أعرب ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، فى بيان له اليوم الاثنين، عن بالغ قلقه إزاء تأخر تنفيذ الكثير من الوعود الانتخابية التى طرحها الرئيس فى برنامجه الانتخابى، والتى وعد بتحقيقها خلال المائة يوم الأولى من حكمه. وأكد البيان على ضوء الخمسة أسابيع الماضية الفشل التام والمؤكد للبرنامج الرئاسى "المطاط"، الذى طرحه الرئيس مرسى أبان حملته الانتخابية للترشح لمنصب الرئيس. وشدد البيان على أن ما وعد به الرئيس للمصريين يمثل الحد الأدنى الذى يجب أن تكفله أى سلطة تنفيذية، سواء جاء فى برنامج انتخابى أم لا، وعلى الرئيس اتخاذ كل الخطوات الممكنة وتسخير كافة الإمكانات والآليات لإنهاء تلك الأزمات التى عانى منها المصريون طويلاً، سواء قبل 25 يناير أو بعدها. وأشار البيان إلى أن ما طرحه الرئيس مرسى فى برنامجه بشأن إنهاء أزمات المواطنين المتكررة والمتعلقة بالأمن والنظافة والوقود والخبز والمرور، مثلت إجراءات مباشره من شأنها أن تحققت التخفيف من ضغط الأزمات على المواطنين وليس علاجها جذرياً. وقال الملتقى إن البرنامج لم يتحدث عن تفعيل عمل المؤسسات ذات الصلة، فلم يتحدث البرنامج، عن ضرورة هيكلة وزارة الداخلية، وإعادة تقويم عملها فى إطار تنفيذ واحترام القانون، وبدا الأمر وكأنه اهتمام شخصى من الرئيس بمجموعة من المشكلات، وليس إعادة بناء مؤسسات الدولة ودعم دورها وتفعيل منظومة القانون واحترام حقوق المواطنين. ويرى البيان أن بعد مرور ما يقرب من منتصف المدة التى حددها الرئيس فى برنامجه والمقررة بمائة يوم للانتهاء من تلك الأزمات التى عانى منها المواطنون طويلا، أن ما تم إنجازه على أرض الواقع للأسف لم يرق إلى الطموحات والآمال التى ارتبطت بانتخابات الرئاسة. وأكد البيان أن الواقع يشهد استمرار تلك الأزمات، بل وتفاقم بعضها مثل انقطاع الكهرباء بصورة مستمرة عن معظم أحياء القاهرة ومحافظات الوجهين البحرى والقبلى، لاسيما فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وساعات الصوم فى شهر رمضان المبارك، فضلاً عن الخسائر المفرطة التى تتكبدها الكثير من المحال التجارية والمصانع، الأمر الذى حدا ببعض المواطنين إلى الاحتجاج الصارخ على هذا الأمر والذى وصل حد قطع طرق المواصلات العامة فى بعض المحافظات. فيما كان العمل على مشكلة النظافة مقصوراً فقط حتى الآن على إطلاق حملة "طن نظيف" الذى كان أقرب للشو الإعلامى من البرنامج الحقيقى، ولم تستمر سوى ليومين. وأكد البيان أن الرئيس والمسئولين لم يقدموا على إجراءات فعالة لإنهاء مشكلة القمامة مثل طرح حلول لتدوير القمامة و استخدام الميكنة الحديثة، وتوقيع عقوبات رادعة على المخالفين وتفعيل المؤسسات العاملة فى مجال النظافة مثل هيئات النظافة والتجميل. كما لم يشهد المجتمع المصرى أى تحسن فى منظومة الأمن وما زال إحساس المواطن المصرى بالأمن والأمان مفقودا. وينطبق ذات الأمر على المرور فى مصر والذى أصبح بلا ضابط أو رابط و بدون رجال يقومون على تنفيذ القانون الخاص بالمرور، حتى أصبحت الطرق مستباحة تماما. ودعا البيان إلى تفعيل دور الأحزاب والمؤسسات لوضع حلول لتلك المشكلات، حتى لا يبدو وكأن مؤسسة الرئاسة مثلما كان الحال فيما سبق منعزلة عن المؤسسات الأخرى وحتى لا يكون تعاطيها مع الأزمات مرهونا فقط بتدخل الرئيس.