شهدت الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي طفرة وإنجازات كبيرة في مشروعات البنية التحتية لا سيما في شبكة الطرق والكباري والمحاور، وقد تم إنشاء وتطوير وتأهيل شبكة طرق هائلة أشاد بها الجميع بما فيهم المؤسسات الاقتصادية الدولية نظراً لأهمية تأهيل البنية التحتية في تحفيز وتشجيع الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، ولذلك ساعدت هذه الطرق من ناحية في التيسير على المواطنين وتفكيك التكدس والازدحام وتيسير حركة المرور، ومن ناحية أخرى مهدت الطرق المشروعات الاستثمارية والتنموية وهو أمر ضروري. توجيهات القيادة السياسية للحكومة دائماً هى وضع مصلحة المواطن أولا، وتلبية احتياجات المواطنين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم لتوفير حياة كريمة وتحسين جودة الحياة وتخفيف الأعباء عنهم، حتى تم وضع استراتيجية بناء الإنسان المصري والتي ترتكز على الاستثمار في البشر والتنمية البشرية وتوفير حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، حيث تحرص الدولة على حق الإنسان في الحياة والتعليم والصحة والمسكن والخدمات والمرافق وغيرها. لذلك تعد الطرق من المرافق ومشروعات البنية التحتية الضرورية والملحة، الجانب تأهيل وتطوير ورفع كفاءة الطرق يجب العمل على توفير وسائل السلامة والأمان كافة حتى يطمئن المواطنون وتوفير سبل الراحة لهم والتيسير عليهم عند المرور على هذه الطرق. المسؤولون في المحافظات والمدن والمراكز والجهات المعنية بملف الطرق يجب أن ينفذوا توجيهات القيادة السياسية بتحسين جودة الخدمات للمواطنين وأن يكونوا على قدر المسئولية، فهناك الطريق الدولي الساحلي المار بمدينة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، والذي يعاني من غياب العلامات الإرشادية والإنارة وأماكن عبور آمنة للمشاة، الأمر الذي تسبب في وقوع عدد كبير من الحوادث المميتة، مما يتطلب سرعة التدخل لحل هذه الأزمة لحماية أرواح المواطنين. فالطريق الدولي الساحلي بامتداد مدينة برج البرلس – بداية من ميناء البرلس مرورا بكوبري البرلس وحتى نهاية النفق – يُعد من أكثر الطرق الحيوية التي تشهد حركة مرور كثيفة على مدار اليوم، سواء من المواطنين أو الصيادين العاملين ببحيرة البرلس، وانعدام الإنارة وغياب العلامات التحذيرية على الطريق يمثلان خطرا داهما على أرواح المواطنين، خاصة في ساعات الليل. فمن يمر على الطريق ليلاً يجد أن كوبري البرلس مظلم تماما، كما أن المنطقة المحيطة بأعلى النفق تفتقر إلى أي علامات إرشادية أو تحذيرية، الأمر الذي يزيد من صعوبة القيادة ليلا، ويضاعف احتمالات وقوع الحوادث، والطريق يشهد نسبة مرتفعة من الحوادث تُعد من الأعلى على مستوى الجمهورية، وفقا لشهادات الأهالي والبيانات المحلية، لذلك يجب أن تكون هناك سرعة في التحرك لإنارة الطريق ورفع كفاءته ودعمه بالخدمات اللازمة من علامات إرشادية وتحذيرية وغيرها. ومن هنا أدعو وزارات النقل والكهرباء والتنمية المحلية إلى إدراج خطة عاجلة لإنارة الطريق الدولي الساحلي بطول مدينة برج البرلس، بدءا من مخارج النفق وحتى ميناء البرلس، مع ضرورة وضع العلامات الإرشادية والتحذيرية الكافية لضمان سلامة قائدي المركبات، إضافة إلى إنشاء أنفاق للمشاة على امتداد المدينة لخدمة الصيادين الذين يقطعون الطريق بشكل يومي في أثناء توجههم لأعمالهم ببحيرة البرلس، فهذه الخطوة تسهم في تقليل معدلات الحوادث، وحماية الأرواح، وتحسين كفاءة الطريق الدولي الساحلي باعتباره محورا استراتيجيا يخدم شمال الدلتا ويربط بين المحافظات الساحلية. وأعلم تماماً أن الحكومة تحرص على تلبية احتياجات المواطنين وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية، لذلك نذكرها بهذا الطريق الحيوي، وأن هذه المطالب تأتي اتساقا مع رؤية الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه مرارا بأولوية تحقيق أعلى معايير الأمان على الطرق وتطوير شبكة النقل القومي. كما أن وزارة النقل بقيادة الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة، حققت إنجازات ضخمة في هذا المجال، إلا أن استمرار بعض النقاط السوداء في عدد من الطرق يتطلب تدخلا عاجلا لاستكمال المنظومة وتحقيق الهدف الوطني المتمثل في طرق آمنة بلا حوادث، لذلك أناشد الوزارة بسرعة التدخل لمعالجة هذه الأزمة، وضرورة حصر الطرق التي تحتاج إلى تأهيل ورفع كفاءة ووضع خطة عاجلة وشاملة لتطويرها.