قبل أن يتطاول الجاهلون علي الإمام الحسين لابد أن يقرأوا عنه . وكيف لنا أن ننتقد سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم فلقد بدأ التطاول علي الرموز منذ فترة والهجوم علي الإسلام بمهاجمة الصحابة والمسلمين الأوائل , وذلك تدرجا ليصلوا إلي إنتقاد الرسول صلي الله عليه وسلم , بل البعض أصبح ينتقد القرآن الكريم . ولابد أن نقاوم ذلك ونحاربه بنشر العلم . لأن ما نعيشه الآن من هجوم للضالين وعديمي الإيمان إنما هو فتنة مثل الفتن التي حدثت قبل إستشهاد الإمام الحسين وبعد إستشهاده.
ولقد قمت بتجميع تلك المعلومات وإختصارها ليتمكن الجميع من قراءتها . بعد استشهاد عثمان، رضي الله عنه وأرضاه، مكث الإمام علي في بيته وأتاه الناس يهرعون إليه يقولون: أمير المؤمنين علي، حتى دخلوا عليه داره وقالوا: نبايعك، فإنه لابد من أمير وأنت أحق، فأبى عليّ أن يتولى الخلافة، ولكن الناس تكاثروا عليه وحملوه مسئولية إنقاذ الأمة مما هي فيه من الفتنة؛ فاشترط أن يكون الأمر على شورى من الناس وفى المسجد، وبموافقة أهل بدر، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا يطلبون البيعة.. بعد فراغ الخليفة، علي بن أبى طالب، من موقعة الجمل كان عليه أن يتوجه إلى معاوية بن أبى سفيان يدعوه للدخول في طاعته ومبايعته، حيث كان يرى، عليَّ، أن معاوية لابد أن يذعن لأمر الخليفة، وأن يبايع كما بايع الناس سلمًا أو حربًا، أما معاوية فقد أبى المبايعة إلا إذا تم القصاص من قتلة عثمان بن عفان، أو أن يسلمهم عليَّ له، وهذا لم يكن في مقدرة عليَّ، حيث كانوا عصبة ذات عدد وعدة، وكان رأي عليَّ أن يتأجل هذا الأمر حتى يستطيع التمكن منهم، أما معاوية فلم يرض بالتأجيل مطلقًا. وسلك عليَّ بن أبى طالب طريق السلم أولا بدعوة معاوية إلى المبايعة والطاعة، لكن معاوية أبى إلا أن يقتص من قتلة عثمان أولًا أو يسلمهم إليه، وقام معاوية بجمع أصحاب الرأي في الشام من الصحابة وقادة الجيش وغيرهم واستشارهم فيما يدعوه إليه عليَّ، فكان رأيهم ما ذكره معاوية لعليَّ هو قتل قتلة عثمان أو تسليمهم لمعاوية. رأى الإمام عليَّ بعد فشل الطرق السلمية لإخضاع معاوية ومبايعته، أنه لا بديل عن إخضاع معاوية بالقوة، فكانت بينهما موقعة صفين في صفر سنة 37ه، وبعد عدة جولات من المعركة رفعت المصاحف ودعوا إلى الصلح. اتفق الفريقان على تحكيم كتاب الله بينهما، وحقن ما تبقى من دماء المسلمين في الجيشين.
جاءت هذه الصورة عند البخاري، في كتابه التاريخ الكبير، وغيره من الثقات كالآتي: بعث معاوية (الحضين بن المنذر) إلى عمرو بن العاص، وقال له إنه بلغني عن عمرو بعض ما أكره فأته واسأله عن الأمر الذي اجتمع عمرو وأبو موسى فيه كيف صنعتما فيه؟ قال عمرو: قد قال الناس وقالوا لا والله ما كان ما قالوا، ولكن لما اجتمعت أنا وأبو موسى قلت له: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه في النفر الذي توفى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض، قال فقلت: أين تجعلني من هذا الأمر أنا ومعاوية؟ قال: (إن يستعن بكما ففيكما معونة، وإن يستغني عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما). بعد وقف القتال بين عليَّ ومعاوية، ورجوع عليَّ ومعاوية، انقسم جيش عليَّ إلى فريقين فريق كان مع عليَّ في قبوله التحكيم وشايعوه على ذلك، وفريق آخر لم يرض بالتحكيم، ولم يقبل ذلك من معاوية وخرجوا عنه فسموا بالخوارج.
