سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النائب الأول لروساتوم الروسية يتحدث لأول مرة ل اليوم السابع عن تفاصيل الجيل الرابع من المفاعلات النووية قبل إطلاقه رسمياً.. كوماروف: دورة الوقود المغلقة لمواجهة نقص اليورانيوم فى المستقبل أهم مميزاته
يحدث طفرة في الصناعة و يقلل من النفايات المشعة و يؤكد : ملتزمين بتنفيذ البرامج السلمية ب"أوكرانيا" رغم الحرب.. توريد مفاعل "الضبعة" هو ال 80 منذ بدأ التصنيع في 1954...
تشهد الصناعة النووية على مستوى العالم تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة نتيجة رغبة العديد من الدول في الاستفادة من المكاسب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية الناتجة عن تنفيذ برامج الطاقة النووية السلمية ، و تعد شركة روساتوم الروسية الحكومية المسئولة عن تنفيذ البرنامج النووي السلمي المصري من خلال إنشاء محطة نووية لانتاج الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات بالضبعة ، هي الشركة الرائدة في هذا المجال و تقوم بالتطوير المستمر في المفاعلات التي تنتجها لتكون أكثر امانا و تاثيرا. اليوم السابع أجرت حواراً مع كيريل كوماروف النائب الأول للمدير العام و مدير تطوير الأعمال الدولية بشركة روساتوم الحكومية الروسية ، ليتحدث لأول مرة عن تفاصيل الجيل الرابع من المفاعلات النووية قبل انطلاقها رسميا بالإضافة إلى الحديث عن كيفية مواجهة نقص اليورانيم في المستقبل و أهمية مشروع الضبعة المصري في تاريخ الشركة، إلى نص الحوار. - ما هي الجوانب الرئيسية للمفاعلات النووية من الجيل الرابع؟ وفقًا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ستُستنفد جميع موارد اليورانيوم بالكامل بحلول عام 2090. وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين – أي في ستينيات القرن – ستنضب مصادر "اليورانيوم الرخيص". الحل الوحيد لهذه المشكلة يبدو أنه يتمثل في دورة الوقود النووي المغلقة، التي طالما نوقشت، والتي يُعاد فيها معالجة الوقود المستخدم لاستخدامه مرة أخرى. هذه التقنية توسّع بشكل كبير من قاعدة المواد الخام، وتُسهم في حل مشكلة تراكم الوقود النووي المستهلك. - مفاعلات الجيل تحدث تغييراً جذرياً في الصناعة و تقلل النفايات.. تمثّل أنظمة الطاقة النووية من الجيل الرابع تغييرًا جذريًا في صناعة الطاقة النووية، من خلال توفير مستوى جديد من الأمان، وتوسيع أنواع الوقود الممكن استخدامها، وتقليص كبير في النفايات المشعة. وتُعد روسيا من الدول الرائدة في تطوير وتطبيق تقنيات الجيل الرابع النووية على المستوى التجاري. ففي المقام الأول، تضم محطة بيلويارسك للطاقة النووية في منطقة سفيردلوفسك وحدتين تعملان بالنيوترونات السريعة BN-600 وBN-800 وتُستخدم وحدة BN-800 لتطوير تقنية تحويل الوقود النووي المستهلك إلى وقود جديد ما يعرف بوقود MOX، أو الوقود المؤكسد المختلط، وبالتالي إغلاق دورة استخدام الوقود النووي. وفي يوليو 2025، بدأت أعمال البناء لوحدة BN-1200، وهي من الجيل الرابع، والتي ستكون أول مفاعل تجاري ضمن أنظمة الجيل الرابع للطاقة. كما ننفذ مشروع "بروكيف" (أو ما يسمى ب "الاختراق")، وهو منصة تكنولوجية تهدف إلى إثبات جدوى دورة الوقود النووي المغلقة باستخدام مفاعلات النيوترونات السريعة. ويشمل المشروع إنشاء مجمّع طاقة تجريبي في مجمع سيبيريا الكيميائيSCC - التابع لشركة TVEL، شركة الوقود التابعة لروساتوم - في مدينة سيفيرسك. وسيتضمن المجمّع مفاعل BREST-OD-300 من الجيل الرابع، مع دورة وقود نووي مغلقة داخل الموقع، بالإضافة إلى منشأة لإنتاج وقود نيتريد مختلط من البلوتونيوم واليورانيوم لمفاعلات النيوترونات السريعة. ويُعد هذا المفاعل إنجازًا تكنولوجيًا يمثل نقلة نوعية في مستقبل الطاقة النووية. - ما هو موقف دول البريكس من محطات الطاقة النووية؟ نائب المدير التنفيذي لمؤسسة روساتوم الحكومية للطاقة النووية ، كاريل كاماروف، أن دول البريكس بالفعل تستحوذ على أكبر عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء بجميع دول العالم ، موكداً أن 70% من محطات الطاقة النووية الموجودة حالياً بالعالم داخل دول مجموعة البريكس و 30% منها فقط بالدول الأخرى. وأوضح كاماروف أن 90% من الفاعلات النووية الموجودة بجميع دول العالم حاليا تم تصديرها من روسيا ممثلة في شركة روساتوم الحكومية ، وهو ما يوكد على رغبة روسيا في مساعدة الدول الصديقة التي ترغب في الاستخدام السلمى للطاقة النووية بل و تقدم لها كل أشكال الدعم. - الضبعة لها مكانة خاصة بتاريخ "روساتم"
شركة روساتوم تحتفل خلال هذا العام بمرور 80 عام على انطلاق الصناعة النووية مع تشغيل أول مفاعل نووي لانتاج الكهرباء عام 1954 ، و بالتزامن مع هذه الاحتفالات تم تصدير قلب المفاعل النووي رقم 80 من انتاج روساتوم لمحطة الضبعة المصرية لانتاج الكهرباء و التي تشهد تطورا ملحوظ بشكل جيد و تمثل أكبر و أحدث محطة نووية من طراز الجيل الثالث المطور VVER-1200 الأكثر أماناً بالعالم. و تابع كاماروف أن روساتوم تسعى لإنتاج 38 مفاعل نووي جديد بقدرة 38 ألف ميجا وات ، لافتاً إلى أن الطلب على الطاقة النووية في تزايد مستمر قائلا "الحياة الإنسانية أفضل بفضل الطب النووي و روساتوم تسعى دائما لتطوير العالم من خلال الطاقة النووية". - تاثير العقوبات الدولية على روسيا فى دعم البرامج السلمية لانتاج الطاقة ليس هناك أي تاثير ولم نتأثر ابدا خطتنا لنشر البرامج السلمية للطاقة النووية بالدول الصديقة، هكذا يرى المدير التنفيذي لمؤسسة روساتوم الحكومية للطاقة النووية، كاريل كاماروف العقوبات الدولية التي يتم توقيعها على روسيا ، لافتاً إلى أن هذه العقوبات لن تعوق موسسة روساتوم الحكومية في تنفيذ اتفاقيتها مع الدول الأخرى لإنشاء محطات طاقة نووية. وأضاف كاماروف أن أقوى رد على العقوبات الدولية على روسيا هو زيادة أرباح روساتوم الحكومية الضعف خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023 ، حيث أن أرباح الشركة بلغت في 2024 حوالى 18 مليار دولار فيما بلغت 9 مليار دولار فى 2023. ووصف كاماروف العقوبات الدولية على روسيا ب"المنافسة الغير شريفة" ، لافتاً إلى أنه على الرغم من هذه العقوبات لم تتخلي روسيا أو تتراجع عن عقود تنفيذ البرامج النووية بأمريكا و أوكرانيا قائلا "العقوبات لن تخفنا ولم تعوقنا". - كيف سيواجه العالم نقص اليورانيوم في المستقبل؟؟
من المتوقع أن يواجه العالم في الخمسينيات أو الستينات من القرن الحالي أزمة في نقص اليورانيوم و قد ينتهى من الأساس ، كاشفا أن خبراء الطاقة النووية في روسيا بدأوا في البحث لإيجاد حلول لمواجهة النقص المتوقع في اليورانيوم خاصة و أن الطاقة النووية لا بديل عنها في الحصول على بيئة نظيفة. وأوضح كاماروف، أن الحل في تطبيق الدورة المغلقة للوقود النووي المستخدم بمحطات توليد الكهرباء، موضحاُ أن روسياً بدأت بالفعل في استخدام الدورة المغلقة بمفاعلين داخل روسيا من خلال إعادة تدوير الوقود النووي وإعادة استخدامه وجارى العمل على تحسين هذه الدورة ليتم تطبيقها بالدول الصديقة التي ترغب في الاستفادة من هذه التقنية. وقال كاماروف أن شركة روساتوم تسعى من خلال الدورة المغلقة للوقود النووي ان تحول الطاقة النووية إلى طاقة متجددة ، لافتاً إلى أن الطاقة النووية لها عدة مكاسب أهم استخدمها في العلاج بالطب النووي حيث أن هناك 2 مليون و نصف تمكنوا من التعافى و الحفاظ على صحتهم بعد تلقى العلاج من مؤسسة روساتوم. ما هي رسالتكم لأولئك الذين لا يزالون يخافون من الطاقة النووية؟ لطالما تأثر الرأي العام حول الطاقة النووية بذكريات الحوادث السابقة، والتي كانت بالفعل دروسًا مأساوية لصناعتنا، كما غذّتها أفلام الخيال العلمي التي صوّرت الطاقة النووية كتهديد. في المقابل، قام خبراء الطاقة النووية بأخذ تلك الدروس بعين الاعتبار، وتطوير حلول هي الأكثر أمانًا حتى اليوم. وتشمل متطلبات الأمان الدولية الحديثة كافة الدروس المستفادة من تلك التجارب. محطات الطاقة النووية الحديثة لا تُشكّل أي ضرر على البيئة، ولا تُهدّد صحة الإنسان، أو الزراعة، أو الصناعة المحلية، أو النظم البيئية البحرية. هذا ليس فقط بناءً على خبرتنا في روسيا التي نشغّل فيها محطات نووية منذ أكثر من 70 عامًا، بل يتضح أيضًا من تجارب دول أخرى، منها دول أوروبية كفرنسا والمجر. وهناك العديد من الدول التي تعتمد على السياحة والزراعة، وتُشغّل محطات نووية بالقرب من مدن رئيسية ومراكز سكانية كبرى. علاوة على ذلك، تُعد المحطات النووية الأكثر كفاءة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بأي وسيلة توليد أخرى. القلق والخوف من الطاقة النووية غالبًا ما ينبع من نقص المعرفة الكافية لدى الجمهور، مما يؤدي إلى انتشار الأساطير والمفاهيم الخاطئة. ولكن، كما يُقال: "المعرفة قوة". ومن واقع تجربتنا، فإن بناء منظومة تواصل فعالة، شفافة، ومنهجية للتوعية بالطاقة النووية والمشروعات المرتبطة بها، هو عنصر أساسي لتجاوز هذه المشاعر السلبية. في بلادنا، كلما اقترب الناس من مواقع المحطات النووية، زاد مستوى ثقتهم بها، وذلك لأن العديد منهم يعملون فيها، أو يعرفون أشخاصًا يعملون بها، ويمكنهم بأنفسهم رؤية الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. وقد زرتم محطة كالينين النووية بأنفسكم، وأعتقد أنكم لاحظتم ذلك. فمحطات الطاقة النووية في روسيا تلعب دورًا محوريًا في توفير الوظائف، ومنح رواتب تفوق المتوسط، والمساهمة في دعم التعليم والرياضة والثقافة في المجتمعات المضيفة لها. وقد انعكس هذا على نسب القبول المجتمعي، فعلى سبيل المثال، في مدينة نوفوفورونيج التي تحتضن وحدة طاقة من الجيل الثالث المتطور، بلغت نسبة دعم السكان المحليين للطاقة النووية أكثر من 90%. - التحديات التي تواجه الطاقة النووية
تحديات الطاقة في القرن الحادي والعشرين – من تغير المناخ، وأمن الطاقة، والتنمية المستدامة – تتطلب حلولًا واقعية. وقد ظلت الطاقة النووية تقدم هذه الحلول لعقود، عبر توفير كهرباء نظيفة على مدار الساعة، ومنح فرص هائلة للتطور الاقتصادي، والتقدم التكنولوجي والعلمي. محطات الطاقة النووية التي نبنيها اليوم مزوّدة بأحدث أنظمة الأمان وأكثرها تشددًا، وتضم العديد من الحواجز التي تجعل من أي حادث خطير أمرًا شبه مستحيل. مفاعلاتنا الحديثة، مثل VVER-1200، مزوّدة بأنظمة أمان نشطة وسلبية، تعتمد على قوانين الفيزياء الطبيعية مثل الجاذبية والدوران الطبيعي للماء لتبريد المفاعل، دون الحاجة لأي تدخل بشري أو مصدر طاقة خارجي، مما يجعل احتمال وقوع حادث جسيم شبه معدوم. وتشمل مميزات الأمان في هذا التصميم قدرته على تحمل أحداث كبرى مثل تحطم طائرة أو كوارث طبيعية كالتسونامي والزلازل. في روسيا، توفر الطاقة النووية أكثر من 20% من الكهرباء النظيفة والموثوقة، وعلى المستوى العالمي، تُعد المصدر الأكبر للطاقة منخفضة الكربون، حيث تُساهم في تجنّب انبعاث مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون. رسالتنا نابعة من الشعور بالمسؤولية – ليس فقط تجاه احتياجات الطاقة الحالية، بل تجاه الكوكب الذي نعيش عليه، والأجيال القادمة. نحن نؤمن بأنه من خلال الشفافية، والابتكار التكنولوجي، والحوار، يمكننا أن نبني ليس فقط محطات للطاقة، بل الثقة المجتمعية أيضًا، لاستخدام هذه القوة في خدمة مستقبل أفضل.