من سنين طويلة، وكان حلم إنشاء محطة نووية في مصر مجرد فكرة على ورق، بيتنقل من حكومة لحكومة ومن جيل لجيل. لكن مع بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحلم ده اتحول لحقيقة، وبقى مشروع قومي عملاق اسمه: "محطة الضبعة النووية" النهاردة، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أعلن من قلب العلمين الجديدة، إن أول مفاعل من محطة الضبعة هيبدأ التشغيل الفعلي في النصف التاني من سنة 2028، على أن يتم تشغيل باقي المفاعلات الثلاثة خلال عام 2029، بإجمالي قدرة 4800 ميجاوات كهربا نظيفة ومستدامة. لكن الحكاية أكبر من مجرد أرقام. الضبعة مش مجرد مشروع طاقة، الضبعة مشروع سيادة وطنية، بيجسد الإرادة المصرية على دخول نادي الدول النووية السلمية. المشروع ده، اللي بيتم بالتعاون مع شركة "روس آتوم" الروسية، هو ثمرة علاقات قوية بين مصر وروسيا، وتجسيد حقيقي للرؤية الاستراتيجية للطرفين في ملف الطاقة. مدبولي وصف المشروع ب"الحلم الوطني"، وقال إن الدولة كانت بتحاول تنفذه من نص القرن اللي فات، لكن التنفيذ الحقيقي بدأ فعليًا من ديسمبر 2017، ومن ساعتها والموقع بيشهد تطورات ضخمة، وأعمال إنشائية وهندسية بمعدلات غير مسبوقة. خلال زيارته الأخيرة للموقع، مدبولي تفقد ورش التصنيع الخاصة بمكونات المفاعلات، واللي منها أوعية الاحتواء الداخلية واحدة من أدق وأهم أجزاء أي مفاعل نووي في العالم. واطمأن بنفسه إن الشغل ماشي على الجدول الزمني المحدد، من غير تأخير أو ضغوط أو حتى استعجال في غير محله. كمان وزير الكهرباء، المهندس محمود عصمت، أكد إن المشروع بيتم بأعلى المعايير العالمية، وبيخضع لرقابة دقيقة ومستمرة من الجانبين المصري والروسي، وإنه بيعتبره واحد من أبرز مشروعات الدولة الاستراتيجية، اللي بتدعم خطة مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة حصة الطاقة النظيفة ل42% من إجمالي الطاقة المولدة في مصر. لكن واحدة من أهم النقاط اللي لازم نقف عندها، هي إن حوالي 80% من العمالة في المشروع عمالة مصرية. يعني مش بس بندخل عصر الطاقة النووية، لكن كمان بنبني كوادر مصرية مدربة، وخبرات محلية في مجال حساس جدًا، كنا دايمًا بنعتمد فيه على الخارج. المشروع كمان هيساهم في تقليل الضغط على الشبكة القومية، خاصة في وقت الذروة اللي وصل خلال الصيف ده ل38 ألف ميجاوات، وده معناه إننا محتاجين كل وات طاقة نظيفة ممكنة. وفي ضوء كل اللي سبق، مشروع الضبعة مش بس مفاعل نووي.. ده استثمار في المستقبل، في التكنولوجيا، في الخبرة، وفي السيادة. مشروع بيعكس إن مصر مش بس بتحلم، مصر بتشتغل وتحقق. أخيرا وليس اخرا محطة الضبعة النووية هي أكبر دليل على إن الحلم لما يتحول لإرادة، ومعاها قيادة عندها رؤية، بيبقى الواقع أقوى من أي توقعات. 2028 مش مجرد تاريخ تشغيل مفاعل، 2028 هو بداية لعصر جديد في مصر ان شاء الله ، عصر الطاقة النووية السلمية، اللي هتنقلنا خطوة كبيرة لقدام.