جمعت أيام الشارقة التراثية التي ينظمها معهد الشارقة للتراث تحت شعار "جذور"عشاق التراث وسدنة الحرف اليدوية، وصناع الفنون الشعبية، والمبدعين الذين يروون حكايات الأجداد بأساليب معاصرة، لتظل ذاكرة الهوية العربية متوهجة في وجدان الأجيال الجديدة في تجربة تجمع بين العراقة والحداثة، بمشاركة واسعة من دول مختلفة بينها مصر. كشف أبو بكر الكندي، منسق أيام الشارقة التراثية ل"اليوم السابع"، تفاصيل استمرار هذه الفعاليات علي مدار 22 عاما متواصلة، لافتا أنه يسبق فترة كل دورة تجهيز لها قبل انطلاقها ب8 أشهر من التخطيط الاستراتيجي المتقن، تحت إشراف الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا المنظمة، لضمان تقديم محتوى ثقافي تراثي يحمل هدف ويخدم التراث بشكل واضح ويقدم الجديد. وأوضح أن عملية اختيار المشاركين من الدول المشاركة تستند إلى معايير دقيقة، بحيث تضم الفعالية دولًا تمتلك تراثًا غنيًا وحقيقيًا، مع حرص المشاركين على إبراز موروثهم بأسلوب يعكس هويتهم الثقافية، ويكون لديهم الرغبة في إظهار هذا الموروث وخدمته وتقديمه بشكل لائق. وأشار الكندي إلى أن أيام الشارقة التراثية لم تعد فعالية محلية فحسب، بل أصبحت حدثًا عالميًا يستقطب مشاركين من مختلف القارات، مما يتيح فرصة فريدة لتبادل الخبرات في مجال حفظ التراث وإحيائه واستفادة العاملين في هذا المجال والباحثين من خبرات بعضهم البعض . وفي ظل التطورات الرقمية، شهدت الفعاليات دمجًا مبتكرًا للتكنولوجيا لجذب الشباب وتعريفهم بالتراث بأسلوب حديث، حيث تم إطلاق "سينما الأجيال" التي تعرض أفلامًا تعريفية عن الحرف التقليدية والعصور القديمة، إلى جانب شاشات عرض في مختلف الساحات، وجلسات حوارية عبر تقنية زووم، مما يسمح للجمهور من مختلف دول العالم بالمشاركة افتراضيًا. كما تم استقطاب المؤثرين والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تهدف إلى نشر الوعي بأهمية التراث عبر المنصات الرقمية، مما عزز التفاعل مع الجمهور الشاب، وساهم في إعادة إحياء الاهتمام بالحرف التقليدية التي كادت تندثر. وخلال أيام الشارقة التراثية يتم تقديم عروض من خلال أربعة معارض رئيسية تعكس التراث بكل مكونانه اضافه لعروض البيئات المختلفة لدولة الإمارات، وهي البيئة الزراعية، حيث يتم عرض أساليب الزراعة القديمة وأدوات الفلاحة التقليدية، والبيئة الساحلية، التي تسلط الضوء على حياه اهل الساحل والبيئة الجبلية، التي تعرض الحرف اليدوية الخاصة بالمناطق الجبلية مثل صناعة السلال والحبال، والبيئة البحرية، التي تقدم عروضًا للصيد التقليدي وحرف الصيادين بالإضافة إلى قوافل الجمال التي تضم 20 مطية، والسوق القديم الذي يعكس روح الأسواق الشعبية القديمة، إلى جانب عروض الطهي التراثي. كما يشارك في الفعالية أكثر من 46 جهة حكومية، تقدم ورش عمل وأنشطة ثقافية تسهم في إبراز الموروث الثقافي الإماراتي. أكد الكندي أن الحدث لم يعد مقتصرًا على المشاركات المحلية، بل أصبح منصة دولية تستقطب منظمات وجمعيات متخصصة في التراث، حيث تم الاتفاق مع عدد من المؤسسات على توصيات لدعم الحرفيين التقليديين، وضمان استمرارية هذه الفنون التراثية عبر الأجيال. وأضاف:"نحن نهتم بالحرفيين الذين أفنوا حياتهم في صون التراث، ونعمل على إشراكهم في هذه الفعاليات لضمان استدامة إرثهم الثقافي والفني، كما نوفر لهم الدعم من خلال الفعاليات والمعارض التي تعزز وجودهم في المشهد الثقافي العالمي." اختتم الكندي حديثه بالتأكيد على أن أيام الشارقة التراثية، التي بدأت بأيام قليلة، تحولت إلى حدث عالمي خلال 22 عامًا، يعكس قوة التراث وأهميته في بناء الهوية الوطنية. واستشهد بمقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر." وشدد على أهمية إدراج التراث في المناهج الدراسية، وتقديمه بطريقة جذابة تتيح للأجيال الجديدة التعرف على ماضيهم بأسلوب عصري، لأن الموروث الثقافي ليس مجرد ذكرى، بل هو أساس يبنى عليه المستقبل. من عروض ايام الشارقة التراثية