فى الحلقات الأولى من مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، أفقد المزج بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية بعض مشاهد المسلسل مصداقيتها، خاصة وأن العمل منذ بدايته يتحدث أبطاله باللغة العربية الفصحى. وظهر هذا الأمر واضحا فى المشهد الذى جمع بين النجم يحيى الفخرانى والمخرجة نبيهة لطفى، والتى تجسد دور شقيقته، عندما ذهب «هيلبرت» إلى «كاتى» شقيقته ليودعها قبل سفره إلى السودان، وطلب منها أن تحتفظ بقطته، وسألها عن صورته معها عندما كانت ترتدى أحد الفساتين الجميلة فردت عليه شقيقته، «إنها عندى أتريدها بس على شرط مفيش سفر»، أيضا المشهد الذى جمع الفخرانى وزوجته مها أبو عوف عندما كان يتحدث عن والدتها، وقال لها «أمك اللى سابت أبوكى من أجل عربجى». تلك السلبيات لا تنفى أن المسلسل عمل جاد وجرىء خاصة عندما ناقشت الحلقات الأولى منه قضية هدم الأضرحة، حيث رصدت كاميرا المخرج شادى الفخرانى داخل أحداث المسلسل مشاهد لبعض السلفيين، يحاولون هدم ضريح الخواجة عبدالقادر داخل إحدى قرى الصعيد، وهو الأمر الذى يفزع والد أحد هؤلاء الشباب، ممن ينتمون إلى الفكر السلفى، وهو الفنان محمود الجندى، والذى يهرع للحاق بولده قبل هدمه للضريح، وهو الأمر الذى نجح فيه بالفعل، حيث أقنعه بالعودة إلى المنزل، ليروى له تاريخ الخواجة عبدالقادر، بعد أن أصيب فى عينه أثناء محاولته هدم الضريح. وتلى ذلك مشهد داخل منزل الفنان محمود الجندى، جلس ليروى تاريخ الخواجة عبدالقادر، ولماذا يستحق تلك المكانة التى يكنها له أهل القرية، ليعود مخرج العمل إلى وقت الحرب العالمية الثانية، ويبدأ فى سرد قصة الخواجة، والتى بدأها بجلوسه على أحد المقابر فى انتظار الانتهاء من مراسم دفن شقيقه، وأحد أقاربه، ممن قتلوا فى الحرب، حيث يظهر الفخرانى فى حالة سكر تام، رافضا للحياة ورافضا لفكرة وجود جنة ونار، ووجود إله من الأساس، ليعود إلى منزله ليكمل حالة السكر التى يعيش فيها منتظرا الموت بفارغ الصبر.