صحف الجزائر: مصر حجزت مقعدها فى طاولة الدول الديمقراطية بفوز مرسى

أجمعت الصحف الجزائرية على أن فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب الرئاسة بعد أجراء أول انتخابات حرة بعد ثورة 25 يناير يعنى أن مقعد مصر على طاولة الديمقراطية وانضمامها لعائلة الدول الديمقراطية قد أصبح جاهزا لها، كما أن الشعب المصرى أصبح مستعدا للديمقراطية التى هى طريق طويل ولكنه ملهم بإرادة الشعب.
وأكدت مختلف الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم الاثنين، أنه بالرغم من الصعاب والمشاكل فى طريق الديمقراطية إلا أن نهاية الطريق سيكون مضمونا، حيث ستكون مصر من الدول العربية القليلة التى نجحت فى اللحاق بالدول العريقة فى الديمقراطية على مستوى العالم مما سينعكس على دورها العربى والإقليمى والدولى.
وتحت عنوان "مصر تنتخب ديمقراطيا أول رئيس للجمهورية الثانية" أفردت صحيفة "الخبر" واسعة الانتشار صفحتين كاملتين للانتخابات الرئاسية، حيث أكدت فيهما أن مصر عاشت أمس يوما احتفاليا صنعه إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فوز مرشح الإخوان، الدكتور محمد مرسى، بنسبة 7ر51 بالمائة مقابل 3ر48 بالمائة للفريق أحمد شفيق المحسوب على نظام مبارك فى أول انتخابات ديمقراطية وضعت حدا لحكم العسكر، بعد حرب تصريحات أنذرت بموجة غضب عارمة، ووسط أجواء عاصفة بالرغم من حرارة الجو، وحملات التخوين والتشكيك التى قادتها الحملتان.
وأضافت أن المصريين حبسوا أنفاسهم لقرابة ساعة كاملة من الزمن، وهم يستمعون بانتباه شديد وترقب حذر إلى بيان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الذى أوضحت فيه بالشرح والتفصيل النتيجة النهائية التى أفرزت فوز الدكتور محمد مرسى.. مشيرة إلى أنه بمجرد الإعلان الرسمى عن تربع مرسى على كرسى الرئاسة خرج الملايين إلى ميادين الحرية فى مختلف المحافظات المصرية احتفاء بوصول مرسى إلى سدة الحكم فى يوم شبيه بيوم تنحى مبارك بعد أن أزاله شعبه من كرسى الرئاسة.
من جهتها.. قالت صحيفة "الشروق" تحت عنوان "محمد مرسى يلقى بأحلام الفلول فى نهر النيل" إن الشعب المصرى تنفس الصعداء أخيرا بعد أن حبس أنفاسه لأيام مرت كأنها سنوات حالة ترقب وتوتر أخرجت الناس من بيوتهم إلى ميدان التحرير وجعلتهم يفترشون أرضه المخضبة بدماء الشهداء، وكلهم إصرار على حماية الثورة ووضع المجلس العسكرى أمام الآمر الواقع، بل وإجباره على الإذعان لإرادة الشعب لا لتعليمات قوى الغرب.
وأضافت صحيفة "الشروق" أن المصريين نجحوا أمس الأحد فى كتابة تاريخ جديد لجمهورية جديدة، يحكمها ولأول مرة رجل مدنى إخوانى استطاع أن يكسر شوكة "الفلول" وأن يثبت بجدارة أنه مرشح الشعب المصرى كله، بل وتمكن من إقناع كل التيارات السياسية الأخرى بالالتفاف حوله ودعمه لقطع الطريق أمام العسكرى، ورمى كل "السيناريوهات" و"المسرحيات" المحتملة فى نهر النيل.
وتحت عنوان "الإخوان يحققون حلمهم بعد ثمانين سنة من النضال" قالت صحيفة "وقت الجزائر" إن فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية يجعله أول إسلامى يعتلى الرئاسة فى تاريخ مصر ودول الربيع العربى أمام منافسه أحمد شفيق، وأضافت أنه عقب الإعلان مباشرة عن فوز مرسى انطلقت الاحتفالات العارمة بميدان التحرير الذى يشهد منذ أربعة أيام اعتصاما للإخوان، انضم إليه عدد كبير من الأحزاب السياسية، للدفاع عن الشرعية الشعبية ورفض مصادرة إرادة الشعب من طرف المجلس العسكرى الحاكم الذى كان قد أصدر إعلانا دستوريا مكملا حصن فيه جميع الصلاحيات فى يده، وأقدم على حل البرلمان.
ونقلت صحيفة "النهار الجديد" عن الرئيس محمد مرسى قوله: إنه سيكون رئيسا لكل المصريين أينما وجدوا وسيكون على مسافة واحدة من الجميع، لافتا إلى أنه ما كان ليكون فى موقعه هذا لولا تضحيات شهداء الثورة المصرية، وأضافت الصحيفة أن مرسى أكد فى كلمة ألقاها مساء أمس عقب فوزه أن الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق كل أهدافها، مشددا على أن مصر بحاجة الآن إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة ليجنى الشعب ثمار تضحياته فى العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية، مؤكدا أن دماء شهداء الثورة لن تضيع هدرا.