إن امتلاك القوة العسكرية قد بات مقومًا رئيسًا للهيمنة، والسيطرة، والمقدرة على فرض سياسة الأمر الواقع، كما أن ذلك يحقق غايات الجيوسياسية، والرأسمالية، بل والاستعمارية بصورة مستمرة، وما نعيشه الآن من أزمات، ونزعات يُشكَّل الحل العسكري الخيار الأفضل من وجهة نظر الدول المتطورة عسكريًا؛ وذلك بغض النظر عن النتائج، والآثار التي تتمخض جراء الحروب التي تُهلك الحرث، والنسل، وتضير بالشجر، والحجر. والفلسفة التي قامت عليها هذه الهيمنة قد قامت على التواجد الفعلي على الأرض؛ فالدول التي تريد السيطرة تمهد لذلك عبر تدشين القواعد العسكرية، وعقد شراكات مع حلفاء من الدول الأخرى؛ ومن ثم تُفرض سياستها على المناطق التي تنتشر فيها، وهذا ما انتبهت إليه الدولة المصرية منذ أمد بعيد؛ ومن ثم لم يكن هناك قواعد عسكرية لأية دولة أجنبية على ربوعها المختلفة؛ فمصر دولة قوية، ومن يتولى إدارة شئونها يعي تاريخها، وجغرافيتها. إن صداقة الدول المتقدمة أمرٌ حميد قد تحقق من خلاله مصالح الوطن العليا؛ لكن في كل الأحوال، وجميعها لا يتعدى ذلك سيادة الدولة، وحريتها في صناعة، واتخاذ القرار؛ فالأمر عندما يتعلق بالأمن القومي في أبعاده المختلفة؛ حينئذٍ تختلف سياسة التعامل، والتعاون، ويصبح التعاطي في ضوء ما يحفظ على البلاد هيمنتها، وتحكمها في مقدراتها، وهنا نُثمّن كافة الرؤى الاستراتيجية التي تبنتها الدولة المصرية بعد خوضها حرب الكرامة، وانتصارها على عدو يحمل أجندات توسعية ندرك مكنونها. إن مصر من جهات عديدة برية، وبحرية مُحاطة بالعديد من القواعد العسكرية لدول تدعي الهيمنة؛ لذا فقد حرصت القيادة السياسية المصرية على تطوير تسليح جيشنا العظيم، ورفع قدراته؛ لتصبح قوة الردع كافية؛ لتحقيق معادلة الأمن القومي؛ فنحن نشعر بالطمأنينة تجاه حدودنا البرية، والبحرية، والجوية، رغم أن المنطقة قد أضحت على صفيح ساخن؛ فالنزاعات متنامية، وفتيل إشعال الحروب بين الجميع قد صار أمرًا سهلاً، ومتوقعًا في أية لحظة. إن زمن القوة الآن يعتمد بصورة كلية على امتلاك العلم، والمعرفة، وما يتمخض عن ذلك من تطبيقات في المجالات المختلفة، وفي مقدمة ذلك المجال العسكري؛ ومن ثم فقد حرصت قيادتنا السياسية صاحبة الحكمة، والرؤى السديدة على حث المؤسسات الوطنية بانتهاج النظريات الحديثة في التطوير المؤسسي، وفي مقدمة ذلك المؤسسة العسكرية المصرية، كونُها صمامًا للأمن، والأمان للدولة المصرية منذ فجر التاريخ. وحسابات الدولة المصرية في زمن القوة، واضحة المعالم للجميع؛ حيث إنها لا تخضع للإملاءات، ولا تُرضي حسابات أصحاب الأجندات، والمخططات، ولا تقبل السطوة على أمنها القومي، ومقدراتها، ولا تسمح بتمرير فكرة الهيمنة على كيانات الدولة العظيمة صاحبة التاريخ المجيد؛ فعلى أعتابها تتحطم أحلام الطامعين، وفي ترابها تُدفن توغلات الأعداء، مهما علا الجبروت، وتنامت القوة؛ فالإرادة، والعزيمة لا تمتلكها المؤسسة العسكرية فقط، بل يحوزها الشعب العظيم بكامل أطيافه، ومختلف أعماره في الداخل، والخارج على السواء. إن جيشنا العظيم يستحق منا أن نعضده على الدوام، ونمده بكل صورالدعم؛ فهو المنوط الأوْحد بحماية أمننا القومي، والقادر على أداء الرسالة، وتحقيق الغاية دون غيره، وما نشاهده من رعاية