هدنة تجارية جديدة بين بكينوواشنطن بعد شهور من التوتر في أول تصريحات علنية له بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى عدم تفكيك سلاسل التوريد العالمية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على انفتاح الاقتصاد العالمي، وذلك خلال كلمته أمام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، المنعقدة في مدينة جيونجو بكوريا الجنوبية، الجمعة. وجاءت كلمة شي غداة التوصل إلى اتفاق هدنة تجارية مع الولاياتالمتحدة، يهدف إلى تهدئة التوترات دون الوصول إلى حل جذري، في ظل استمرار بكين في تقليل اعتمادها على واشنطن في مجالات التكنولوجيا والإمداد. خمسة محاور لتعزيز العولمة الاقتصادية طرح الرئيس الصيني خلال القمة مبادرة من خمس نقاط لتعزيز ما وصفه ب"العولمة الاقتصادية الشاملة والمفتوحة"، وتضمنت: الحفاظ على نظام التجارة متعدد الأطراف. بناء بيئة اقتصادية إقليمية منفتحة. ضمان استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد. تعزيز الرقمنة واعتماد تجارة خضراء ومستدامة. تحقيق تنمية شاملة ومفيدة لجميع الأطراف. وقال شي إن الهدف من هذه المقترحات هو بناء مجتمع اقتصادي مندمج في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائم على التعاون لا الانقسام، مضيفًا: "يجب علينا الالتزام بمبدأ التوسع والتكامل بدلاً من التفكيك والانغلاق." دعوة إلى التعددية الحقيقية وأكد شي في كلمته أن شركاء التجارة حول العالم مطالبون ب"إيجاد نقاط التقاء جديدة للمصالح المشتركة"، ودعم تعددية حقيقية تقوم على التعاون المتبادل، لا المنافسة الصفرية، مشيرًا إلى أن الصين ستواصل "الانفتاح على العالم ودعم نظام التجارة الحرة". واشنطن تغيب.. وبكين تتصدر المشهد هيمنت الصين على مشهد قمة "أبيك" هذا العام، في ظل غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي غادر كوريا الجنوبية بعد لقائه شي. ومثل الولاياتالمتحدة في الاجتماعات وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي يقود مفاوضات الحرب التجارية بين البلدين. وأجرى شي سلسلة لقاءات مع عدد من القادة، من بينهم رئيسا وزراء كندا واليابان، فيما تستعد الصين لاستضافة القمة المقبلة العام المقبل. اتفاق مؤقت يخفف حدة الحرب التجارية الاتفاق الذي أُبرم بين بكينوواشنطن يقضي بتراجع الولاياتالمتحدة عن بعض الرسوم الجمركية وضوابط التصدير، مقابل التزام الصين بشراء فول الصويا الأميركي وتعليق قيود جديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تعدّ حيوية في الصناعات التكنولوجية. ووصف ترمب اللقاء بأنه كان "رائعًا"، فيما قال شي إن "الحوار أفضل دائمًا من المواجهة"، في إشارة إلى رغبة الطرفين في خفض التصعيد مؤقتًا. انفراجة محدودة في حرب اقتصادية طويلة يرى مراقبون أن هذه الهدنة تمثل انفراجة مؤقتة في الحرب التجارية الممتدة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، لكنها لا تعني نهاية الخلافات الجوهرية حول التكنولوجيا والتجارة وسلاسل الإمداد. ويأمل قادة "أبيك" أن يفتح هذا الاتفاق الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الدولي، توازن بين المصالح الوطنية والاقتصاد العالمي المشترك.