اتحدوا قبل فوات الأوان اتحدوا قبل أن نندم جميعًا اتحدوا لاستعادة حقوق الشعب المصرى اتحدوا لاسترداد حقوق الشهداء والمصابين اتحدوا قبل أن تكون الخسارة فادحة. ياسادة.. الائتلاف مطلب ضرورى لا غنى عنه لإنقاذ الثورة المصرية، وعدم إتاحة الفرصة لرموز الحزب البائد للعودة مرة أخرى، هذا الحزب الذى أجرم فى حق الشعب المصرى، وما زالت رموزه يحاولون استعادة دورهم بكل السبل والإمكانيات، وأتيحت لهم الفرصة بظهور الفريق شفيق. لقد أفرزت الأحداث الأخيرة اختلافًا فى الآراء والمواقف، وهذا أمر لا بد أن يقع من البشر، لكن هذا الاختلاف اتسعت شقته، وبدأ يتجاوز قدر الاختلاف فى الرأى، وبدا معه أن الحاجة ماسة إلى التأكيد على لم الشمل وجمع الكلمة. ومن ثمَّ، أتوجه إلى الدكتور محمد مرسى بالتحرك لوضع وثيقة يخاطب فيها الشعب المصرى بكل فئاته وأطيافه، يوضِّح فيها معالم المرحلة القادمة وشكل الدولة، ويجمع عليها القوى السياسية الجادة فى السعى لإنقاذ الموقف لا تعقيده. ولم أجد فيما طُرح على الساحة أقرب إلى التنفيذ والواقع مما طرحه الناشط السياسى وائل غنيم، حيث قال: يجب صناعة حالة من الاصطفاف الوطنى تشمل كل فئات الوطن، وخاصة أقباط مصر، بالإعلان عن حكومة إنقاذ ائتلافية يشارك فيها الجميع ويرأسها شخصية مصرية وطنية غير محسوبة على الإخوان المسلمين، تعمل على الأقل لمدة عامين، على أن تشمل الحكومة الشباب والنساء ذوى الكفاءة لصناعة قيادات مستقبلية لهذا الوطن. وتعيين شخصية عامة لها قبول شعبى وغير محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين نائبًا للرئيس بصلاحيات محددة. كما يجب الإعلان عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، بما يضمن أنها بالفعل تمثل كل أطياف الشعب المصرى، بدون سيطرة فصيل أو تيار عليها، والسعى لكتابة دستور يُرسِّخ من المبادئ التى قامت من أجلها الثورة وهى: «عيش – حرية - عدالة اجتماعية»، ولا يضع فروضًا على الحياة الشخصية للمواطنين تحت أى مسمّى. والابتعاد عن الاستقطاب الدينى فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، والتركيز على التوافق الوطنى حفاظًا على الصف المصرى، وتماسك وحدة الوطن وأبنائه، وعدم تحويل المعركة إلى معركة «ثورة» أو «لا ثورة»، لأن الثورة مستمرة وليست مرهونة بمن الرئيس، ولا يمكن اختزالها فى معركة الرئاسة. كما يجب الإعلان عن النية فى إصدار تشريعات جادة لتقنين أوضاع الجماعة، وغيرها من الحركات السياسية بشكل رسمى وقانونى خلال 6 أشهر، كما يجب التعهد بالحفاظ على الحياد الكامل لمؤسسات الدولة، خاصة الجيش والشرطة، وضمان عدم إقحامهما فى العمل السياسى، أو اختيار قياداتهم بناء على الولاء الحزبى، وتأكيد أهمية أن يتولى المناصب فى الدولة أهل الكفاءة وليس أهل الثقة. أرجو أن ندرك جميعًا أن أهمية هذه المطالب لا تتعلق فقط بالفوز فى الانتخابات، ولكنها أيضًا مهمة جدًا لتحقيق استقرار الوطن المنشود، والبدء فى صناعة نهضة تتحدث عنها الأجيال القادمة، وأن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، تحتاج ليس لما يُسمَّى بالتنازلات، ولكن تحتاج إلى إدراك الصورة بشكل كامل، نحن فى لحظات تاريخية وأتمنى أن نكون جميعًا على قدر المسؤولية.