جرائم "سفاح المعمورة" أمام الجنايات.. المتهم ينكر التهم المنسوبة له: "معرفش عن الضحايا حاجة".. والشهود يكشفون التفاصيل المروعة.. والمحكمة تأمر بعرضه على مستشفى العباسية للكشف على قواه العقلية.. فيديو وصور

لا تزال قضية "سفاح المعمورة" تثير الرأي العام المصري، حيث واصلت محكمة جنايات الإسكندرية، في جلستي الأحد الماضي واليوم الثلاثاء، نظر محاكمة المتهم "ن. ا. ال"، المعروف إعلاميًا ب"سفاح المعمورة"، والمتهم بقتل ثلاثة أشخاص، رجل وسيدتين، مع سبق الإصرار.
وخلال الجلسة، أنكر المتهم جميع التهم المنسوبة إليه، زاعمًا عدم علاقته بالضحايا قائلاً: "معرفش عنهم حاجة"، وقدم تبريرات واهية وصفها الحاضرون بأنها "غريبة ولا تتناسب مع حجم الجرائم والدلائل المصورة والمثبتة".
قرار المحكمة

قررت هيئة المحكمة، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، محمد لبيب دميس، وعبد العاطي إبراهيم صالح، وبحضور المستشار طارق عبد الكريم رئيس نيابة المنتزه الكلية، وسكرتير الجلسة حسن محمد حسن، تأجيل المحاكمة إلى جلسة 28 يونيو المقبل، وذلك بعد الأمر بإيداع المتهم مستشفى العباسية للصحة النفسية لبيان مدى سلامة قواه العقلية والنفسية.
تفاصيل إنكار المتهم

أنكر المتهم مسؤوليته عن قتل الضحية الأولى "م. إ. م"، مشيرًا إلى أن معرفته به بدأت في منطقة المنشية، حيث ساعده في تقديم تظلم على قرار حفظ محضر سابق، قبل أن تتطور العلاقة بينهما بسبب خلافات بين ابنة المجني عليه وزوجها، وزعم المتهم أن المجني عليه زاره في منزله، ثم اختفى لاحقًا دون أن يعلم عنه شيئًا.
وبخصوص زوجته، الضحية الثانية "م. ف. ث"، نفى المتهم ارتكابه للجريمة، مشيرًا إلى وجود خلافات زوجية دائمة بينهما، وأنها كانت تطرده من المنزل باستمرار، كما أشار إلى أنها كانت تشكو من مراقبة شخص مجهول لها، مضيفًا أنه حرر محضر تغيب بشأنها في فبراير 2024، وادعى أن الحفرة التي وُجدت في الشقة كانت قديمة وتحتوي على أسلاك كهربائية.
أما عن الضحية الثالثة "ت. ع. ر"، فادعى المتهم أن علاقته بها اقتصرت على مسألة قانونية لم تُستكمل بسبب عدم دفعها الأتعاب، مبررًا وجود أوراقها الثبوتية داخل منزله بأنها كانت ضمن أوراق تخص القضية.
شهود الإثبات يفجرون المفاجآت

