نحن نعيش حدثًا تاريخيًا فريدًا.. أول رئيس إسلامى منتخب من إرادة شعبية حرة يتولى مقاليد الحكم فى بلادنا.. أول انتقال سلمى في بلدان الربيع العربي.. أول انتقال للسلطة من العسكرى للمدنى تعيشه مصر منذ 1952.. أول تجربة إسلامية للحكم فى الشرق الأوسط.. إذن نحن أمام تحول تاريخي مهم.. فلا عجب أن نجد هذه الحرب الشرسة من قوى الغرب والعلمانية فى بلادنا الذين أصابهم بالذهول قبل الرعب من تولّي محمد مرسي مقاليد البلاد خاصة وأنهم فوجئوا بحالة الانبهار الشعبى بتصرفات مرسى عقب فوزه.. خطابه المؤثر في ميدان التحرير وإصراره أن يستمدّ شرعيته وسلطانه من الشعب وليس من أحد غيره.. تعهده برفع المظالم عن الشعب بالإضافة لتواضعه وطيبة قلبه وإصراره على صلاة الفجر فى المسجد، ورفضه للحراسة وزفات النفاق.. كلها عوامل أدت إلى حالة الانبهار الشعبي بمرسي تدل على أننا أمام نموذج فريد من الرؤساء.. لكن العجب كل العجب الغضب الأمريكى غير المبرّر من تعهّد الرئيس مرسي بالسعي للإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن كأنه قال منكرًا من القول وزورًا.. أليس الرجل مواطنًا مصريًا وأحد الرعايا المصريين بل هو عالم جليل من علماء الأزهر يجب على الحاكم أن يبحث عن نصرته والإفراج عنه ؟! يبدو أن الأمريكان نسوا أن محاكمة الدكتور عمر عبد الرحمن فى عام 1993م كانت سياسية ظالمة استخدمت فيها هيئة المحكمة قانونًا لم يطبق على أحد منذ الحرب الأهلية الأمريكيَّة, فى محاولة لإدانة عمر عبد الرحمن، بل إن وزير العدل الأمريكي الأسبق السيد رمزى كلارك, قال صراحة: لا يوجد فى القضية دليل واحد يدين الشيخ عمر وكل ما ذكر محض افتراء وتدليس، لكن الغريب فعلاً أن وزيرة الخارجية الأمريكيّة ومعها رهط غير قليل من الساسة الأمريكان هاجموا الرئيس لتعهده بالإفراج عن الشيخ عمر بدعوى استقلاليّة القضاء الأمريكى، ونسى هؤلاء أن القاضى الذى حكم على الدكتور عمر عبد الرحمن وهو"مايكل موكاسى" هو يهودى متعصب وعضو بارز فى تجمع يهودى فى مانهاتن، إضافةً إلى أنه مرتبط بإسرائيل ومعروف بعدائه للإسلام والمسلمين. ونسى الأمريكان كذلك الحملة الإعلاميّة الأخيرة التى تفجّرت فى الصحافة عقب اعترافات "فردريك وايتهورست"، وهو محامٍ وكيميائى، عمل فى مختبر الجريمة التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالى, حيث قال عن الدكتور عمر عبد الرحمن بأن (كبار المسئولين فى الFBI أمروه بتجاهل النتائج التى لا تؤيّد نظرية الادّعاء بوجود عقل مدبر وراء التفجيرات) بل شهد فى موضع آخر بقوله: (واجهت قدرًا هائلاً من الضغوط لكى أنحاز إلى رأى النيابة ولكى أغير فى تفسيرى). الأمر الأهم أن قضية الدكتور عمر برمتها كانت محاباة للرئيس المخلوع حسني مبارك للتخلص من الشيخ الضرير الذي كان يمثّل رأس الحربة لمعارضة نظام مبارك.. على الأمريكان أن يتوارَوا خجلاً حينما تُذكر قضية الدكتور عمر لأنها قضية ملفقة، ويجب الإسراع بالإفراج عنه وعودته لمصر سالمًا غانمًا، إنه ولىّ ذلك والقادر عليه.