المتحف المصرى الكبير نقطة تحول فى خريطة السياحة العالمية السياحة المصرية أثبتت قدرتها على الصمود أمام الاضطرابات السياسية شاركت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بفعالية كبيرة في أعمال قمة اتحادات شركات السياحة العالمية – النسخة الثامنة، التي عُقدت بمدينة خاين الإسبانية مؤخرا، والتي تُنظم كل عامين تحت رعاية اتحاد شركات السياحة الإسباني (CEAV). ومثّل الغرفة في القمة مهند فليفل، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، نيابةً عن الدكتور نادر الببلاوي رئيس مجلس الإدارة. وشارك «فليفل» كمتحدث رئيسي في الحلقة النقاشية الافتتاحية للقمة، التي عُقدت تحت عنوان: «صناعة السياحة والسفر في ظل البيئة السياسية الحالية»، حيث استعرض في كلمته تطورات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، مؤكدًا أنها تشهد معدلات نمو مرتفعة منذ انتهاء جائحة كورونا. وأوضح أن مصر استقبلت أكثر من 17 مليون سائح منذ بداية عام 2025 وحتى تاريخه، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي المصري يتجه لتحقيق رقم قياسي جديد في الإيرادات السياحية الرسمية مع نهاية العام الجاري. وأشار إلى أن هذا النمو يعود إلى عدة عوامل، أبرزها: التطور الكبير في البنية التحتية السياحية، بما في ذلك دخول مطارات جديدة الخدمة والتوسعات في مطارات قائمة. زيادة أسطول شركتي مصر للطيران وإير كايرو، وتشغيل خطوط طيران أوروبية اقتصادية إلى جانب رحلات الشارتر. تدفق استثمارات أجنبية ضخمة إلى منطقة الساحل الشمالي، تجاوزت قيمتها 14 مليار دولار، وعلى رأسها مشروع رأس الحكمة. افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف في العالم يضم مقتنيات لحضارة واحدة، مع الإشارة إلى المشروع المستقبلي لربط المتحف بمنطقة الأهرامات بمسار للمشاة وآخر لحافلات صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء. وفي رده على سؤال حول مدى تأثر الحركة السياحية في مصر بالأوضاع السياسية في غزة ولبنان وإيران، أكد أن السياحة المصرية تواصل تحقيق معدلات نمو قوية، مشددًا على أن الصناعة اكتسبت مرونة وقدرة عالية على مواجهة الأزمات نتيجة تعددها وتواليها عبر السنوات. وأوضح أن التأثير كان محدود النطاق جغرافيًا وتسويقيًا، واقتصر على بعض منتجعات جنوبسيناء وأسواق بعينها، في حين تم تعويض ذلك بتحويل الحركة إلى منتجعات البحر الأحمر (الغردقة ومرسى علم)، إلى جانب استقبال سائحين من دول الجوار، بل ومن بعض دول أطراف الصراعات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغرف الفندقية بجنوبسيناء. وأضاف أن العالم شهد مؤخرًا تواجد عدد من قادة أوروبا والعالم في شرم الشيخ، مع إشادة الرئيس الأمريكي بالتنظيم وبمدينة شرم الشيخ، أعقب ذلك افتتاح المتحف المصري الكبير بمشاركة قادة ومؤثرين عالميين، فضلًا عن اختيار العائلة المالكة الإسبانية قضاء إجازتها الصيفية في القاهرة والأقصر وأسوان، وهو ما يعكس ثقة العالم في أمن واستقرار المقصد السياحي المصري. وأكد أن مصر تتمتع بتنوع فريد في الأنماط السياحية، ولا تزال تمتلك منتجات سياحية جديدة قيد التجهيز، بما يمنحها بصمة سياحية خاصة على خريطة السياحة العالمية. وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت التأثير الأكبر على السياحة المصرية، نظرًا لأن مواطني الدولتين يمثلون قرابة 7 ملايين سائح سنويًا إلى منتجعات البحر الأحمر، لافتًا إلى أن السياحة أثبتت قدرتها على التقارب بين الشعوب، حيث يتشارك السائحون الروس والأوكرانيون الإقامة والشواطئ في شرم الشيخ دون أي تمييز، مؤكدًا أن السياحة قادرة على إصلاح ما تفسده السياسة. ودعا في ختام كلمته إلى تفعيل دور الدبلوماسية السياحية، مطالبًا فرانك أوستدام، رئيس اتحاد منظمي الرحلات الأوروبي، ببحث آلية للتعامل مع القرارات المنفردة التي تؤدي إلى وقف حركة السياحة إلى بعض الدول، وهو ما أكد أوستدام أنه سيتم مناقشته خلال الاجتماع السنوي للاتحاد في بروكسل فبراير المقبل. شارك في الحلقة النقاشية كل من: فرانك أوستدام – رئيس اتحاد منظمي الرحلات الأوروبي، باولين سوهارنو – رئيس غرفة شركات السياحة الإندونيسية، سوزان أكتون – رئيس اتحاد شركات السياحة الكندي ونائب رئيس اتحاد أمريكا الشمالية، وإيمان دوري – نائب رئيس غرفة شركات السياحة الإثيوبية. وشهدت القمة مشاركة رؤساء اتحادات سياحية يمثلون 165 دولة، وأدار الجلسة النقاشية الصحفي والمذيع الأمريكي ديف كيتنج. جانب من الفعاليات جانب من الفعاليات