فجر سائقو قاطرات هيئة السكة الحديد قنبلة من العيار الثقيل اليوم الثلاثاء, عندما أكدوا فى تصريحات خاصة لليوم السابع، عن انتهاء العمر الافتراضى لصفقة الجرارات الجديدة وعددها 40 جراراً تم تصنعيهم فى أمريكا. أشاروا إلى أن الصفقة غير مطابقة للمواصفات، وثبت ذلك بالدليل عند أول تجربة للجرار بتاريخ 16-2-2009 رحلة القاهرة – المنيا، حيث احترق جهاز ضغط الهواء "الكمبرسور"، وهو ما دفع المسئولين بالهيئة إلى تشغيل الجرارات فى نقل البضائع، حيث ستسير بسرعة لا تتعدى 50 كم/س, برغم أن التعاقد على الصفقة كان لتحسين ورفع كفاءة السكة الحديد وزيادة حركة القطارات, وأكدوا أن الهيئة قررت مطالبة الشركة المصنعة بأمريكا بإرسال لجنة لتعديل الأخطاء الفنية بالجرارات. رفض السائقون التدريب على الجرارات الجديدة واصفين إياه "بالنعوش الطائرة"، وقدموا مذكرة لرئيس الهيئة المهندس محمود سامى بجميع الأخطاء الموجودة فى الجرارات، وكان رده "اللى بيشحت بدله بيقول مواصفاتها إيه؟"، وطالب سائقو الهيئة وزير النقل محمد منصور بتشكيل لجنة فنية من كلية الهندسة لفحص الجرارات الجديدة، وعددهم 40 جراراً, ومدى مطابقتها لمواصفات الامن والسلامة المتطلبة لتأمين حياة المواطنين الذين يستخدمون مرفق السكة الحديد. وقالوا فى البلاغ الذى تقدموا به اليوم الثلاثاء، للنائب العام، إن صفقة الجرارات تهدد حياة المواطنين، حيث مركز ثقل القاطرة غير معلوم لديهم، حيث كانت المويلادت الألمانية السابقة وزنها 121 ويوجد أسفلها صهريج السولار بحمولة 11500 لتر, أما القاطرات الجديدة فيبلغ وزنها 140 طناً ووزن صهريج السولار باسفلها 6500 لتر، مما يجعل القاطرات غير متزنة أثناء سيرها على القضبان. وأشاروا فى بلاغهم إلى أنهم لمسوا بعض العيوب الظاهرة فى هذه الجرارات الجديدة، منها أن كبائن القيادة من الجانبين بدون أبواب، والدخول إليها يتم من داخل منتصف القاطرة التى يبلغ طولها 23 متراً، كما أن هذه القاطرات يبلغ وزنها 140 طناً ولا تحتمل الكبارى النيلية مرور قطارين فى وقت واحد، ولابد من عمل مراجعة شاملة لحالة الكبارى النيلية التى تمر عليها القاطرات، خاصة طريق إسكندرية أسوان، كما أن هذه الجرارات طولها يزيد 30 سنتيمتراً عن القطارات العادية، مما يتسبب فى اصطدام القاطرات بالكبارى، وفى حالة حدوث حريق داخل الجرار لا يستطيع السائق ومساعده الهرب حتى لو توقفوا بالقاطرة. وأفاد السائقون، أن كرسى القيادة يرتفع بحوالى أكثر من 80 سنتيمتراً عن المعتاد، وأشاروا فى بلاغهم إلى أنه من المفترض أن الهدف من هذه الصفقة هو تطوير كفاءة السكة الحديد، ولكن فى ضوء هذه العيوب لا تستطيع هذه القطارات السير على سرعة 120 كيلو متراً، بل تسير بسرعة أقل، فضلاً عما تتسبب فيه من أضرار ومخاطر على حياة المواطن.
