التنمر.. قد يبدو في نظر البعض أمرًا بسيطًا لا يستحق الاهتمام، لكنه في الحقيقة من أبشع السلوكيات التي تُدمّر نفسية الإنسان، وتدفعه للدخول في نوبات من الاكتئاب والعزلة، ولا يشعر بمرارة هذا الألم إلا من مرّ بتلك التجربة القاسية. يتعرض البعض للتنمر بسبب أمور لا يملكون أي تدخل فيها، مثل ملامح الوجه، أو لون البشرة، أو طبيعة الشعر، أو حتى الملابس، والنحافة أو السمنة… وكأن هيئة الإنسان أصبحت مبررًا للسخرية والاستهزاء. فيجد الشخص نفسه محاصرًا بكلمات جارحة ونظرات مُهينة قد تتطور إلى عنف جسدي أو مشاجرات، فقط لأن هناك من لا يتقبله أو يختلف معه في الشكل. ومؤخرًا، كادت طفلة صغيرة، لم تتجاوز الثامنة من عمرها، أن تُنهي حياتها بالقفز من نافذة الفصل هربًا من كلمات التنمر التي تطالها يوميًا، لولا أن معلمتها أمسكت بها في اللحظة الأخيرة وأنقذت حياتها. حور… طفلة جميلة التحقت بالصف الثاني الابتدائي، كانت تحاول ببراءتها التقرب من زميلاتها، لكنها صُدمت عندما قوبلت بالنبذ والسخرية. فقد تنمر البعض على بشرتها السمراء، وشعرها المجعد، والنظارة التي ترتديها، بل وتعمدوا إيذاءها وافتعال المشكلات معها، حتى وصل الأمر إلى الضرب والشتم، مما جعلها تعيش في خوف دائم. كيف يمكن لطفلة بهذه البراءة أن تستوعب كل هذا الألم دفعة واحدة؟! ورغم شكواها المتكررة للإدارة، لم تتلقَّ سوى إجابة واحدة جاهزة: "لا توجد عقوبة للأطفال." لماذا لا يُسن المشرع عقوبة رادعة تعيد الحقوق إلى أصحابها وتحمي الأطفال الصغار من التنمر؟ إن حماية أطفالنا تستوجب وضع قواعد صارمة ضد التنمر، ومعاقبة كل من يسيء أو يؤذي زميله، فالتنمر قد يتحول إلى باب للهروب من الحياة كما حدث مع حور التي أرادت التخلص من الألم بدلًا من مواجهة كلمات زميلاتها الجارحة. وعلى المدارس دور أساسي في غرس قيم قبول الآخر واحترام الاختلافات بين التلاميذ، فكل طفل يستحق أن يعيش بأمان ومحبة، فنحن جميعًا نعيش في وطن واحد، ويجب أن نتعامل مع بعضنا بأرقى أساليب الإنسانية. التاجز: التنمر، المتنمر، المتنمرين، الطفلة حو، كتبت حنان طلعت، حنان طلعت تكتب، حنان طلعت، قانون الطفل ، تعديل قانون الطفل،