فسّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المعنى البلاغي والعقائدي في الآية الكريمة من سورة الكهف: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، موضحاً الفارق الجوهري بين مصطلحي "المشيئة" و"القوة" وارتباطهما ببعضهما البعض. وأوضح خالد الجندي، كلامه خلال حديثه في حلقة نقاشية ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة دي ام سي، حيث طرح الجندي تساؤلاً حول سر الجمع بين الكلمتين في سياق الآية، داعياً إلى التدبر في معاني القرآن الكريم. المشيئة هي الإرادة الإلهية وفي معرض شرحه، بسّط "الجندي" المفهوم العقائدي للمشيئة، موضحاً أنها تعني في جوهرها "الإرادة"، واستشهد بالنصوص الشرعية التي تدل على أن أمر الله إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون. وأكد الجندي أن كل ما يملكه الإنسان من نعم، وما يراه في حياته (مثل الجنة المذكورة في الآية)، هو في الأصل نتاج "مشيئة الله" وإرادته المطلقة. القوة أداة التنفيذ وحول الشق الثاني من الآية ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، أشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الإرادة (المشيئة) تحتاج كي تتحقق على أرض الواقع إلى "قوة" لتنفيذها. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى لا يكتفي بأن يريد الشيء فحسب، بل يخرجه إلى الوجود بقوته وقدرته؛ لذا جاء التعقيب ب "لا قوة إلا بالله" للتأكيد على أن القوة المنفذة لهذه المشيئة هي قوة الله وحده. رسالة الآية: النعمة بين الإرادة والقدرة واختتم الجندي تفسيره بجمع المعنيين، مشيراً إلى أن المؤمن حين يدخل جنته أو يرى نعمة الله عليه، فإنه بقوله «ما شاء الله لا قوة إلا بالله» يعترف ويقر بأن: هذا الرزق كان بإرادة الله ومشيئته (ما شاء الله). وأن تنفيذه وإيجاده تم بقدرة الله وقوته (لا قوة إلا بالله)، وهو ما يلخص عقيدة المسلم في أن النعم كلها من عند الله تخطيطاً وتنفيذاً.