سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من الروبوتات للطائرات.. الصناعة المصرية تدخل عصر الأنظمة غير المأهولة بقيادة الهيئة العربية للتصنيع.. مختار عبداللطيف: مصر تعيد رسم خريطة الصناعة الدفاعية.. شراكاتEDEX ليست بروتوكولات بل تصنيع ونقل الإنتاج لمصر
الهيئة العربية للتصنيع تعمل على إدخال منتجات مصرية معتمدة دوليًا في سلاسل الإمداد العالمي في إطار سعي مصر المتواصل لتعميق التصنيع المحلي وتعزيز قدراتها الدفاعية، عززت مشاركة الهيئة العربية للتصنيع في النسخة الرابعة من معرض EDEX 2025 الركائز الأساسية لهذا التوجّه، وخلال المعرض الذي تجرى فعاليته في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025 ضمن جناح جمهورية مصر العربية، عرضت الهيئة مجموعة واسعة من المنتجات الدفاعية المتطورة، ما يعكس حجم التطور الذي وصلت إليه الصناعة الدفاعية الوطنية، حيث سعت الهيئة لتقديم منظومة متكاملة تغطي مختلف الاحتياجات، من القتال المباشر إلى الدعم اللوجستي، الاستخباراتي، وتقنيات الحماية. ومثلت مشاركة الهيئة العربية للتصنيع في EDEX 2025 محطة محورية في مسيرة تطوير الصناعة الدفاعية المصرية، من خلال عرض مجموعة ضخمة ومتنوعة من المنظومات الدفاعية، والتركيز على أنظمة غير مأهولة، وتوقيع شراكات استراتيجية دولية، والسعي لتوطين التصنيع، حيث تؤكد الهيئة في طرحها أنها ليست مجرد جهة تصنيع محلية، بل محور للتصنيع الاستراتيجي وقاطرة للاكتفاء الذاتي وللتصدير، وتساهم في تحقيق مصر حضورًا صناعيًا دوليًا يُنافس الكبار، وتُدعم الهدف الوطني في صناعة وطنية قوية، ومستقلة، ومصدّرة. تنوّع معروضات الهيئة: 57 منتجًا دفاعيًا.. و18 لأول مرة قدّمت الهيئة العربية للتصنيع 57 منتجًا متنوعًا ضمن جناحها في EDEX 2025، من بينها 18 منتجًا تُعرض لأول مرة، تشمل المنتجات معادلة متنوعة من الأنظمة البرية والجوية والإلكترونية، ما يجعل جناح الهيئة من بين الأكثر تنوعًا وتقدمًا. من بين أبرز ما تعرض الهيئة، ذخائر جوية (ضمن سلسلة "حافظ") بمواصفات متعددة، وصواريخ أرض-جو وصواريخ ميدان، وأنظمة دفاعية مضادة للدروع والألغام، وأنظمة إلكترونية متقدمة، ومركبات مدرعة متنوعة، ومنصات روبوتية أرضية (UGV)، ومنظومات قيادة وسيطرة متحركة، ومحاكيات ومعدات تدريب وصيانة الطائرات. دخول الصناعة غير المأهولة ومركبات التحكم عن بُعد ركزت الهيئة على أنظمة غير مأهولة ونظم عصرية للتحكم عن بُعد، من بين هذه المعروضات: منصة أرضية روبوتية، طُوّرت محليًا وتقدم لأول مرة، إضافة إلى طائرات دون طيار (UAVs/VTOL) صُنعت بالتعاون مع شركاء دوليين، ما يعكس تحولًا حقيقيًا نحو الاعتماد على التكنولوجيا الذكية في مهام الدفاع والاستطلاع. ويوضح اللواء أركان حرب مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة ان مثل هذه الأنظمة تمنح قدرات متقدمة منها تنفيذ مهام في بيئات خطرة، مراقبة ورصد بدون تعريض العنصر البشري للخطر، دعم العمليات الدقيقة، وتعزيز فعالية الاستجابة