قال محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إن الوضع الصحي في القطاع يتدهور يوماً بعد يوم، مع تزايد أعداد الجرحى جراء القصف الإسرائيلي في مختلف المناطق، وارتفاع أعداد الشهداء، إضافة إلى تزايد أعداد المجوعين من الأطفال والنساء وكبار السن الذين يحتاجون إلى خدمات صحية أساسية لا تتوفر إلا بنسبة 5% من طاقة العمل نتيجة نقص الإمكانيات. وأوضح، في مداخلة هاتفية على القاهرة الإخبارية، أن كميات الوقود التي تدخل المنظومة الصحية قليلة للغاية، ما يضطر المستشفيات لتشغيل أقسام الطوارئ فقط مثل غرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال، بينما تتوقف باقي الأقسام بسبب نقص السولار. وأشار إلى أن هذا النقص يؤدي أحياناً إلى توقف المولدات أثناء العمليات الجراحية، ما يجبر الأطباء على استكمالها تحت أضواء الهواتف المحمولة أو كشافات صغيرة. ولفت أبو عفش إلى أن تدمير مستشفيات غزة الأوروبي والصداقة التركي أدى إلى حرمان مرضى الأورام – الذين يتجاوز عددهم 12 ألف مريض – من الخدمات الصحية المتخصصة، ما تسبب في انتكاسات صحية ووفاة بعضهم لعدم توفر الأدوية اللازمة. كما كشف أن 40% من مرضى الفشل الكلوي توفوا بسبب عدم قدرتهم على إجراء الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً، حيث يكتفى لهم حالياً بجلسة أو جلستين، خاصة بعد تدمير مستشفى نور الكعبي في شمال غزة. وأكد أن حرب التجويع التي تشنها إسرائيل طالت جميع فئات المجتمع في القطاع، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد من 17 ألفاً قبل ثلاثة أسابيع إلى أكثر من 28 ألف طفل، مع زيادة وفيات الأطفال من حالتين يومياً إلى 11 حالة يومياً، محذراً من أرقام أكبر ما لم يتم إدخال مساعدات وأدوية بشكل عاجل.