سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالي غزة ينتظرون نتائج مفاوضات وقف الحرب على المدينة الفلسطينية بشكل دائم.. حركة "حماس" توافق على مقترح أمريكي ل"تضييق الفجوات" وترمى الكرة في ملعب إسرائيل.. وقوات الاحتلال تواصل العدوان على مدن الضفة الغربية
ينتظر قطاع غزة الفلسطيني وسكانه، نتائج المفاوضات الجارية التي من شأنها أن توقف الحرب بشكل دائما والتي دمرت المدينة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد ما يقترب من 50 ألف فلسطيني، ونحو 112 ألفا آخرين. وفي 19 يناير الماضي، يسري اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة في قطاع غزة. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، شملت مرحلته الأولى، التي دامت 42 يومًا وانتهت مطلع مارس الجاري، الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا، من بينهم 25 أحياء و8 جثث، مقابل إطلاق سراح ما يقارب 1900 أسير فلسطيني. ولم يتفق الطرفان بعد بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ تتمسك حماس بتنفيذها وترفض تمديد مرحلته الأولى. ورغم مرور 55 يوما على الاتفاق الذى أوقف النيران في غزة، لم تدخل المرحلة الثانية منه بسبب تملص إدارة نتنياهو من الدخول فيه، رغم وجود اتصالات مباشرة بين حماس، والإدارة الأمريكية التي أفاد مبعوثها للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن قدمت اقتراحا جديدا يهدف إلى تضييق الفجوات بين الأطراف المتفاوضة، بحيث يتم تمديد وقف إطلاق النار في غزة لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. وأكد "ويتكوف" أن التمديد يهدف إلى توفير مساحة زمنية للتفاوض على إطار أوسع لوقف إطلاق نار دائم، لكنه قال إن حماس "تقدم مطالب غير عملية في الجلسات الخاصة". وردت حركة حماس، على مقترح الوسطاء المتعلق باستئناف المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى، وتضمن الرد الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية. وشمل رد حماس مطالبة الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق ما تبقى من المرحلة الأولى في ما يتعلق بالمساعدات والإعمار والانسحاب من محور فيلاديفيا. على الجانب الإسرائيلي، تطلب "تل أبيب" بإطلاق 11 أسيرا إسرائيليا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرا من غزة. وبخصوص التصعيد العسكري للاحتلال في الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المدن والبلدات والمخيمات، كما نفذت المزيد من الاعتقالات الجماعية. وتستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال48 على التوالي، ولليوم ال35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيلية بحق الفلسطينيين. ودوت انفجارات ضخمة، السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامنا مع انتشار مكثف لجنود الاحتلال، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها. وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود الاحتلال، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية؛ ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة. وفي مخيم طولكرم، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال انتشرت بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية. وفي حارة المقاطعة، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن نزار الطويل ونجله أحمد، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم. وفي ضاحية اكتابا، انتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين، وتحديدا المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين. تأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف فلسطيني من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم. كما خلف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.