فى ذِهنى، سؤال يراودنى منذ فترة ليست بالقليلة، سؤال أحتاج لعرائض وأوراق كثيرة حتى أكتب إجابة نموذجية كاملة، إجابتى لن تكون فقط عرائض وأوراق بل ستكون مصحوبة بفيديوهات أكثر وقرارات مدموغة بختم دولى لا يمكن أبداً التشكيك فيها. إذن ما السؤال الذى يراودنى؟، السؤال هو: ماذا سيكتب التاريخ عن "بنيامين نتنياهو"؟، ماذا ستقول صفحات التاريخ عن "بنيامين نتنياهو"؟، سيكتب التاريخ جرائم متعددة ارتكبها هذا (النتنياهو)، جرائم ارتكبها فى حق شعب فلسطين الأعزل، جرائم كلها موثقة وشاهدها العالم وأدانتها الدول العربية والإسلامية والأفريقية والأوروبية وجميع المنظمات الدولية، جرائم ارتكبت فى حق الأطفال والسيدات والمشايخ والعجائز، وجرائم لا يمكن إغفالها مثل قصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، والجريمة الكبرى التى تسبب فيها _ عن عَمد _ حينما قرر تجويع ( 2.3 ) مليون فلسطينى من أهالى قطاع غزة، ليس هذا فقط بل إنه ارتكب جريمة التطهير العرقى حينما منع العلاج عن المرضى، وارتكب جريمة الإبادة الجماعية حينما قصف بالطائرات المناطق المزدحمة بالسكان والتى قال عنها الجيش الإسرائيلي، إنها (مناطق آمنة) فى مناطق المواشى وتل السلطان، وهذه الجرائم هدفها تهجير شعب والاستيلاء على أرضه وإنهاء قضيته للأبد وهى جرائم لا تسقُط بالتقادم. ظنى أن نتنياهو ليس لديه (جرائم) فقط، لكنى أعتقد بأنه لديه (خطايا) أيضاً ستكتب فى صدر صفحات التاريخ ولن يتم تجاهلها، ومن هذه الخطايا أنه يدوس بأقدامه على قرارات الشرعية الدولية التى لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لا يعترف بها، لا يحترمها، لا يتوقف أمامها، رغم أنها صادرة عن منظمات دولية من المفترض أن تحمى الشرعية وتتحمل مسئولياتها لكنها أمام نتنياهو تتغافل عن تنفيذ قراراتها وتُغمض عينيها عن انتهاك نتنياهو لها، والسبب معروف ومعلوم، السبب واضح أمامنا، السبب هو وقوف القوى العظمى خلف نتنياهو رغم كل جرائمه وخطاياه .. ظنى أن فترة توليه رئاسة الوزراء الإسرائيلية هى الكاشفة لكل جرائمه، هى الحاكمة على كل تاريخه الإجرامى الزائف، هى الجامعة لكل المساوئ التى ارتكبها وتسبب فيها . سيكتب التاريخ عن ( النتنياهو ) ويقول: إنه موهوم بأحلامه، مغرور بقوته، موصوم بالعار، يتميز بالسُعار، مصاص دماء، يهوى رؤية الأشلاء، لكن فى نفس الوقت أحلامه مُجرد كوابيس، تصرفاته هوجاء، نتيجة أفعال كانت كارثية عليه وعلى كل من حوله، فعل كل ما هو سييء وأصبح ضمن مصاف الأسوأ على مر التاريخ والأقبح فى تاريخ البشرية والأردأ فى تاريخ القادة. سيكتب التاريخ عن (النتنياهو) بأنه: قهر وظلم وقتل الفلسطينيين وكان سبباً فى دموع الأطفال الذين عانوا من الجوع والمرض علناً ومنع عنهم الدواء ولبن الأطفال، واستولى على أراض ليست أرضه وخرج علينا ليُبشرنا بأن لديه أحلام لرؤية "إسرائيل الكبرى" ليستكمل الحلم الذى يراود خياله . أحلام نتنياهو لن نرُد عليها، فهى مجرد أحلام وأوهام وأطياف زائلة تمر أمام خياله النائم المريض، أحلام من المُمكن أن يُحققها فى حالة واحدة فقط، هى ( فى المشمش)، هكذا نقول فى مصر حينما نستمع لخيالات وافتراضات واحتمالات غير قابلة للتحقيق أو من المستحيل تحقيقها حتى لو وقف صاحبها على رأسه.