مسلسل "قلبى ومفتاحه" الذى يعرض في شهر رمضان الكريم بخلطة رومانسية شيقة وخفيفة وهادئة، كان قادراً على جذب المشاهد له من اللحظة الأولى، مع أحداثه المتتالية بلا أي ملل ولا مط، مع طرح قضية مهمة وهى المحلل بشكل بسيط وسلسل. وقد ظهر الفنان دياب وسط باقة من النجوم اللامعة، في دور أسعد بأداء ملفت ومميز في أحداث مشاهد المسلسل، فقد أبدع في دوره بشخصية أسعد، وقيامه بشخصية مركبة بكل براعة منقطعة النظير، ودرس الشخصية بكل أبعادها، وفهم البيئة التي يعيش فيها أسعد ودوافعه الشخصية، مما جعله يظهر على الشاشة ونصدق ما يقوم به. كم أتقن الفنان دياب دوره في شخصية أسعد وأعطى لها عمق، فهو الذى لا يعرف الهزيمة بشكل كبير، ويتميز بأنه يريد كل شيء مهما كانت الأساليب التي يتبعها، الغير شرعية في كثير من الأحيان، ولا يحب الخسارة، ويريد زوجته التي طلقها ثلاث مرات، ويجعلها تبحث عن محلل حتى ترجع له مرة أخرى، وبرغم ذلك يتزوج من أخرى، فهو لا يقدم أي تنازلات، فالناس من حوله هم فقط من يقدمون ذلك، ويضغط بالأموال التي لديه على من حوله، فهي النفوذ التي تجعله يمتلك الناس. لقد أبدع بشكل احترافي في المسلسل، الذى كان دور محوري في كل أحداثه، وكان قادر على التعبير بملامح وجه عما يدور بداخله، ونظرة عينيه التي تتغير في كل مشهد وعلى حسب الحالة التي يحس بها، وتعتبر شخصية أسعد كثيرة التقلب، تارة نراها عصبية وهجومية، وأخرى نراها مبتسمة وعاقلة ويضع مصلحة أمه فوق كل شيء، وثالثة يكون حزين ويبكى مثل الأطفال، وأخيرة شخصية تعشق الانتقام لأى شخص يأخذ منه ما يحبه أو يريده. أنه أداء عبقري بكل المقاييس أن يقوم ممثل بكل تلك التقلبات في وقت واحد، وبرغم كل هذا التناقض والعديد من المشاعر المختلفة التي نراها، وترعبنا في كثير من الأحيان، ونتمنى إلا يحقق ما يرده من شر، وله مبرر من وجهة نظره بأن ميار التي تقوم بدورها الفنانة " مي عز الدين" طليقته، وأم أبنه وهو أولى أن يرجعها لعصمته من جديد، وبرغم كل ذلك لا نملك معه إلا أن نحبه، ونرفع له القبعة، إعجاباً لاتقان الفنان دياب دوره بشكل خرافى، يجعله يخطف الأنظار له فور ظهوره على الشاشة، لأنه قدم شخصية حقيقة تمتلك كل الجوانب البشرية من خير وشر وتقلبات عديدة في لحظة واحدة. لقد قام دياب بدور عمره في ذلك العمل الراقي الذى يجمع العديد من النجوم الكبار، كآسر ياسين ومى عز الدين والمبدع أشرف عبد الباقى، مع مايسترو العمل المخرج الرائع تامر محسن، مع صوت المطرب الراحل فريد الأطراش الذى حضور وبقوة في أغنيته الرقيقة قلبى ومفتاجه، الذى أضفى على العمل لسمة راقية ليرجعنا لعالم حالم جميل بصوته الدافئ الشجى، الذى تمتعنا بعذوبة صوته خلال أحداث المسلسل. أنها عودة للأعمال الرومانسية الرقيقة دون أي مشاهد إبتذال، مع نص محكم وكل شخصية لها مبرر في ما تفعله، ويجعل المشاهد يشاهد تلك الأعمال وهو يشعر بالسعادة، للأجواء الهادئة التي تضفى على النفس الراحة والاستمتاع.