من وحي مسلسل لام شمسية.. معاناة "بنت المتحرش" مع المجتمع

شهدت الحلقة الثانية عشرة من مسلسل "لام شمسية" اكتشاف زينة (ياسمينا العبد) حقيقة والدها وسام (محمد شاهين) أنه متحرش من خلال فيديو رأته على هاتفه وهو يصور تفاصيل جسم فتاة معها فى مسرح المدرسة، وتدخل زينة في صدمة بعد مشاهدة الفيديو.
وفي هذا الإطار أوضحت الكاتبة واستشاري العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين، أن بنت المتحرش في مسلسل لام شمسية تعانى معاناة شديدة منها رفض المجتمع لها، حيث تنعزل ويحدث لها مشكلات نفسية خطيرة، مضيفة أن بنات الآباء المتحرشين حين يكتشفن أنهن بنات لآباء مُتحرشين يتعرضن لصدامات كثيرة ويتحولن إلى متهمات بجريمة لم يرتكبهن، بعد أن كان الأب بالنسبة لهن السند والأمان والحماية؛ بالإضافة إلى التغيرات التى تطرأ في علاقة هذه الفتيات بآبائهن، وما يتبعه من توتر.
وأوضحت استشاري العلاقات الأسرية، أنها عندما أصدرت كتابها بنت المتحرش، وأشارت إلى حكاية بعنوان "متحرش العيلة" تحدثت فيها عن قضية التحرش الجنسي بالأطفال حذرت فيها الأهالي من إن هذا الخطر من الممكن أن يكون قريب منهم جدا، قائلة: "يعنى التحرش بابنك أو بنتك ممكن يكون من أقرب حد ليك واللى عمرك ما تتخيل أنه يعمل كده قد يكون الشخص ده خال أو عم أو صديق قريب.. إلخ ".
وعن كيفية التعامل مع الطفل الذى تعرض للتحرش الجنسى أشارت ميادة إلى بعض النقاط التى لابد أن يتبعها الأهل، منها تثقيف الطفل جنسيا وتعليمه الممنوعات التي تتعلق بالتلامس وكيفية الحفاظ على المناطق التناسلية بطريقة مبسطة، تعليم الطفل طرق للدفاع عن نفسه في حالة تعرض للتحرش، الاستماع الجيد للطفل دون ترهيبه والحرص على تصديق ما يقوله كذلك مراقبة علامات التحرش عند الطفل التي تظهر في صورة خوف ورهاب وعزلة مع الحرص على توعية المسؤولين عن سلامة الطفل في الحضانة أو المدرسة، ومعرفة علامات التحرش عند الأطفال ومن أبرزها الخوف الشديد، كما يجب على الوالدين فحص جسم الطفل جيدا يوميا ومراقبة أي علامات عنف على جسده وتوعية الطفل وعدم السماح لأحد أن يلامس جسده.
وكشفت ميادة، عن مجموعة نصائح للتعامل مع الطفل الذي تعرض للتحرش عند معرفة الأمر، حيث يجب الابتعاد عن لوم الطفل والحرص على التعامل معه كضحية وطمأنته والحرص على أن يشعر بالأمان والحنان لتجنب حدوث خلل نفسي؛ تجنب العصبية على الطفل خلال تلك المرحلة نهائيا، أيضا دعم الطفل وتقويته والعمل على استرداد حقه أمام عينيه، مشددة على عدم ضرب الطفل أو إهانته مع الحرص علي استشارة متخصص في الشق النفسي.
وطالبت استشاري العلاقات الأسرية بضرورة وضع قوانين جديدة يتم فيها تشديد العقوبة على من يقوم بالتحرش بطفل من الجنسين.