من قرية نجريج الصغيرة في محافظة الغربية خرج حلم بسيط لشاب نحيل الجسد، لكنه قوي الإرادة اسمه محمد صلاح، فلم يكن أحد يتخيل أن هذا الفتى الصغير سيصبح يومًا أيقونة كروية يعرفها العالم أجمع، ويصفق له عشاق الساحرة المستديرة في أكبر الملاعب الأوروبية. محمد صلاح لم يكن مجرد لاعب كرة قدم، بل كان قصة أمل وعزيمة لكل شاب مصري، فهو لاعب أثبت أن الطريق إلى العالمية يبدأ بخطوة صغيرة وإصرار لا يعرف المستحيل، وكما هو معروف، فإن حكايته بدأت من المقاولون العرب، حيث لمع اسمه بسرعة، ثم انطلق نحو أوروبا ليكتب أول فصول النجاح في بازل السويسري، ولم يتوقف الحلم هناك، بل واصل مشواره مع تشيلسي، ثم فيورنتينا، وروما، حتى وصل إلى محطة المجد الأكبر مع ليفربول. في قلعة الأنفيلد تحول محمد صلاح إلى أسطورة حقيقية، بعد أن حطم الأرقام القياسية، وأحرز أهدافًا تاريخية، وقاد الريدز لتحقيق دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي بعد غياب طويل، إلى جانب العديد من الإنجازات التي جعلته ضيفًا دائمًا في قوائم المرشحين لنيل الكرة الذهبية، الجائزة الرفيعة التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية سنويًا، وهي الحلم الأكبر الذي يسعى إليه نجمنا المصري وفقًا لتصريحات سابقة له. محمد صلاح ينتظر الإنصاف في حصد الكرة الذهبية 2025 بعد موسم أسطوري مع ليفربول، كان هذا عنوانًا في العدد اليومي من النسخة الورقية لجريدة "اليوم السابع"، في تقرير أعده الزميل مروان عصام عن حفل تقديم البالون دور 2025، في إشارة إلى أن الفرعون يستحق الجائزة رغم المنافسة الشرسة مع العديد من النجوم، على رأسهم عثمان ديمبيلي نجم منتخب فرنسا ونادي باريس سان جيرمان، والموهبة الإسبانية الصاعدة لامين يامال، وكيليان مبابي نجم منتخب فرنسا ونادي ريال مدريد، ورافينيا لاعب منتخب البرازيل ونادي برشلونة. كما أشار الزميل في تقريره إلى أن محمد صلاح، نجم ليفربول وأسطورة الكرة المصرية والإفريقية، حاضر بقوة في سباق الكرة الذهبية بعد موسم مثالي مع ليفربول، حيث توج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج" للمرة الثانية في مسيرته، كما حصد جائزة "الحذاء الذهبي" التي تُمنح لهداف المسابقة للمرة الرابعة، بينما تم اختياره أفضل لاعب في إنجلترا من جانب رابطة اللاعبين المحترفين والكتاب الإنجليز. لكن الغريب أن معظم التسريبات التي تسبق الإعلان عن الجائزة تلمح إلى فوز هذا أو تتويج ذاك من المرشحين الآخرين مثل عثمان ديمبيلي أو لامين يامال أو رافينيا، دون الإشارة إلى محمد صلاح. هذا ما يدفع لطرح السؤال المعتاد عند تواجد الفرعون في قوائم الجائزة: متى يحصل محمد صلاح على الكرة الذهبية؟! بالطبع هذا التساؤل يأتي بسخرية، لأن جائزة الكرة الذهبية كثيرًا ما تكون في قفص الاتهام خلال السنوات الماضية، خصوصًا أن ردود الفعل الغاضبة تخرج عقب كل إعلان عن الفائز أو الترتيب النهائي، وغالبها يصب في خانة التشكيك في نزاهة معايير اختيار اللاعب الأفضل في العالم، آخرها العام الماضي عند تتويج رودري نجم مانشستر سيتي بالكرة الذهبية 2024، حيث وجهت العديد من الصحف العالمية، وتحديدًا الإسبانية والبرازيلية، انتقادات لاذعة إلى معايير "فرانس فوتبول"، مؤكدين أن فينيسيوس نجم ريال مدريد كان الأحق بها. قد يرى البعض أن صلاح ليس الأحق في النسخة الحالية، وأن عثمان ديمبيلي الأقرب استنادًا إلى عدد البطولات التي حصدها مع باريس سان جيرمان، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا، لكن هذا ليس معيارًا حاسمًا، فقد رأينا مرات عديدة فوز لاعبين كبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي رغم وجود آخرين بألقاب أكثر. الخلاصة هنا تكمن في هذا السؤال: متى ينتهي الجدل حول الكرة الذهبية، وتذهب الجائزة إلى من يستحق وفقًا للموهبة والأرقام الفردية والجماهيرية، بعيدًا عن حسابات التدخلات البشرية ومقاييس التسويق وغيرها من العوامل؟! ختامًا.. سواء فاز محمد صلاح بجائزة البالون دور خلال مسيرته أم لم يفز، سيظل أسطورة ذهبية ورمزًا خالدًا للأمل والطموح، وقدوة للشباب في العالم العربي، فهو الفتى الذي رفع اسم مصر عاليًا، وأثبت أن النجاح يُصنع بالإصرار، وأن كل حلم قابل للتحقيق حين يؤمن صاحبه بنفسه.