في حالات التهديد. اتفاقيات شراكة دولية: فتح آفاق للتصنيع والتصدير وعلى هامش المعرض، وقّعت الهيئة مجموعة من الاتفاقيات والاتفاقات مع شركات دولية، تعكس استراتيجية التعاون والتصنيع المشترك، بما يفتح آفاقًا لتصدير المنتجات المصرية وتوطين التكنولوجيا، و من أبرز هذه الشراكات: تعاون مع مجموعة Abu Dhabi Aviation Group وشركاتها التابعة، ضمن 7 اتفاقيات تستهدف التصنيع المشترك في قطاع الطيران، صيانة المحركات، إنتاج قطع غيار، وتوسيع قدرات الصيانة والدعم الفني، إضافة إلى ذلك، دخلت الهيئة في تفاهم مع شركات خارجية لتوطين تصنيع أنظمة دفاعية متقدمة، في خطوة تؤسس لتحالفات استراتيجية تُعزز من مكانة مصر الصناعية على المستويين الإقليمي والدولي. رؤية استراتيجية: تصنيع مستقل – مكوّن محلي – اقتصاد دفاعي وتتبنى الهيئة العربية للتصنيع استراتيجية الاعتماد على التصنيع المحلي، وتقليص الاعتماد على الإمداد الخارجي، وكذلك رفع نسبة المكوّن المحلي في المنظومة الدفاعية، وتحويل الصناعة الدفاعية إلى قطاع اقتصادي قادر على المنافسة والتصدير، فيما يعد هذا التوجّه متماشيا مع ما تشهده المنطقة من تغيّرات أمنية استراتيجية، ما يجعل من تعزيز الصناعة الدفاعية الوطنية ضرورة أمنية واقتصادية على حد سواء. الأبعاد الاقتصادية والتنموية ويؤكد رئيس الهيئة ان التصنيع المحلي يسهم في خلق فرص عمل، ونقل التكنولوجيا، وتنمية القدرات البشرية، وفتح أسواق تصدير، ما يعزز من الدور المحوري للصناعات الدفاعية في دعم الاقتصاد الوطني، كما أن توطين التصنيع يقلّل من فاتورة الاستيراد، ويحافظ على العملة الصعبة، ويوفر قدرات إنتاجية مستقلة. يؤكد اللواء مهندس مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أيضا أن مشاركة الهيئة في معرض EDEX 2025 تأتي في توقيت دقيق تتسارع فيه متغيرات البيئة الدفاعية الإقليمية والدولية، ما يفرض ضرورة امتلاك قدرات تصنيع مستقلة تواكب التطور العالمي، خاصة ان الهيئة تبنّت خلال السنوات الأخيرة خطة توسعية تستهدف رفع كفاءة خطوط الإنتاج، وتعظيم نسبة المكوّن المحلي، وإدخال تكنولوجيا جديدة إلى السوق المصرية، بما يضمن جاهزية الصناعة الوطنية وقدرتها على تلبية الاحتياجات العملياتية للدولة. وأوضح «عبد اللطيف» أن ما عرضته الهيئة هذا العام داخل جناح مصر يعكس تطورًا حقيقيًا في القدرة التقنية، فعرض 57 منتجًا — بينها 18 يعرض لأول مرة — مؤشّر على توسع قاعدة الإنتاج، مشيرا إلى أن الهيئة ركزت على المنتجات ذات الجدوى العملياتية المباشرة، سواء في المنظومات البرية أو الذخائر أو الأنظمة الإلكترونية أو المركبات غير المأهولة، لضمان توافق الصناعة مع متطلبات الجيوش الحديثة في البيئات ذات التهديدات المركبة. وأشار إلى أن الهيئة اتخذت منهجا نحو التصنيع المدعوم تكنولوجيًا، عبر دمج قدرات الذكاء الاصطناعي، والتحكم عن بُعد، وإدارة الأنظمة متعددة المنصات، مؤكدا أن الجيل الجديد من المعدات المعروضة يعكس هذا التوجه، خصوصًا في الروبوتات الأرضية