وقعت معركة كربلاء فى العاشر من محرم من سنة 61 للهجرة حين عبأ عمر بن سعد جيشه ووضع فى ميمنته عمر بن الحجاج وفى الميسرة شمر بن ذى الجوشن، وقد سعى عمر بن سعد إلى حبس الماء عن أنصار الحسين قبل معركة كربلاء، فباتوا أيامًا دون ماء يعانون من العطش، وعندما التقى الجيشان فى معركة كربلاء بدأ الجيش الأموى يمطر أنصار الحسين بالسهام فقُتل الكثير منهم، والتحم الجيشان واستمر القتال ساعة واحدة، قُتل فيها خمسون من أنصار الحسين، ثمَ استمرَّ القتال فى كربلاء وأنصار الحسين يُقتلون واحدًا وراء الآخر، وكلما استمر القتال كلَّما قُتل عدد من أنصار الحسين وأقربائه وأهل بيته، وشارفت معركة كربلاء على الانتهاء عندما تقدَّم الحسين بن على على جواده وأمامه العباس بن على يحمل لواءه، وعندما حاول العباس أن يأتى بالماء للحسين من بحر العلقمى قتله الجيش الأموى ولم يبق فى الساحة إلَّا الحسين الذى أصيب بسهم فى نحره وأمطرته ضربات الرماح والسيوف بعده. وبدأت القصة منذ تولى معاوية بن أبى سفيان الخلافة وبعدها تنازل الحسن بن على -رضى الله عنه- عن الخلافة وبايع معاوية عليها وبايع الحسين بن على معاوية بن أبى سفيان على خلافة المسلمين بعد خلاف وقتال انتهى بالصلح ومبايعة معاوية، وكان هذا بعد سلسلة من الصراعات بدأت فى فتنة قتل عثمان بن عفان -رضى الله عنه- ثم معركة الجمل ثمَ صفين. وتم عقد الصلح وسمى العام الذى تم فيه الصلح بين الأطراف المتنازعة بعام الجماعة، وكان من بنود الصلح أن ترجع الخلافة إلى مبدأ الشورى من جديد بعد موت معاوية، أى أن يستشير المسلمون بعضهم فى تحديد خليفتهم القادم تمامًا كما كان يحدث فى عهد الخلفاء الراشدين، وتمَّ الصلح والتزمت الأطراف به كاملة، وبعد فترة مات الحسن بن على وبقى الحسين ملتزمًا ببنود الصلح حتَّى أنَّه خرج مجاهدًا فى سبيل الله مع الجيش الذى أرسله معاوية لفتح القسطنطينية سنة 49 للهجرة، ولكنّ الحدث الذى دفع البلاد إلى كثير من الاضطراب هو ما فعله معاوية بن أبى سفيان قبل وفاته، حيث قام معاوية بترشيح ابنه يزيد للخلافة بعده مخالفًا بنود الصلح ورافضًا نظام الشورى الذى اتُفق على العمل به، فثار الصحابة الكرام على قرار معاوية، معتبرين ترشيحه ليزيد من باب توريث الخلافة دون البحث عن الشخص المناسب لها، فبدأت الانشقاقات فى صفوف الدولة الإسلامية وبدأت حركات المعارضة لحكم معاوية تظهر بين الناس. وبعد أن استلم يزيد بن معاوية خلافة المسلمين، حاول أن يبحث عن طريقة تمنحه صفة شرعية فى الخلافة، فبعث إلى الحسين بن على يطلب منه أن يبايعه فى الخلافة ولكنَّ الحسين رفض وغادر المدينةالمنورة سرًّا إلى مكةالمكرمة واعتصم بها، وعندما وصلت أنباء اعتصام الحسين بن على فى مكة إلى الكوفة، قامت بعض الحركات المؤيدة لاعتصام الحُسين. وقام شمر بن ذى الجوشن بفصل رأس الحسين عن جسده، فمات الحسين فى معركة كربلاء عن 56 عامًا، ولم ينج من معركة كربلاء إلَّا على الأصغر بن الحسين الذى حافظ على نسل أبيه من بعده.