الرئيس السيسى في افتتاح النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية: تفاقم الاستقطاب الدولي أضعف قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء دورها.. وأفريقيا في صدارة المتأثرين من الظروف الدولية بما يؤجج العنف

نشهد عجزًا وإخفاقًا من المجتمع الدولى فى مواجهة أزمات إنسانية كبرى وانتقائية ومعايير مزدوجة فى حماية القيم والمبادئ الإنسانية وانتهاكات مستمرة للقانون الدولى
المجتمع الدولي اخفق فى الوفاء بتعهداته تجاه الدول النامية فى تخفيف أعباء الديون وتمويل المناخ
أفريقيا قادرة على حماية وتحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والتنمية.. وتذخر بموارد ومقومات وثروات بشرية هائلة
أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه ليس خفيا علينا جميعا وطأة اللحظة التى يشهدها عالمنا اليوم، حيث نشهد عجزا وإخفاقا من المجتمع الدولى، فى مواجهة أزمات إنسانية كبرى، وانتقائية ومعايير مزدوجة، فى حماية القيم والمبادئ الإنسانية، وانتهاكات مستمرة للقانون الدولى، وأشار الرئيس السيسي إلى أن ذلك أدى إلى تفاقم الاستقطاب الدولى، الذى أضعف بدوره، قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء مهامها، وتعطيل جهود إصلاحها، فضلا عن إخفاق المجتمع الدولى، فى الوفاء بتعهداته تجاه الدول النامية، سواء فى تخفيف أعباء الديون، أو فى تمويل المناخ.
جاء ذلك في كلمة مُسجلة، ألقاها الرئيس السيسي بمناسبة انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامين، تحت عنوان "عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية".
وقال الرئيس السيسي إن قارتنا الأفريقية، تقف فى صدارة المتأثرين من هذه الظروف الدولية، مما يسهم فى تأجيج النزاعات والعنف، وزيادة التنافس على الموارد، وتعميق التحديات الإنمائية، وعرقلة مسيرة السلام والتنمية المستدامين.. مضيفاً: هذا إلى جانب التحديات المزمنة والمتجددة التى تواجهها القارة، سواء بفعل أزمات داخلية، أو تدخلات خارجية تضعف سلطة الدولة.. و تفشى الإرهاب، وارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتهديدات المتنامية فى مجالات الأمن السيبرانى وتغير المناخ .. بما له من انعكاسات سلبية مباشرة، على الأمن الغذائى والمائى.
واستهل الرئيس السيسى كلمته بالترحيب بالمشاركين من الضيوف فى الدورة الخامسة، لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، فى مدينة "أسوان" التى احتضنت الدورة الأولى للمنتدى، حين أطلقناه معا، خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019.
وأضاف الرئيس السيسي أنه منذ ذلك الحين، نجح المنتدى فى ترسيخ مكانته كمنصة إفريقية فريدة، ومحفل جامع، نناقش فيه التحديات الداخلية والخارجية، التى تواجه قارتنا، ونبلور من خلاله رؤى واستجابات مشتركة، تعزز العلاقة الوثيقة بين السلام والتنمية المستدامين، وترسخ دور إفريقيا كشريك فاعل، فى النقاشات الدولية حول مستقبل التعاون، والحوكمة العالمية، وبناء السلام والتنمية.
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن انعقاد منتدى أسوان هذا العام، تحت شعار "عالم فى تغير وقارة فى حراك: مسيرة تقدم إفريقيا فى ظل التحولات العالمية" .. يعكس بجلاء، أن إفريقيا باتت فى قلب ما يشهده النظام العالمى، من اختبارات عسيرة ، مشيرا إلى أن هناك فى حقيقة الأمر فرصة لإفريقيا، لأن تكون فى طليعة المشاركين فى الجهود الرامية، لاستعادة تماسك النظام العالمى ومصداقيته، وتعزيز دور المنظمات الدولية، على نحو أكثر شمولا وشفافية.
وأضاف الرئيس السيسي أنه رغم التحديات والظروف الدولية الصعبة، تزخر إفريقيا بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة، وقطعت بالفعل خطوات مهمة نحو تفعيل هذه القدرات، لدعم التنمية فى دولها. مؤكدًا أن إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية، يعد مثالاً بارزًا على ذلك.. باعتبارها ركيزة أساسية، لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063.
وأوضح الرئيس السيسى، أن نسخة هذا العام من المنتدي تسلط الضوء، على أبرز التحديات الأمنية القائمة والبازغة فى إفريقيا، وأنجح السبل فى التعامل معها .. إلى جانب جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات – وهو الملف الذى أتشرف بريادته داخل الاتحاد الإفريقى – ودعم التفعيل الكامل لسياسة الاتحاد الإفريقى المحدثة ذات الصلة، فى إطار تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
وأضاف السيسي ان المنتدي سوف يتناول أيضاً موضوعات الاستثمار فى البنية التحتية والممرات الإستراتيجية، ودور القطاع الخاص والشراكات المبتكرة، فى تحقيق أهداف التنمية.. كما سيولى المنتدى اهتماما خاصا بالمرأة والشباب، لاسيما فى ظل تزامن هذه الدورة، مع مرور "25" عاما على أجندة المرأة والسلم والأمن، و"10" سنوات على أجندة الشباب والسلم والأمن.
كما أعرب الرئيس السيسي عنه تطلعه إلى نقاشات مثمرة ، على مدار اليومين المقبلين، والتى ستنعكس فى "خلاصات أسوان" التى يصدرها المنتدى، وستتم متابعة تنفيذها خلال العام المقبل.. ومؤكداً بأن قارتنا الإفريقية، قادرة على حماية وتحقيق تطلعات شعوبها، نحو السلام والتنمية المستدامين، والعيش فى نظام عالمى عادل، تحكمه المبادئ والقيم الإنسانية، وتسوده روح الود والتعاون بين الشعوب كافة.