محافظة قنا مساء أمس جثمان الشهيد أحمد محمد عبد النبى، شهيد حادث رفح إلى مثواه الآخير والذى استشهد و15 آخرين فى الحادث الآرهابى الذى وقع على الحدود المصرية مساء أمس الأول. واتشحت القرية بأكملها بالسواد حزناً على ابنها الذى فقدته أثناء قيامه بواجبه الوطنى فى حماية الحدود المصرية وخرج الآلاف من أبناء قريته ومركز أبوتشت وأبناء محافظة قنا لوداعة الشهيد على الرغم من عدم معرفتهم الشخصية به إلا أنهم أرادوا أن يشاركوا الأسرة والعائلة وأبناء القرية حزنهم وعرفانا منهم على الدور العظيم الذى قدمه أثناء فترة تجنيده والتى لم تتجاوز السنة وظهر فى المشهد أصدقاؤه يحتضون صورتهم معه والتى زينوها بكلمات شباب ثورة 25 يناير. وتقدم المسيرة الجنائزية اللواء عادل لبيب، محافظ قنا وعدد من القيادات الأمنية للمنطقة الجنوبية والتنفيذين وردد المئات "لاإله إ الله الشهيد حبيب الله" واستقبلت السيدات جثمان الشهيد فى المقابر بالزغاريد. "اليوم السابع" التقت أهالى القرية، حيث أنه ينتمى إلى أسرة متوسطة الحال لأب يعمل فى الخارج بدولة الكويت وأم ربة منزل كان الشهيد أكبر أبنائهم وكان يتمتع بأخلاق عالية يشهد لها كل من يعرفه، طيبة أخلاقه جعلته القريب من أمة ووالده وأقاربه وأهالى القرية بحسن التعامل معهم.. له 3 أشقاء محمود الذى ترك التعليم ليعمل عاملاً باليومية لتحسين دخل الأسرة وشقيقتيه إيمان وهند طالبتين فى الصفوف الإعدادية وأضاف أقاربه أن اجتهاده فى الحياة لم يدفعه للاستمتاع براحته بين مدة أدائه الواجب العسكرى بل كان يستغل الإجازة التى كان يحصل عليها للعمل بمحافظة القاهرة وكان التحاقه بالخدمة العسكرية منذ ما يقرب من 6 أشهر فقط لم يتمكن فيها من العودة إلى القرية إلا مرات معدودة كان أخرها قبل شهر رمضان بما يقرب من 10 أيام ولم تتلق أسرته منه أى مكالمات هاتفية منذ شهر تقريباً. فيما فوجئ أهالى القرية بحضور والد الشهيد من دولة الكويت بعد علمه من خلال وسائل الإعلام وتأكد من أقاربه من فقدان نجله الأكبر فى حادث أليم أثناء قيامه بتأدية الواجب الوطنى، أما شقيقه محمود فيعيش لحظات ذهول لا يصدق فقدان شقيقه الأكبر ومعيل الأسرة بعد والده، حيث أكد الأهالى أن الشهيد كان يعمل طوال الوقت منذ حصوله على شهادة الدبلوم وبعد التحاقه بالجيش بدأ يعمل فى أوقات الإجازة لتوفير احتياجات أشقائه الذين يعتمدون عليه ويعتبرونه والدهم الغائب أما الأم فمنذ أن وصلها خبر استشهاد نجلها فإنها تعيش فى حالات إغماء متكررة وبجوارها نجلتيها. فيما قامت القوات المسلحة عقب انتهاء الجنازة بتزيين قبر الشهيد بباقات الورود عرفانا منهم بدوره الذى قدمه على الحدود المصرية.