لا خلاف عليه .. تعلم التجويد طريقك لأعلى المراتب محيط إيمان الخشاب حسن الصوت ، الوقوف عند المواضع المحددة والالتزام بآداب التجويد وأحكامه هذا ما يعرفه المفسرون بالترتيل الذى هو من آداب القرآن الكريم والذى به يكسب العبد الأجر الكامل على التلاوة ، فقد دلت الكثير من الآيات والأحاديث على فضل ترتيل القرآن والذى يقصد به التمهل واعطاء القراءة حقها . يقول المولى جل وعلا :" وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". وقد وصفت أم سلمة رضى الله عنها قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها "قراءة مفسرة، حرفاً حرفا ً " . والترتيل يعنى التجويد والاتقان فى قراءة القرآن الكريم ، وكمصطلح يُعنى به إعطاء كل حرف حقه مخرجاً وصفةً ، ويوضح الدكتور طه الدسوقى حبيشى -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الهدف من الترتيل هو إتقان المسلم لقراءة القرآن، من خلال نطق الحروف مكتملة الأحكام والصفات وصحيحة المخارج من غير زيادة ولا نقصان ولا تكلف، ويعطى جمالا للتلاوة. ويحثنا المولى جل شأنه على تجويد القرآن وإتقان القراءة يقول تعالى فى سورة المزمل "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " ، ويجب تجميل الصوت أثناء التلاوة والتغني به ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به". ويقول صلى الله عليه وسلم :"لله أشد أَذَناً إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته" بمعنى أن الله ما استمع لشيء مثل استماعه لقراءة نبي وذلك لأن الأنبياء يجتمع فيى قراءتهم حسن الصوت لكمال خلقهم وخشوعهم . ويعرف الدكتور صبرى عبد الرؤف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر التجويد قائلاً: هو إخراج كل حرف من مخرجه وإعطائه حقه والعلم به فرض كفاية بينما العمل به فرض عين ، يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "من لم يتغن بالقرآن فليس منا ". ولترتيل القرآن فضل كبير يقول تعالى :"إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارةً لن تبور،ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور"، ويستطيع المسلم الوصول لدرجة الترتيل الصح من البداية بقراءة القرآن باطمئنان وخشوع مع إعطاء الحروف حقها من التلاوة ، ثم الالمام بأحكام التجويد حيث يدعونا الرسول لاتقان التلاوة "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة "، ويقول رسول صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" ، ومن ثم فتعلم التجويد من الأمور المستحبة ولا خلاف بين أهل العلم أن القراءة بالتجويد أحسن وأفضل فى حين أنه يجوز القراءة بدونه. ويقول الدكتور مبروك عطية من علماء الأزهر : التجويد هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها ، وقد أرشدنا الرسول الكريم الى قراءته بالهيئة التى نزل بها ، وأمرنا الله جل وعلا بترتيل القرآن الكريم وإعطاء كل حرف حقه وكان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قراءته كانت ترتيلاً قراءة مفسرة حرفاً حرفاً، وكان يقطع قراءته آية آية، وكان يمد عند حروف المد ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته. والقرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته والذى أوحاه إلى رسوله الكريم لا يمله الإنسان من كثرة الترداد يقول نبينا الكريم "خيركم من تعلم القرآن و علمه" ويقول أيضاً "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ". ويضيف دكتور مبروك : وعلم التجويد فرض كفاية لعموم المسلمين ، وفرض عين بالنسبة لرجال الدين ، وجاء عن علي كرم الله وجهه في قوله تعالى "ورتل القرآن ترتيلاً" أنه قال : الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ،وتقول السنة النبوية "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم "، والتغنى بالقرآن هنا ليس كالتغنى بالفسق لا بل هنا يكون الغناء محبب ويثاب عليه المسلم ، وعندما يجيد الانسان التجويد يجيد التغنى بالقرآن ، فوجوب التجويد منذ زمن النبي إلى زماننا لا خلاف فيه ودليل الإجماع من أقوى الحجج.