"غرباء مثل الحسين"..مأساة العراقيين فى السجون الإيرانية باسم الإسلام

صدر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية رواية بعنوان "غرباء مثل الحسين"، للكاتب عبد الجبار ناصر، وهى رواية تدور أحداثها فى منطقة فضاؤها القسوة العابثة والعدم، بحيث يقضى الراوى أكثر من ثمانى سنوات أسير حرب فى السجون الإيرانية ما بين عامى 1982 و1990.
تصور الرواية فى قسمها الأول قيود أسر المواطن فى بلده فى ظل أنظمة القمع والخوف والتهديد، ثم تنتقل إلى كشف فظاعة الحروب التى يمضى ضحاياها وهم لا يعرفون لِمَ تقاتلوا، يحاول القادة المهوسون تمجيد أسمائهم باختلاق النزاعات والحروب بدعوى حماية الدين أو الدفاع عن الوطن، وكل طرف يحاول أن يلبس جرائم القتل والدمار قناع الخير ودفع الشر وحماية العرض والمجد القومى، فى جبهات القتال، يحاصر الجندى بين فرق الإعدام الجوالة فى الخلف، والعدو المتطلع للهيمنة باسم الإسلام.
تصور الرواية فى الجزء الأكبر منها مأساة الأسرى العراقيين فى إيران المحكومة بنظام يدعى تطبيق الإسلام، وتعرض بالتفصيل تجربة الحياة فى معسكرات الأسر بكل أهوالها التى تخرج عن نطاق الوصف، إذ ما يحدث للأسرى من تعذيب وجوع وغربة وموت مجانى يفوق التصور ويُذكّر بكبريات المحن فى تاريخ القسوة البشرية. تفاصيل هذه المعاناة مزيج من اللامعقول والفوضى والعبث والمجانية والرغبة الفائضة فى الانتقام من أناس وجدوا أنفسهم فى لحظة قلقة وحرجة ملقون فى الهامش البشرى، مسلوبى الحرية من غير أن يرتكبوا ذنباً أو خطيئة. وعندما يبلغ الظلم منتهاه، يثور الأسرى وهم يتذكرون الحسين وغربته ومقتله، فيفتحون صدورهم للرصاص هاتفين: هيهات منا الذلة. وفى ذروة الأحداث يكتشف الأسرى أن هناك، فى الجانب الآخر أو العدو الأزلى، من يتعاطف معهم فيدركون أن المشاعر الإنسانية أقوى وأبقى من طبول الحرب والكراهية.