غطى برنامج "في المشهد" من إعداد وتقديم الكاتبة الصحفية إيمان حنا، على تلفزيون اليوم السابع، آخر تطورات الأوضاع الإنسانية في ولاية جنوب كردفان التي تشهد تصعيدًا عسكريًا بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، التي شنت مؤخراً هجمة دموية على روضة للأطفال في بلدة كالوقى بولاية جنوب كردفان والتي بلغ عدد ضحاياها 144 قتيلًا غالبيتهم أطفال. حصار يمنع دخول الأدوية..ما فرص نجاة الجرحى في السودان؟ كشف الدكتور محمد فيصل المتحدث باسم شبكة "أطباء السودان" لبرنامج "في المشهد"، أن عدد القتلى نتيجة الهجمة على روضة الأطفال لا يزال في تزايد مع قلة الإمكانات الطبية المتوفرة إلى جانب الحصار المفروض على دخول الأدوية؛ مما يجعل فرص إنقاذ المصابين أو نجاتهم قليلة للغاية؛ كما كشف عن ملاحقة عناصر الدعم السريع للمسعفين أثناء محاولاتهم إنقاذ الأطفال واستهدافهم ؛ حيث نفذت قوات الدعم السريع ثلاث هجمات متتالية على الروضة وعلى الأهالى والمسعفين الذى حاولوا إنقاذ الجرحى ثم استهداف المستشفى الذى استقبل المصابين ؛ لتصبح جريمة حرب مكتملة الأركان. الأوضاع تذكرنا بمأساة ولاية شمال دارفور حينما حاصروا الفاشر 18 شهرًا ، وعانى الأهالى المجاعة والأوبئة ، حتى اضطروا لأكل أوراق الشجر وعلف الحيوانات ، الآن المشهد يتكرر بشكل أبشع في جنوب كردفان خاصة المدن الكبيرة في الولاية التي يفرض عليها حصارًا خانقًا ؛ حيث تمنع عناصر الدعم السريع دخول الأدوية والأغذية وألبان الأطفال إضافة إلى هجمات تشنها على المرافق والمنشآت المدنية وآخرها روضة الأطفال في كالقى .
مقتل 240 طبيبًا منذ بدء الحرب في السودان وكشف عن تعرض الطواقم الطبية والعاملين في مجالات الإغاثة وحقوق الإنسان ؛ ما دفع لعدد مدكبير من الكوادر الطبية للنزوح ، كما بلغ عدد الأطباء الذين قُتلوا باستهداف مباشر من قوات الدعم السريع حوالى 240 طبيبًا في ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة وشمال دارفور .
أوضاع القطاع الصحى في ولاية جنوب كردفان بالسودان أوضح الدكتور محمد فيصل ، عبر برنامج "في المشهد" أن ولاية جنوب كردفان الآن تعمل بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 % من القدرات التشغيلية؛ نظرا لنقص الكوادر والأدوية والمستشفيات المهدمة جراء القصف ، والإضرار بالبنية التحتية للقطاع الصحى؛ لكن الأطباء يصرون على أداء واجبهم رغم صعوبة الظروف.
هل يتكرر سيناريو "الفاشر" في كردفان؟ أعرب المتحدث الرسمي لشبكة أطباء السودان عن مخاوفه من تكرار سيناريو الفاشر في كردفان، حيث تسير ميلشيات الدعم السريع على النهج نفسه وتطبق سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعى؛ مُرتكبًة أفظع الجرائم والانتهاكات بحق الأهالى والنساء والأطفال، ولم ترحم حتى المرضى والجرحى مثلما فعلت من قبل في مدينة الفاشر حينما استهدفت مستشفى الفاشر بالمسيرات والمدفعية الثقيلة، فالآن ولاية جنوب كردفان أشبه بالسجن الكبير مثلما كان الوضع في الفاشر. وأشار إلى وفاة 23 طفلًا خلال شهر واحد في ولاية جنوب كردفان، بسبب سوء التغذية الحاد، والأعداد في تزايد كبير مع الحصار المفروض. وجه الدكتور محمد نداًء عبر "اليوم السابع" للمجتمع الدولى لفتح ممرات آمنة لدخول الأغذية والأدوية.
ما الأوبئة التي انتشرت بسبب الحرب في السودان ؟ أوضح الدكتور محمد أن الكوليرا أكبر تحدى وبائى يواجهه السودان بفعل الحرب، خاصة ولاية شمال دارفور، واستمرار حركة النزوح وتزايدها يعيق إجراء إحصاء دقيق لعدد المصابين بالكوليرا. وأكد الدكتور محمد أن حجم الاستجابة الدولية لا يتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها السودان؛ خاصًة في ظل موجات النزوح الكبيرة التي تستقبلها المجتمعات المضيفة وهى غير مجهزة وليس لديها الإمكانات الكافية لاستقبال مثل هذه الأعداد؛ ففي منطقة الطويلة على سبيل المثال تجاوز عدد النازحين ال 100 ألف أسرة ، وفى مدينة الأُبيِض تجاوز عدد النازحين ال145 ألف أسرة ، 25 % من هؤلاء يقيمون في مخيمات تابعة للحكومة وللمنظمات الإنسانية، والباقى يقيمون في مخيمات عشوائية لا تخضع لرقابة، ولا تتوفر بها الخدمات الأساسية، وتفتقر هذه المخيمات للحد الأدنى من مقومات الحياة، ونحن مقبلون على فصل الشتاء فالوضع يزداد سوءًا.
ما هي الأوضاع الحالية في مدينة الفاشر ؟ وبالنسبة لآخر تطورات الأوضاع في مدينة الفاشر ، كشف الدكتور محمد أن قوات الدعم السريع تحتجز المواطنين الذين حاولوا النزوح إلى مناطق أخرى ، وتمارس بحقهم أبشع الانتهاكات. وكشف أيضًا رصد 4 مقابر جماعية في الفاشر إضافة إلى حرق حوالى 500 جثة لمدنيين عقب مقتلهم. وحول أبرز التحديات التي تواجه عمل الأطقم الطبية؛ أشار الدكتور محمد إلى الاستهدافات المتكررة من قبل عناصر الدعم السريع؛ موضحً أن الأطباء والمراسلين الصحفيين أصبحوا هدفاً لتلك الميليشيا ويتم ملاحقتهم بشكل مستمر. وأشار إلى الجرائم التي ارتكبت بحق الأطباء حينما اقتحمت قوات الدعم السريع مستشفى الفاسر قامت بأسر 6 أطباء وطالبوا ذويهم بفدية ومن لم يستطع الدفع قتلوه، وهناك 4 منهم لا يزالوا في عداد المفقودين، وواحد فقط هو من نجا من أياديهم بعد دفع الفدية المطلوبة؛ وتكررت هذه الجريمة مع عدد من العاملين في الهلال الأحمر السودانى.