من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية يؤكد على أن السياسة المصرية على تسير نحو المسار القويم؛ فحفظ الأوطان له أثمان تُدْفعُ؛ ومن ثم تُبْذلُ الجهود المضنية من أجل تطوير المؤسسة العسكرية بشكل مستدام؛ فنعمة الاستقرار، والأمان لا يقابلها نعمة. وقد باتت حسابات الدولة لا تخضع لمعيارية القيم، أو المبادئ، أو طبيعة الاستخلاف على الأرض؛ لكن أضحتْ مرتبطة بالمصالح المادية في المقام الأول، وهذا يشكل تهديدًا مستدامًا للشعوب، واستقرار وجودها، بل وتفاعلها مع بعضها البعض؛ ومن ثم هناك دأبٌ نحو تنمية القدرات العسكرية التي تحقق ماهية الحسابات الخاصة المُشار إليها؛ لذا فإن دعم الجيوش، وتطويرها قد صار فرض عين يقدم على ما سواه، وقيادتنا السياسية الرشيدة قد عملت على ذلك منذ اللحظة الأولى من توليها المسئولية. إن مصر، وقيادتها السياسية، وشعبها العظيم لايعبأون بالأسلحة الفتَّاكة التي تمتلكها الدول التي تسعى إلى الهيمنة؛ والسبب في جليُّ، وواضح وضوح الشمس في عنان السماء؛ إذ يتمثل في التماسك، والتضافر، والاصطفاف خلف راية واحدة؛ فما تحوزه مصر لا تجد نظيره في العالم بأسره دون مبالغة، أو مواربة؛ وحدتنا سر بقاء، واستقرار، ونماء هذا الوطن الذي يعيش في قلوبنا جميعًا، والعدو يخشى مصر دون غيرها، ويحْسِبُ لها حسابات مختلفة؛ فالجرأة، والتجرؤ بأية صورة على هذا الوطن الكبير يعني اشتعال حرب ضروس قد تطال الجميع دون استثناء. ونحن نُثمّنُ اصطفاف الشعب العظيم، وجاهزية جيشنا الباسل، وحكمة قائد المسيرة؛ حيث ندرك أن الروح المعنوية المصرية في أعلى مستوياتها، والاستعداد على أشُدّه، والطاقات متقدة، وإيماننا العميق بالله - عزوجل-، ونصرته في درجات عليا، وقيمنا حاكمة داعمة مؤكدة على صواب مسيرتنا النبيلة؛ فالشعب، والجيش لا يعرفان التقهقر، ولا يخشيان الوغى، ولا يعرفان ماهية الانهزامية، ولا يعيان سوى التضحية؛ لحماية تراب هذا الوطن الحبيب، وصونه. إن الحسَّ الوطني، والجاهزية لدى المواطن، والمقاتل المصري في الدرجات القصوى، والجميع لا يرى إلا مصلحة هذا الوطن العظيم، وهذا ما عزَّزه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولي سيادته إدارة شئون هذا الوطن الغالي، وجميعنا يقدر، ويُثمّنُ دور المؤسسة العسكرية المصرية، بل ويشيد بجهودها في حماية أمننا القومي، والجميع أيضًا لديه الاستعداد تجاه الانضمام لشرف الخدمة العسكرية، سواءً أكان تكليفًا، أم تشريفًا، أم طواعيةً، وهذا ما يُرْعبُ العدو دون مواربة. وبدون مغالاة؛ فإننا نستلهم من قائد المسيرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي القدوة في انتهاج الحكمة، والحلم، والصبر مع اتخاذ ما يلزم من إجراءات تقوي شوكة هذا الوطن، وتحمي مقدراته المادية، والبشرية، ونستبشر بخطة الدولة الطموحة التي تحمل الإعمار، والأمل في تحقيق الحياة الكريمة لشعب كريم يستحق الخير على الدوام، ونُشِيدُ بالرؤى الاستراتيجية لقائدنا، تلك التي قد أكدت نجاحها في شتى المجالات، وفي مقدمتها المجال العسكري الذي استطاع أن يربط بصورة وظيفية بين النظرية، والتطبيق، مما يساهم في تعزيز قدراتنا العسكرية التي دومًا ما نفخر بها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.