ومنصات الاستشعار المتقدمة وأنظمة القيادة والسيطرة المتحركة، التي أصبحت عناصر رئيسية في مسارح العمليات الحديثة. وأكد رئيس الهيئة أن التعاون الدولي يعد إحدى الركائز الأساسية في إستراتيجية التطوير، و إن الاتفاقيات التي وُقعت خلال المعرض ليست اتفاقيات بروتوكولية، بل ترتبط بخطط تصنيع واضحة، تشمل التعاون الفني، ونقل التكنولوجيا، وتوطين جزء معتبر من الإنتاج داخل المصانع المصرية، مشددا على أن هناك صياغة شاملة للهيئة تستهدف تحول التعاون من مجرد استيراد معدات متطورة إلى تأسيس خطوط إنتاج قادرة على العمل منفردة في وقت قصير. وتناول «عبد اللطيف» جانبًا مهمًا يتعلق بقدرة الهيئة على الانخراط في سلاسل الإمداد العالمية، وقال إن الهيئة أصبحت جزءًا من منظومات توريد إقليمية في مجالات الطيران، والأنظمة الإلكترونية، والمكوّنات الدقيقة، وأوضح أن التعاون مع الشركات العربية والأجنبية في مجال تصنيع أجزاء الطائرات، وصيانة المحركات، والأنظمة الكهربائية والميكانيكية، يُمثل نقلة اقتصادية وصناعية تؤهّل المنتج المصري للحصول على اعتماد دولي. وحول أولويات الهيئة خلال المرحلة المقبلة، قال إن التركيز سينصب على رفع كفاءة الإنتاج عبر تحديث خطوط التصنيع، وضمان الجودة، وتطبيق النظم الرقمية في الإدارة الهندسية، وزيادة القدرة على تصنيع المنتجات ذات التكنولوجيا العالية، سواء عبر التطوير المحلي أو الشراكات الدولية، وفتح أسواق تصديرية خارج المنطقة، اعتمادًا على مميزات تنافسية أهمها السعر والنوعية وسرعة التسليم. وشدد «عبد اللطيف» على أهمية الصناعات العسكرية في تحقيق الأمن القومي، مؤكّدًا أن عدم امتلاك قدرة تصنيع محلية يعنى بالضرورة اعتمادًا طويل المدى على الخارج، وهو أمر لا يمكن القبول به في ظل المتغيرات الراهنة، وأضاف أن الدولة تدعم بقوة سياسة التوطين، وأن الهيئة تتحرك وفق خطط معتمدة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتصنيع الدفاعي. وتطرق رئيس الهيئة إلى اعداد الكوادر البشرية، موضحًا أن الهيئة تستثمر بعمق في التدريب، وترتبط ببروتوكولات تعاون مع مؤسسات تعليمية وهندسية داخل مصر وخارجها، لضمان وجود قاعدة بشرية تستوعب التطور التقني، مشيرا إلى أن المشاركة في EDEX قدمت فرصة عملية للاحتكاك المباشر مع الشركات العالمية، ورصد اتجاهات التطوير التي تتحرك نحوها الصناعات الدفاعية. وأضاف أن الهيئة تقوم بتوثيق هذه الاتجاهات وتحويلها إلى خطط بحث وتطوير داخل مراكزها الهندسية، بما يضمن عدم انفصال الصناعة المصرية عن مسار التطور الدولي، مؤكدا أن الطلب المتزايد على المنتجات المصرية خلال المعرض يعكس مستوى الثقة في الصناعة الوطنية. وقال "عبد اللطيف" أن الهيئة تعمل بمنهج اقتصادى واضح، يعتمد على رفع كفاءة التكلفة، وتعظيم الإنتاج، وضمان ميزة تنافسية مستدامة للمنتج المحلي، مشيرًا إلى أن تحقيق الربحية ليس هدفًا منفصلًا عن المسؤولية الصناعية بل جزء منها، لأن الربحية تعنى استمرار التطوير والقدرة على ضخ استثمارات مستقبلية.