في كلمته خلال الاحتفال التاريخي بافتتاح المتحف المصري الكبير، عبّر الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق وصاحب فكرة إنشاء المتحف، عن مشاعره في هذه اللحظة التي وصفها ب«الملحمة التي جمعت الماضي بالحاضر»، قائلاً: «أشعر أنني أعيش في حضرة الأحلام بعد أن تحققت اللحظة التي انتظرتها طويلًا… كنت أعيش من أجل هذه اللحظة التي انتظرتها يومًا بعد يوم، حتى رأيتها بهذا الجلال والبهاء، حيث تتجلّى الحضارة في أبهى صورها». وأضاف حسني أن افتتاح المتحف الكبير يمثل تتويجًا لمسيرة امتدت لعقود من العمل والإصرار على إنجاز مشروع يليق بعظمة مصر وتاريخها العريق، قائلاً: «لقاء الإبداع بالإبداع دليل على استمرارية الروح المصرية التي لا تنطفئ.. الماضي يصافح الحاضر المبدع، وهذا اللقاء هو رسالة مصر إلى العالم». واختتم وزير الثقافة الأسبق كلمته مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع ثقافي، بل هو هدية مصر للعالم، تحمل في طياتها رسالة أمل ونور، قائلاً: «هذه هدية مصر للعالم لتضيء المستقبل.. حضارتنا لم تكن يومًا تراثًا جامدًا، بل روح متجددة تُلهم الإنسانية، وتؤكد أن مصر باقية ما بقي النور».
المتحف المصري الكبير ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليُتوج أكثر من عقدين من العمل المتواصل والحلم الوطني الكبير الذي بدأ برؤية طموحة وتحول إلى حقيقة على أرض مصر، في صرح هو الأضخم من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة، ويقف المتحف المصري الكبير عند أقدام الأهرامات ليشكّل مع هضبة الجيزة لوحة متكاملة تروي مسيرة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث، على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع تضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض للمرة الأولى في قاعات مهيأة بأحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم.