ساعات قليلة، ويكشف الاتحاد الأفريقى لكرة القدم النقاب عن هوية أفضل لاعب داخل القارة السمراء عن العام الماضى 2008. وتدور الترشيحات بين التوجولى إيمانويل أديبايور والمصرى محمد أبو تريكة والغانى مايكل إيسيان. وبعيداً عن أن اختيار أديبايور وإيسيان، الذى قد يبدو مثيراً للدهشة، وبعيداً أيضاً عن الكلام المُستهلك عن عدم أحقية اللاعبيّن فى التواجد فى القائمة النهائية للترشيحات، وعن وجود أسماء أخرى كانت جديرة بالفوز باللقب، مثل صامويل إيتو هدّاف كأس الأمم الإفريقية الأخيرة أو عمرو زكى نجم ويجان الإنجليزى .. فإن الدلائل والمؤشرات النهائية والأنباء التى تتناثر يومياً هنا وهناك، تفيد وتجزم بأن المنافسة انحصرت بين أبو تريكة وأديبايور، حتى بعد التقرير الذى نشره الكاف قبل ساعات عبر موقعه الرسمى، والذى ذكر فيه أسماء الثلاثة لاعبين، فإن إيسيان يبدو بعيداً عن المنافسة بسبب ابتعاده عن الملاعب منذ خمسة أشهر تقريباً بعد إصابته مع منتخب غانا. وبحصر المنافسة بين أديبايور وأبو تريكة، فإن القواعد المعلنة لاختيار أفضل لاعب تميل بقوة نحو اللاعب المصرى، وتؤكد ذلك المقارنة بين إنجازات أبو تريكة وإنجازات أديبايور، والتى تجعل لاعب آرسنال ذا القامة الطويلة قزماً بجوار لاعب الأهلى. إنجازات بلا حدود إذا كان الاتحاد الأفريقى "كاف" شدد على أن اختيار أفضل لاعب داخل القارة السمراء يتم وفق مجموعة من القواعد والمعايير، ونفى شبهة تدخل الشركة الراعية للحفل فى تحديد هوية الفائز بالجائزة، فإن إنجازات أبو تريكة هذا العام مع منتخب بلاده تتحدث عن نفسها. فهو أولاً أحد أفراد المنتخب المصرى الفائز بكأس الأمم الأفريقية "غانا 2008"، وكان صاحب الفضل الأكبر فى فوز مصر بالبطولة بعد الهدف الذى سجله فى المباراة النهائية فى مرمى الكاميرون، فى حين لم يشارك أديبايور فى كأس الأمم الأفريقية لعدم تأهل توجو للبطولة. وإذا كان الكاف يضع للإنجازات التى حققها كل لاعب مع فريقه اعتباراً، فإن أديبايور على الرغم من نجاحه فى تسجيل 24 هدفاً مع آرسنال، إلا أنه لم يفلح فى قيادة ال "جنرز" للفوز بأى لقب محلياً أو أوروبياً، فى حين قاد أبو تريكة الأهلى للفوز بالدورى المحلى ودورى أبطال أفريقيا. إذاً فالإنجازات الدولية والمحلية تُرجح كفة أبو تريكة، وتجعله الأقرب للفوز بالجائزة، وشهرة أديبايور ومشاركته مع إحدى أقوى أندية أوروبا تجعل ترشيحه للجائزة مألوفاً لدى البعض. فأيهما سيختار الكاف؟ الإنجازات والألقاب أم الشهرة والنجومية؟ وهل يقوم الاتحاد الأفريقى بمحو شبهة العنصرية التى التصقت به طوال السنوات الماضية، حيث لم يختر أى لاعب عربى للفوز بلقب أفضل لاعب داخل القارة السمراء منذ سنوات؟