إجازات وهمية على الإنترنت.. كيف يقع المسافرون ضحايا النصب السياحى؟

حذر اللواء عمرو الشرقاوي الخبير الأمني، من تزايد جرائم النصب في الرحلات السياحية عبر الإنترنت، مؤكدًا أن هذه الظاهرة باتت تمثل تهديدًا حقيقيًا للمسافرين، خاصة مع انتشار الحجز الإلكتروني والاعتماد المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي في اختيار العروض السياحية، لا سيما خلال مواسم الإجازات.
موسم الإجازات وارتفاع النصب الإلكتروني في الحجوزات السياحية
وقال الشرقاوي، في تصريحات خاصة لجريدة اليوم السابع، إن عمليات النصب تبدأ غالبًا بإعلانات جذابة تتضمن وعودًا برحلات فاخرة وإقامة في فنادق خمس نجوم بأسعار تقل كثيرًا عن أسعار السوق.
ويتواصل الضحية مع صفحة أو رقم هاتف، ويتلقى تطمينات سريعة وعقودًا غير واضحة، ثم يُطلب منه تحويل قيمة الحجز بشكل عاجل بدعوى ضمان العرض، وبعد إتمام التحويل، إما يختفي الطرف الآخر تمامًا أو يفاجأ العميل عند السفر بعدم وجود أي حجز فعلي.
الخبير الأمني عمرو الشرقاوي يحذر من فخ الرحلات السياحية المزيفة
وأوضح الخبير الأمني أن المحتالين يعتمدون على أساليب متطورة، من بينها إنشاء شركات سياحة وهمية عبر صفحات تحمل أسماء وشعارات احترافية دون أي كيان قانوني، أو انتحال أسماء شركات معروفة مع تغييرات طفيفة يصعب ملاحظتها. كما يلجأ البعض إلى تقديم إيصالات وحجوزات مزيفة، أو ممارسة ضغط نفسي على العميل من خلال الادعاء بأن العرض لفترة محدودة أو أن المقاعد أوشكت على النفاد.
وأضاف الشرقاوي أن من أبرز المؤشرات الخطيرة طلب تحويل الأموال إلى حسابات شخصية أو محافظ إلكترونية بدلًا من حسابات شركات رسمية، إلى جانب التلاعب بتقييمات العملاء عبر تعليقات وهمية، ثم تغيير شروط الرحلة بعد الدفع أو إلغائها قبل السفر بأيام قليلة مع وعود زائفة برد المبلغ.
وأشار إلى أن ضحايا هذا النوع من الاحتيال ينتمون إلى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، مؤكدًا أن الخسائر لا تقتصر على الجانب المادي فقط، بل تمتد إلى ضياع الإجازة وتعطل خطط السفر وما يصاحب ذلك من آثار نفسية سلبية.
وشدد الخبير الأمني على أهمية التحقق من الشركات قبل الحجز، والتعامل فقط مع جهات مرخصة ومسجلة رسميًا، والحذر من العروض غير المنطقية، واستخدام وسائل دفع آمنة يمكن تتبعها.
كما دعا إلى مراجعة تفاصيل الحجز من المصادر الرسمية، وعدم مشاركة البيانات الشخصية أو البنكية إلا بعد التأكد الكامل من مصداقية الجهة.
واختتم الشرقاوي تصريحاته بالتأكيد على أن الوعي واليقظة يمثلان خط الدفاع الأول ضد النصب السياحي عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن القاعدة الذهبية لأى مسافر هي التحقق الجيد قبل الدفع، حتى لا تتحول الرحلة المنتظرة إلى تجربة مؤلمة.