استمعت المحكمة إلى عدد من شهود الإثبات الذين حضروا عملية العثور على الجثث، والتي كانت مخبأة في وحدتين سكنيتين، إحداهما في المعمورة، والأخرى في منطقة 45 شرق الإسكندرية.
وأكد شاهد الإثبات الرابع عشر، رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه ثان، في شهادته، أن المتهم ارتكب الجرائم الثلاث مع سبق الإصرار والترصد، وأوضح أن المتهم قتل الضحية الأولى، ونقل جثته من شقته بالطابق الثالث إلى مكتبه بالطابق الأرضي، بعد أن أعد صندوقًا خشبيًا خصيصًا لذلك، ثم نقله بتروسيكل، وتخلص من سيارته بوضعها في جراج بالمنتزه.
كما أضاف أن المتهم قتل زوجته نتيجة خلافات دائمة، وكان قد عقد النية على التخلص منها. أما الضحية الثالثة، فقد أقدم على قتلها بدافع السرقة وخلافات مادية مستمرة.
تعود أحداث القضية المقيدة برقم المقيدة برقم 9046 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة المنتزة ثان، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارا من ضباط قسم شرطة المنتزة ثان يفيد ببلاغات بقيام المتهم بارتكاب قتل المجني عليهم.
تبين من التحقيقات، قيام المتهم " ن.ا ال " محام، بقتل كل من " م.ا.م" مهندس، و" م.ف.ث" ربة منزل زوجته، و" ت.ع.ر" ربة منزل، وقام بإخفاء الجثامين بالوحدتين السكنيتين المستأجرتين بمعرفة المتهم، بأن دفن المجني عليه الأول بأرضية الوحدة السكنية الأولي ودفن المجني عليهم الثانية والثالثة بأرضية الوحدة السكنية الثانية، واستولي علي متعلقاتهم وأموالهم، حيث تبين أن علاقة عمل نشأت بين المتهم والمجني عليه الأول منذ عام 2021 ونظرا للظروف المالية التي كان يمر بها المتهم وعلمه بوجود مبالغ مالية مع المجني عليه الأول وامتلاكه بعض العقارات التي يمتلكها وفي بداية عام 2022 استغل المتهم كون المجني عليه يعتقد أنه يستطيع حل نزاع قضائي فيما بينه وبين آخرين، واستدرجه لمكان الواقعة، وأعد لذلك سلاح أبيض سكين، ليجبر المجني عليه علي التنازل عن ملكيته عقار وكذلك سيارة، وحال ذلك قام المتهم بالاستيلاء علي هاتفه المحمول وكارت السحب البنكي، اللي أنه فوجئ باتصال من أهليه المجني عليه بأمر تغيبه وانهالت عليه الاتصالات الهاتفية فحاول آنذاك إيهامهم بأن المجني عليه سيتزوج من سيدة أجنبية، وأنه قد قام ببيع العقار خاصته وأنه سوف ينتقل إلي مدينة شرم الشيخ لعطله الزواج وكان ذلك عن طريق رسائل نصية قام بارسالها من هاتف المجني عليه ، وكذلك أجبر المجني عليه بمهاتفه أهليته نحت تهديد السلاح ليبعد الشبهة عنه ، ونفاذا لمخططه الإجرامي الذي لم يلق قبولا من المجني عليه ، الذي لم يتنازل عن العقار والسيارة خاصته فتعدي عليه بالضرب بالايدي والارجل بعدة ضربات في جميع أنحاء جسده تم سدد له ضربة بسلاح أبيض استقرت في الفخد الأيسر بجسده التي أودت بحياته واستولي علي بطاقته البنكية وسحب منها مبالغ ماليه تخطي عشرات الآلاف واتلف هاتف المجني عليه وعقب ذلك اعد صندوق خشبي صنعه بنفسه وأحضر اكياس بلاستيكية كبيرة ووضع جثمان المجني عليه بداخلها واشتري مواد بناء وأدوات حفر وقام بحفر حفرة كبيرة بتلك العين تسع الجثمان وغطاها بالتراب ومواد البناء واغلق العين بجنزير وقفل معدني وتركه لها علي مدار 3 سنوات.
وقام المتهم بقتل المجني عليها الثانية " م.ف.ث" زوجته ، عمدا مع سبق الإصرار بسبب خلاف بينهما، وشك المجني عليها في سلوكه وضيقت عليه الخناق وطردته من الشقة أكثر من مرة، فعقد المتهم النية والعزم علي قتلها واستخدم فكرة صناعة صندوق خشبي من خلال أحد النجارين بالمنطقة محل سكنه واشتري قماش أبيض لتكفين جثتها وأكياس بلاستيكية سوداء واستغل وجود المجني عليها بمفردها فتعدي عليها بالضرب بالايدي ثم قبض بيده علي عنقها حتي تاكد أنها فارقت الحياة ولف جثمانها بالقماش ووضعه في الأكياس البلاستيكيه السوداء ونقل الجثة إلي محل سكنه بمنطقة المعمورة البلد ووضعها في الصندوق الخشبي وحفر حفرة بإحدي الغرف ودفن المجني عليها بها وأغلق الباب بقفل معدني.
كما توصلت التحريات إلي قيام المتهم بقتل المجني عليها الثالثة " ت.ع.ر" ربة منزل في غضون شهر أغسطس عام 2024 لقيامه ببعض مهام إنهاء قضايا تنازع المجني عليها مع آخرين اللي أنه لم يحصل علي أتعابه نظير عمله لكن المجني عليها لم تتلقى اي نتائج من عمله فقررت حرمانه من باقي الاتعاب ، وإصراره علي الحصول علي مستحقاته وقرر استدراجها الي محل سكنه وخطفها والتخلص منها والاستيلاء علي المبالغ الماليه بحوزته و الكارت البنكي الخاص بصرف المعاش وهاتفها المحمول وفي شهر أكتوبر عام 2024 استدرجها يسكنه وكتم أنفاسها حتي فارقت الحياة واستولي علي متعلقاتها وقام بحفر حفرة أخري بجوار المجني عليها الثانية زوجته ودفنها وأغلق الباب بقفل، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التي قررت إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية لمحاكمته.

السفاح

سفاح المعمورة ومحكمة الإسكندرية