اضطر الإمام عليَّ إلى مقاتلة الخوارج بعد أن تفاقم خطرهم واتهموه بالكفر، ورفضوا الدخول في طاعته، وقد ذكر المؤرخ خليفة بن خياط أن تلك الواقعة كانت في شعبان سنة 38ه / 659م. وتآمر من بقى من الخوارج على قتل أئمة الناس وهم ثلاثة: علي بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص، ثأرًا لإخوانهم، وإراحة للبلاد منهم؛ حيث اعتبروهم سببا في كل ما جرى في البلاد في هذه الفتن، وتعهد كل واحد منهم بواحد من هؤلاء، فقال عبدالرحمن بن ملجم، أنا أكفيكم عليَّ بن أبي طالب، وقال البرك بن عبدالله: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص. ولم يكن أجل أحد منهم قد حان إلا أجل عليّ بن أبي طالب، فقتله عبد الرحمن بن ملجم، وفشل الآخران في قتل معاوية وعمرو، وذلك سنة 40 ه، وقد بلغ ثمانى وخمسين سنة، وفى رواية ثلاث وستين سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وذلك من عام 35 40ه / 655 660م، رحم الله أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب. بويع بالخلافة أبنه الحسن في أواخر سنة 40 ه بعد وفاة علي بن أبي طالب في الكوفة. واستمر الإمام الحسن بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ثمانية أشهر، ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن صالحه على عدد من الأمور. و اشترط على معاوية أن لا يعهد لأحد من بعده بالخلافة ، إنما يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين . وانتقل الحسن بعد ذلك من الكوفة إلى المدينةالمنورة وعاش فيها بقية حياته حتى توفي في سنة 49 ه، وقيل سنة 50 ه لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيع الأول، ودفن بالبقيع. أما الإمام الحسين فقد كان ملتزمًا ببنود الصلح حتَّى أنَّه خرج مجاهدًا في سبيل الله مع الجيش الذي أرسله معاوية لفتح القسطنطينية سنة 49 للهجرة، ولكنّ الحدث الذي دفع البلاد إلى كثير من الاضطراب هو ما فعله معاوية بن أبي سفيان قبل وفاته، حيث قام معاوية بترشيح ابنه يزيد للخلافة بعده وقبل وفاته أخذ البيعة لأبنه يزيد و قد فعل في ذلك بحسب ما يراه الأصلح لحال الأمة وقت اختلافها وحصول الاضطراب في صفوفها ، ورأى أن تحصيل مقام الاجتماع ودرء الفتنة ، أولى من الوفاء بالشرط الذي شرطه عليه الحسن ، رضي الله عنه ، عند تنازله عن طلب الخلافة ، وبيعته له ؛ بعد أن استلم يزيد بن معاوية خلافة المسلمين، حاول أن يبحث عن طريقة تمنحه صفة شرعية في الخلافة، فبعث إلى الحسين بن علي يطلب منه أن يبايعه في الخلافة ولكنَّ الحسين رفض وغادر المدينةالمنورة سرًّا إلى مكةالمكرمة واعتصم بها، وعندما وصلت أنباء اعتصام الحسين بن علي في مكة إلى الكوفة، فقامت بعض الحركات المؤيدة لاعتصام الحُسين، فكتبوا إلى الحسين يطلبون منه القدوم إلى الكوفة ليبايعوه على الخلافة،.
