كان بسيطا خجولا واقعيا فى كتاباته إلى أقصى حد.. ولا أبالغ عندما أقول هو من أعاد سينما عاطف الطيب فى العقدين الأخيرين، نظرا لواقعية كتاباته وبساطتها من خلال ثلاثية أفلام "كباريه عام 2008_الفرح عام 2009_ساعة ونص عام 2012"، ومعهم مسلسل "الحارة" عام 2010، وغيرهم. ربما نشأة السيناريست الراحل أحمد عبد الله، والذى توفى منذ ساعات قليلة، فى منطقة بسيطة وشعبية مثل بين السرايات، وهى التى تتوسط أرقى مناطق محافظة الجيزة قديما بما فيها الدقى والمهندسين والعجوزة ومنطقة جامعة القاهرة، جعلته لديه حكايات وقصص واقعية جمعت البسطاء والمهشين بأصحاب المال والأعمال، وجعلت لديه قماشة عريضة خاصة به هو يبدع فيها كيفما يشاء دون منافس، حتى أنه تناول حكايات هذه المنطقة فى مسلسل يحمل اسمها وهو "بين السرايات" وأخرجه الراحل سامح عبد العزيز عام 2015، وبعدها بعامين كتب واحد من أفضل الأعمال التليفزيونية وهو "رمضان كريم"، مع نفس المخرج، الذى تناول فيه حكايات المناطق الشعبية فى الشهر الكريم والتى لامست كل من شاهده، نظرا لبساطته وواقعيته. أحمد عبد الله لم يكن مؤلفا عاديا بل تميز فى كتابة كل لون سينمائى أقبل عليه، فقدم السينما الكوميدية التى جعلت الراحل علاء ولى الدين نجما وهى أفلام"عبود على الحدود"و "الناظر"، وهما الفيلمين اللذان صنعا نجوميته الأولى، كذلك ساهم فى نجومية الكوميديان الكبير محمد سعد عندما قدمه فى أول بطولاته المطلقة وهو فيلم "اللمبى"، ثم قدم بعدها له فيلم "كركر"، ومن قبلهما بسنوات أعمال أخرى منها فيلم " 55 إسعاف" بمشاركة أحمد حلمى. أيضا كان له تعاون مميز وقوى مع النجم الكوميدى هانى رمزى بفيلمه الاستثنائى "غبى منه فيه"، وكذلك النجم أحمد حلمى بفيلم "ميدو مشاكل" وهو أول بطولاته السينمائية المطلقة التى جعلته متصدرا لشباك التذاكر خلال هذه الفترة، وقدم للفنان رامز جلال أول بطولة مطلقة له، والذى ظل أبرز أفلامه الكوميدية وهى "أحلام الفتى الطائش" الفيلم الذى مكنه من تولى البطولة السينمائية لسنوات طويلة حتى الآن، أيضا قدم للنجم محمد هنيدى مجموعة من أعماله المميزة سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية منها "يا أنا يا خالتى"، و"عسكر فى المعسكر"و"فول الصين العظيم"، وبعيد عن الكوميديا قدم عبد الله السينما الشعبية بحرفية وتميز لا تقل عن الكوميدية مثل أعماله فى أفلام "الحرامى والعبيط"و"الليلة الكبيرة"و"ليلة العيد". رغم عبقرية السيناريست الراحل أحمد عبد الله ومشواره الحافل بالأعمال شديدة الأهمية والتى قدمت فنانين أصبحوا نجوما كباراً بكتاباته وإيفيهاته وحكاياته المرسومة بحرفية إلا أنه كان هادئا بسيطا، لا يتحدث عن نفسه إلا بكل بساطة هكذا يرحل الطيبون سريعا وفى هدوء تام دون أن ينالوا ما يستحقون من تكريمات حتى ولو كانت معنوية تعبر عن إنسانيتهم قبل فنهم.