سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة الصحابي الجليل "سالم مولى أبي حذيفة" يتلو القرآن بصوت جميل… قال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي قارئًا جميلًا" .. وروى حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقرأوا القرآن على لسان العرب الفصيح، ورتلوا به في غير تكلف، ولا تقرؤه على ألحان أهل الكتاب ، فإنه سيأتي بعدي قوم يقرؤون القرآن على ألحان الأغاني، أو على ألحان النوح، لا يجاوز القرآن حناجرهم، فتنت قلوبهم، ومن أعجبه قراءتهم فقد فُتن" علي مدار شهر الروحانيات حالفني الحظ والنصيب والقدر أن أقيم مُعظهم صلوات العشاء والتراويح بمسجد "مهنا" وسط أهلي بمسقط رأسي بمدينة منوف بمحافظة المنوفية.. علي مدار أيام الشهر الكريم استمتعت و استمتع المُصلين كبارا ً وصغاراً بصوت عذب ملائكي تشعر أن صوت الإمام يخشى الله تعالى" .. أو بوصف دقيق كما شَعرت "زُيَن القرآن بصوتهِ، فإن الصوت الحسن يُزيد في حسن القرآن وجماله".. صوت رزقه الله حنجرة كحنجرة سيدنا داود عليه السلام"... اصطحبنا صوت "الشيخ محمد" كما يناديه المترددين علي المسجد للصلاة أو لإبداء الرأي والفتوى ، في رحلة روحانية بسيطة هادئة مغردا ً بكلمات الله تعالي دون تكليف أو استعراض العضلات في قراءة أجزاء طويلة من الآيات، كما نشاهد في بعض الأماكن، هذا الصوت العذب المريح للأعصاب وطمأنينة للنفس، أجاد علوم القراءات والتجويد دون أن يُرهق المُستمع. طبق قاعدة (الإسلام يُسْرَ وليس عُسْرَ) ، وحتي في الخواطر والأحاديث بين الصلوات دائما يطرح عناوين لموضوعات تدور في الأذهان والعقول وتلامس واقعنا اليومي ، وتأتي الإجابة بالنقاش والحوار مقترنة بأدلة علمية وفقهية مختلفة تناسب أذواق الجميع مُستشهدا ً بقول "خاطبوا الناس على قدر عقولهم" أو كما قال عبد اللهِ بنَ مَسْعُودٍ: "ما أنْتَ بمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إلَّا كانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً" اعتقد اننا بحاجة أن تنظر وزارة الأوقاف والإدارات المعنية في المحافظات إلي المساجد داخل المدن والقري وأن تأخذ نصيبها من الاهتمام والتطوير.. هناك في تلك الأماكن أصوات ومنابر تخاطب العقول والنفوس بصدق، أصوات لا تستخدم المصطلحات اللوذعية وطرح موضوعات التريند، أو بالأحري أئمة يقفون علي منبر رسول الله، ويبتغون الأجر من الله، محافظين علي الذوق العام بما يتفق مع كتاب الله والسنة النبوية الشريفة، دون السعي إلي الشهرة الزائفة وإثارة أحاديث أعتقد أن من يتحدث فيها لايرقي بأن يُوصف بكلمة ( شيخ أو إمام) نحتاج أن تعود الكلمة والقول والوصف إلي أهله… ف تحية لإمام مسجد "مهنا" بمدينة منوف.. ومن يسير علي الدرب و النهج والطريق ويفهمون ثنايا تلك الآيات (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ)..