لقد عادت شمس مصر الذهبية لتسطع من جديد فوق العالم، حاملة إرث الحضارة وروح القيادة، ومثبتة أن القاهرة ليست مجرد عاصمة لدولة، بل هى قلب استقرار الشرق الأوسط وشرق المتوسط، ومرجعية الحكمة فى أزمات المنطقة، القمة المصرية الأوروبية الأولى فى بروكسل لم تكن مجرد لقاء دبلوماسى، بل كانت إعلانا للعالم كله أن مصر قوة راسخة، ودولة قبل أى دولة، وأن قيادتها تحت الرئيس عبد الفتاح السيسى تحظى بإجلال وتقدير من زعماء العالم، وهو شعور يملأ كل مصرى بالفخر والانتماء. شهدت القمة لحظات استثنائية حين وقف الزعماء الأوروبيون وصفقوا بحرارة للرئيس عبد الفتاح السيسى، تقديرا لقوته ووضوح موقفه وعزيمته التى لا تنكسر، وهو تقدير لم يأتِ من فراغ، فقد قال زعيم أكبر دولة فى العالم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن الرئيس السيسي: إنه زعيم قوى، وإن المصريين أقوياء جدا، كلمات تعكس تقدير العالم لشخصية قيادية تحمل الإرادة الصلبة والقدرة على إدارة أصعب الملفات، الرئيس السيسى، بخطابه الثاقب، لم يكتف بإظهار قوة مصر داخليا وخارجيا، بل عرض رؤية شاملة لتغير وجه الشرق الأوسط، حيث يضع مبادراته ومشروعاته الوطنية والدولية على طريق النجاح والتوفيق، وكأن العناية الإلهية تؤكد: سر ما دمت بقلب صادق يحمل هموم وطنه، لن يخذلك أحد ولن تضيع جهودك، فالمجد والإنجازات تحيط بك. لا يستطيع العالم اليوم أن ينكر قوة مصر العسكرية والأمنية التى أصبحت ركيزة لا غنى عنها فى توازن القوى الإقليمى، الجيش المصرى ليس مجرد قوة دفاع، بل هو حائط صد أمام الفوضى والإرهاب، وضامن لأمن الملاحة الدولية فى البحرين الأحمر والمتوسط، وركيزة أساسية فى الاستقرار الإقليمى، هذه القوة تجعل أوروبا تعتمد على القاهرة فى إدارة الملفات الحساسة، من أمن غزة والهجرة غير الشرعية إلى دور الوساطة فى أزمات الشرق الأوسط الكبرى، وتمنحها ثقة عالمية تجعلها قادرة على فرض التوازن وإدارة النزاعات بحكمة وفاعلية. اليوم، ما نراه هو تحول استراتيجى فى تفكير أوروبا تجاه البحر المتوسط، بعد ثلاثين عاما من عملية برشلونة عام 1995، التى كانت تتحدث عن القيم والديمقراطية والشراكة المثالية، تعود بروكسل اليوم لتطرح ما يسمى ب ميثاق البحر المتوسط، الذى كشفته المفوضية الأوروبية، ويعكس إدراكا بأن زمن المثالية قد انتهى، وأن الواقع الجيوسياسى والاقتصادى الجديد يفرض لغة المصالح لا الشعارات، رئيسة المفوضية الأوروبية قالت بوضوح يجب على أوروبا أن تتعامل مع العالم كما هو، لا كما تتمنى أن يكون، ليس بدافع العاطفة أو الحنين، بل من خلال حساب مدروس لما هو فى مصلحتنا فى العالم القائم اليوم. الميثاق الجديد يمثل ترجمة للواقعية الأوروبية، ويقوم على ثلاث ركائز مترابطة: الإنسان، والاقتصاد، والأمن. فى الركيزة الإنسانية، تسعى أوروبا لدعم التعليم والشباب والثقافة، وإنشاء جامعة البحر المتوسط، ومبادرات للتبادل الأكاديمى، فى الركيزة الاقتصادية، يركز الميثاق على التحول الأخضر والطاقة المتجددة من خلال مشاريع مثل للابتكار وريادة الأعمال، بهدف بناء اقتصاد متوسطى متكامل، أما الركيزة الثالثة، فهى الأمن بمعناه الشامل: الأمن الغذائى والمائى والمناخى، ومكافحة الهجرة غير النظامية، مع إنشاء منتدى إقليمى للحوار الأمنى بين الاتحاد الأوروبى ودول الجنوب. تأتى مصر فى قلب هذا المشروع الأوروبى الجديد، بروكسل ترى أن أمنها يبدأ من استقرار القاهرة، وأن التحول الأخضر الأوروبى لن ينجح دون التعاون مع مصر كمصدر للطاقة النظيفة وشريك فى الصناعة منخفضة الكربون، فى المقابل، تنظر القاهرة إلى الميثاق باعتباره فرصة لتعميق التعاون الاقتصادى والتكنولوجى، وجذب الاستثمارات فى قطاعات الطاقة المتجددة والزراعة الذكية والرقمنة، بما يتقاطع مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. هنا تصبح العلاقة بين الجانبين علاقة تكامل ومصالح متبادلة، لا علاقة مانح ومستفيد. أوروبا تحتاج مصر لعدة أسباب استراتيجية واضحة: ضبط ملف الهجرة غير الشرعية، وحماية السواحل ومنع موجات اللاجئين، وضمان أمن الطاقة من خلال الغاز والطاقة النظيفة، واستقرار المنطقة سياسيا وأمنيا، والاستفادة من دور القاهرة كوسيط موثوق فى النزاعات الإقليمية، مصر اليوم تقدم لأوروبا ما لا تستطيع فرضه بالقوة كشريك مستقر، قوى، قادر على حماية مصالحها، ويمثل نموذجا للندية والمعاملة بالمثل. ما استعرضه الرئيس السيسى فى القمة عن التحديات التى تواجه الدول المجاورة ذات المشاكل الأمنية والسياسية، يشير أمام العالم بوضوح أن مصر حاملة لواء الإنذار المبكر لكل الصراعات المحتملة، وتدرك كل التحولات والأزمات قبل أن تتفاقم، مما يجعلها شريكا استراتيجيًا موثوقا وقائدا بحق، قادر على قراءة الواقع الإقليمى بدقة وتحويل التحديات إلى فرص، وحماية مصالح المنطقة والعالم معا، هذا الفهم العميق ووضوح الرؤية يعكس سبب احترام العالم لمصر، ويؤكد مكانتها كدولة قادرة على تحقيق الاستقرار، وقيادة السلام، والمساهمة فى مستقبل متوازن للشرق الأوسط. مصر اليوم تبنى وتعمر، وتزرع الأمل حيث يزرع الآخرون فى المنطقة الفوضى والخوف، وتثبت للعالم أن القيادة الحقيقية تجمع بين القوة العسكرية والسياسة الذكية، بين الأمن والاستقرار، وبين المبادرة وصنع القرار، لقد عادت شمس مصر الذهبية لتضيء سماء العالم، هذه اللحظة تستدعى الفخر لكل مصرى بأن الأرض التى يقف عليها هى أصل الحضارة وبناة المجد، وأن العالم كله يعرف أن مصر شريك استراتيجى لا غنى عنه فى صياغة مستقبل البحر المتوسط سياسيا واقتصاديا وأمنيا.