محاولة إفشال الرئيس!

الحرب الإعلامية القذرة التى يتعرّض لها التيار الإسلامى هى محاولة رخيصة لتشويه الإسلاميين وتخويف الشعب منه، وسعى خبيث لإفشال المشروع الإسلامى فى حكم البلاد، والمتمثل فى الرئيس محمد مرسى، وقد صاحب تلك الحرب شائعاتٌ مغرضة، وتحريض على مظاهرات فئويَّة أمام القصر الرئاسى، ونشر الفتنة وإثارة المواطنين، فضلا على بلبلة الرأى العام، كل ذلك متوقع من أعداء المشروع الإسلامى الذين تقطر قلوبهم حقدًا على الإسلام والمسلمين، لكن العجيب أن هذه الحرب بدأت مبكرةً بعد ساعات من تولى الرئيس مقاليد الحكم، وهو ما يشى بخطورة المرحلة التى نعيشها.
فنحن نعيش حدثًا تاريخيا فريدًا.. أول رئيس إسلامى منتخب من إرادة شعبيّة حرة يتولى مقاليد الحكم فى بلادنا.. أول انتقال سلمى فى بلدان الربيع العربى.. أول انتقال للسلطة من العسكرى للمدنى تعيشه مصر منذ 1952.. أول تجربة إسلامية للحكم فى الشرق الأوسط.. إذن نحن أمام تحول تاريخى مهم.. فلا عجب أن نجد هذه الحرب الشرسة من قوى الغرب والعلمانية فى بلادنا، والذين أصابهم الذهول قبل الرعب من تولّى محمد مرسى مقاليد البلاد، خاصة أنهم فوجئوا بحالة الانبهار الشعبى بتصرفات مرسى عقب فوزه.
لذلك ليس من عجب أن نرى هذه الحملة الشرسة من فلول المنافقين، والذين فى قلوبهم مرض ضدّ كل ما هو إسلامى، لأن تولّى محمد مرسى الرئاسة معناه عودة المشروع الإسلامى للحكم بعد زوال الخلافة الإسلاميّة عام 1924، والتى انطلقت منها مفاهيم العلمانية السافرة «لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة».
فها هو المشروع الإسلامى يعود حاكمًا بعد أن اختاره الشعب عبر الصناديق فى انتخابات حرة نزيهة، مما جعل الحقد والغل يأكل قلوب العلمانيين.
حرب التشويه والتضليل تستوجب على الإسلاميين إدارك أهمية الإعلام، والإسراع بإنشاء منابر إعلامية قوية تقوم على المهنيّة والمصداقية والشفافية والتنوع الفكرى والوطنى.. لتواجه إعلام الفلول الذين تربّوا على تضليل الرأى العام، وغسل الأدمغة والعقول، وتشويه صورة الإسلاميين.
فنحن لا نريد سوى نشر الحقائق بكل حرية وشفافية ليكون المواطن فى قلب الحدث دائما بالصوت والصورة دون تدليس أو خداع.