في قلب المشاعر المقدسة، حيث ترتفع الدعوات وتخشع القلوب، كان للعنصر النسائي في البعثة الدينية المصرية هذا العام حضور لافت ودور محوري فقد حرصت واعظات وزارة الأوقاف المشاركات ضمن بعثة الحج الرسمية على تخصيص مساحات دينية آمنة وخاصة للسيدات، لشرح مناسك الحج والرد على الأسئلة المتنوعة التي طرحنها، والتي غالبًا ما ترتبط بأمور فقهية خاصة لا يُفضلن مناقشتها في الندوات العامة. تلقت الواعظات عشرات الأسئلة على مدار الأيام الماضية، وتنوّعت استفسارات السيدات بين الجوانب الفقهية المرتبطة بالحج، والأحكام الخاصة بالحالة النسائية أثناء أداء المناسك، مما عزز من قيمة وجود عنصر نسائي مؤهل ضمن البعثة. وقد أعربت العديد من الحاجّات المصريات عن تقديرهن لهذا الدور، مشيدات بقدرة الواعظات على توصيل المعلومة الدينية بلغة مبسطة ومريحة تراعي الخصوصية. ولم تقتصر جهود البعثة الدينية على الجلسات النسائية فقط، إذ كثّفت الندوات العامة التي نظمها الشيخ شريف إبراهيم، رئيس بعثة الأوقاف، في مكةالمكرمة لتقديم شرح مفصل لمناسك الحج لكافة الحجاج، في جو من التفاعل والوعي الديني. وتأتي هذه الجهود في إطار منظومة أكبر وضعتها بعثة الحج المصرية لهذا العام، بدأت منذ لحظة استقبال الحجاج في مطار المدينةالمنورة، حيث نُظّمت احتفالات ترحيبية داخل الفنادق، شملت توزيع الهدايا وتسكين الحجاج إلكترونيًا بسهولة ويسر. وتم توفير أتوبيسات مكيفة لنقلهم بين المشاعر، إضافة إلى فرق مخصصة لمتابعة الحالات الإنسانية، إلى جانب الاستعانة بعناصر من الشرطة النسائية لتسهيل شؤون السيدات. كما نُظّمت زيارات للحجاج إلى الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية، مع توفير علماء دين على مدار الساعة، وعيادات طبية لخدمتهم وصرف الأدوية بالمجان. وتُتابع غرفة عمليات مركزية وضع الحجاج في المدينةالمنورة لحظة بلحظة، بينما تم توزيع وجبات جافة وتقديم النصائح المستمرة لهم لتجنّب الإجهاد الحراري وضربات الشمس، والتأكيد على ضرورة شرب السوائل باستمرار حفاظًا على صحتهم. بهذا التوازن بين التنظيم والرعاية والتواصل الروحي، تؤكد بعثة الحج المصرية هذا العام حضورها الشامل، بمزيج من الاحتراف الإنساني والدعوي.