ثم كاتب أهل الكوفة وفيهم شيعة علي وأنصار الحسين ليبايعونه. كتبوا إليه بعد أن اجتمعوا في بيت سليمان بن صُرد: بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليك؛ فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها، وغصبها فيأها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها. وإنه ليس علينا إمام، فأقبل؛ لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد، ولو بلغنا إقبالك إلينا؛ أخرجناه حتى نُلحقه بالشام إن شاء الله تعالى. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. فأرسل الحسين بن علي ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب لتقصي الأمور هناك، فتأكد أن القوم يريدون الحسين بن علي، وقد بايعه أكثر أهل الكوفة .. ولكن . قام ابن زياد بقتل مسلم بن عقيل بأن ألقوه من فوق سطح الدار. علم الإمام الحسين بنهاية مسلم، ولكنه كان قد أخذ طريقه من مكة متوجها إلى الكوفة، معتمدًا على مبايعته من قبل إثني عشر ألف من أهل الكوفة . وبعد أن وصلت أخبار مؤيدي الحسين في الكوفة إلى يزيد بن معاوية، عزل والي الكوفة وعين واليًا مكانه وبدأ يهدد المعارضين لحكمه، وتخييرهم بين الموت أو سحب تأييدهم للحسين، فبدأ الناس يتفرقون من حول الحسين بن علي الذي وصل إلى كربلاء -بحسب أغلب المصادر- في شهر محرم من سنة 61 للهجرة وفيها أقام، وكان الطرف الأموي بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي فاوض الحسين وطلب منه مبايعة يزيد على الخلافة، خرج عمر بن سعد بالجيش من الكوفة وعسكر في منطقة النخيلة، ولما عرف أنصار الحسين بأمر جيش عمر بن سعد جاؤوا بالمزيد من التعزيزات للحسين بن عليوفي العاشر من محرم من سنة 61 للهجرة كانت معركة كربلاء حين عبأ عمر بن سعد جيشه ووضع في ميمنته عمر بن الحجاج وفي الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وقد سعى عمر بن سعد إلى حبس الماء عن أنصار الحسين قبل معركة كربلاء، فباتوا أيامًا دون ماء يعانون من العطش، وعندما التقى الجيشان في معركة كربلاء بدأ الجيش الأموي يمطر أنصار الحسين بالسهام فقُتل الكثير منهم، والتحم الجيشان واستمر القتال ساعة واحدة، قُتل فيها خمسون من أنصار الحسين، ثمَ استمرَّ القتال في كربلاء وأنصار الحسين يُقتلون واحدًا وراء واحد، وكلما استمر القتال كلَّما قُتل عدد من أنصار الحسين وأقربائه وأهل بيته، وشارفت معركة كربلاء على الانتهاء عندما تقدَّم الحسين بن علي على جواده وأمامه العباس بن علي يحمل لواءه، وعندما حاول العباس أن يأتي بالماء لعلي من بحر العلقمي قتله الجيش الأموي ولم يبق في الساحة إلَّا الحسين الذي أصيب بسهم في نحره وأمطرته ضربات الرماح والسيوف بعده، وتذكر الروايات الشيعية إنَّ شمر بن ذي الجوشن فصل رأس الحسين عن جسده، فمات الحسين في معركة كربلاء عن 56 عامًا، ولم ينج من معركة كربلاء إلَّا علي الأصغر بن الحسين الذي حافظ على نسل أبيه من بعده، والله تعالى أعلمأحاديث نبوية عن الحسين بن علي مات الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- في معركة كربلاء، وقد تركت حادثة مقتله آلاف إشارات الاستفهام حول هذه المعركة، كما أحدثت مزيدًا من الفرقة بين المسلمين ومزيدًا من الطوائف التي لم تزل تتنازع فيما بينها حتَّى هذه اللحظة. وعن ابن عباس قال:لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال:علي وفاطمة وابناهما. وعن سلمان قال: قال رسول الله للحسن والحسين: من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم. و قال رسول الله صلى الله عليه و(آله) سلم الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما . وقال صلي الله عليه وسلم : "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط" . صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .