قال الأسير الفلسطينى المحرر والروائى باسم خندقجى، خلال حفل توقيع روايته الحاصلة على البوكر العربية "قناع بلون السماء" فى مكتبة تنمية بالمعادى، إن هناك فارقًا جوهريًا بين ما يسميه "أدب الاشتباك" وبين أدب المقاومة كما صاغه غسان كنفانى وجيل كامل من كتّاب فلسطين. وأوضح باسم خندقجى أن أدب الاشتباك هو كتابة تُنتج داخل السياق الاستعمارى ذاته، وتستهدف تفكيك منظومته من الداخل، فهو أدب ضد استعمارى بالأساس، يعمل على تحطيم معادلة السيد والعبد، وكشف البنية المعرفية للصهيونية وأوهامها وأساطيرها، وفضح الطريقة التى تُعاد بها صياغة الحكاية على حساب الضحية. وأضاف أن أدب الاشتباك، بالمعنى الذى يتبناه، أدب كونى لا ينغلق على خطاب قومى ضيق، ولا يقوم على شعارات عاطفية أو تعميمات شعبوية، بل ينفتح على أسئلة الحرية والعدالة فى العالم كله، ويراهن على إنسانية القارئ أينما كان، دون أن يتخلى عن جذوره الفلسطينية ولا عن حقه الأساسى فى المقاومة.
خلفية عن باسم خندقجى باسم خندقجى روائى وشاعر فلسطينى، من مواليد نابلس عام 1983، درس الصحافة والإعلام فى جامعة النجاح الوطنية، واعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلى عام 2004 وهو فى الحادية والعشرين من عمره، ليُحكم عليه لاحقًا بثلاثة أحكام مؤبدة، واصل دراسته داخل السجن، فحصل على درجة فى العلوم السياسية من جامعة القدس، وكتب عددًا من الدواوين والروايات من خلف القضبان، من بينها "طقوس المرة الأولى"، "نرجس العزلة"، "خسوف بدر الدين"، وصولاً إلى رواية "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب والفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2024، قبل أن يُفرج عنه فى صفقة تبادل أسرى بعد واحد وعشرين عامًا من الاعتقال.