، وهو يطالع على شاشاته ويتابع عبر وسائل الإعلام بكل اللغات، أحفاد الحضارة المصرية القديمة، وهم يضيفون إلى التراث الإنسانى الثقافى كنزا جديدا، ستظل تتفاخر به الأجيال، ذلك هو المتحف المصرى الكبري، الذى بدا واضحا من المتابعات الإعلامية لفعاليات افتتاحه أن هناك إجماعا على أنه حدث استثنائى وإنجاز مصرى عظيم، يكرس سحر ومكانة الحضارة المصرية القديمة فى صدارة الحضارات البرشية، وسيادتها التى يقر بها الجميع بين بقية الحضارات الإنسانية على مر التاريخ. جاء مشهد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى وسط كوكبة من زعماء وقيادات وممثلى العشرات من دول العالم، ليزيد من حالة الفخر التى يعيشها المصريون منذ أيام، بافتتاح منجزهم العظيم، وبمشاركة العالم لهم فى فرحة الافتتاح، وهو ما بدا واضحا من تفاعل ملايين المصريين مع الحدث طيلة الأيام الأخيرة، وعلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعى، وفى تجمعاتهم وجلساتهم. عبر نافذة جديدة من بين مئات النوافذ، التى أجادت الحضارة المصرية المتواصلة صناعتها، تطل مصر على العالم، ويخاطب المصريون شعوب الأرض، وإلى جانب معابد الأقصر وأسوان وأهرامات الجيزة، وشواهد التاريخ والحضارة فى مختلف البقاع المصرية، يضم المصرى إلى خزانة كنوزه كنزا جديدا، لا يراه المصريون وقيادتهم السياسية مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة، بل هو، كما قال الرئيس السيسى فى كلمته التى وجهها إلى شعوب الأرض، «شهادة حية على عبقرية الإنسان المصرى، الذى شيد الأهرام ونقش على الجدران سرية الخلود، شهادة تروى للأجيال قصة وطن رضبت جذوره فى عمق التاريخ الإنسانى، ولا تزال فروعه تظلل حاضره، ليستمر عطاؤه فى خدمة الإنسانية». ولعل فى الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى، خلال كلمته الافتتاحية، ما يلخص فلسفة المصريين من إنجازهم الجديد، وهى فلسفة توجزها دعوة الرئيس إلى قادة وشعوب الأرض بأن يجعلوا من المتحف الكبير منبرا للحوار، ومقصدا للمعرفة، وملتقى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان.