عند ولادة الطفل بعد 9 أشهر من الحمل فإن الطفل يبدأ فى التعرف على ما حوله مستخدما كل عين على حدة، فى الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة، وأول ما يتعرف عليه الطفل وجه أمه فيرد لها الابتسامة بابتسامة بريئة فى نهاية الشهر الثانى، بعد الولادة ويبدأ بمتابعة الأشياء فى مجال إبصاره فى نهاية الشهر الثالث، حيث يستطيع المخ فى هذه المرحلة استخدام العينين فى تناسق تام، وتختفى أعراض الحول التى تظهر عادة فى معظم الأطفال فى الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة، قبل أن يقوم المخ بتنسيق عمل العينين سويا للرؤية بوضوح فقد يولد الطفل وهو يعانى من طول أو قصر نظر شديد بعين واحدة أو العينين معا وفى هذه الأحوال قد يظهر عليه فى حالات طول النظر حول بالعينين كعرض لطول النظر الشديد وضعف الإبصار. أما فى حالات قصر النظر الشديد فيلاحظ أن الطفل يقترب من الأشياء بشدة لرؤيتها، مع ظهور حول كذلك بالعينين وعند عرض الطفل عند طبيب العيون المتخصص يقوم الطبيب باستخدام قطرات موسعة للحدقة وأخذ قياسات العين وفحص قاع العين والشبكية للاطمئنان على سلامتها وفى حالات طول أو قصر النظر الشديد ينصح الطبيب بلبس نظارة طبية ابتداء من سن 8 أشهر من عمر الطفل حيث يكون الطفل قادر على إبقاء الرأس مستقيمة فى وضع الجلوس وتساعد النظارة الطبية على تحسن رؤية الطفل وإصلاح الحول كليا أو جزئيا وللنظارة الطبية للأطفال مواصفات يشترط أن تكون كبيرة حول العين بحيث تملأ منطقة العين والحاجب أيضا وتكون النظارة مصنوعة من البلاستيك وتكون مادة العدسات من البلاستيك المضغوط ويراعى لبس النظارة طوال اليوم ومتابعة مقاس النظارة مع نمو عين الطفل كل ثلاثة أشهر فى عمر عامين ثم كل أربعة أشهر لحين تمام ال5 سنوات وقد يضطر الطبيب المعالج لاستخدام العدسات اللاصقة فى بعض حالات الأطفال صغار السن فيما قبل ال8 أشهر من عمرهم أو إذا كان فرق مقاس النظارة بين العينين أكثر من 4 درجات حيث يستوجب الأمر لبس عدسة لاصقة فى العين الأضعف. والعدسات اللاصقة فى الأطفال لها مواصفات خاصة حيث إن تحدبها يختلف عن عيون الكبار ومادتها تحتمل البقاء فى العين مدة قد تمتد إلى شهر مع السماح بدرجة عالية من الأكسجين لتغذية القرنية مما يقلل مضاعفات العدسات على العين وفى هذه الأحوال يدرب الطبيب المعالج الأم على استخدام العدسات وينبهها إلى ضرورة نزع العدسات ووضعها فى محلولها عند احمرار عين الطفل أو تورم الجفون أو وجود إفرازات بالعين وعرضه فورا على الطبيب المعالج.