أكد المحلل السياسى وعضو مجلس الشيوخ د. عبد المنعم السعيد أنه لازال من الصعب القفز للحديث عن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ومازالنا فى الأولى منه ولكن فى ذات الوقت ينبغى الاستعداد لذلك خاصة أننا أمام معركة دبلوماسية وسياسية بل وإعلامية والفروقات فيها دقيقة للغاية. وأضاف، خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "كلمة أخيرة" الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى عبر قناة ON: "من المؤكد أنه إذا أردنا الدفع بعملية التحرير الفلسطينية، فإن تراجع حماس عن المشهد فى هذه المرحلة قد يكون ضروريًا بأن تنزوى فى المرحلة الحالية لا نريد الآن الحديث عن تصرفات حماس فى الفترات السابقة التى شهدت عرقلة عملية السلام بعد اتفاق أوسلو من خلال تنفيذ عمليات انتحارية وعسكرية، لكن فى الحرب الخامسة على غزة، تكررت هذه التصرفات لأسباب إقليمية وأخرى فلسطينية." وأوضح أنه فى هذه المرحلة ينبغى التركيز على الحل النهائى، والذى يتضمن وفقًا للورقة المصرية وقف إطلاق النار لمدة عشر سنوات، مشددًا على ضرورة تفادى المزيد من الحروب بعد خمس جولات سابقة، قائلًا:"لا ينبغى أن تكون هناك حرب سادسة أو سابعة، بل يجب أن نعمل على بناء عملية سلام حقيقية بين جميع الأطراف." تعقيبًا على ذلك، قالت لميس الحديدى أن عملية السلام الجادة تتطلب التزام الجانبين، وأشارت إلى التصريحات المتشددة الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى أكد أنه لا مكان لحماس أو السلطة الفلسطينية فى إدارة غزة، إضافة إلى طرح دونالد ترامب المتعلق بالتهجير، متسائلة: "كيف يمكن الحديث عن عملية سلام فى ظل هذه المعطيات؟ هل نحن أمام مفهوم "اللا سلام" المطلق؟" ورد عبد المنعم السعيد قائلًا:"مصطلح "اللا سلام" جيد لكنه يعكس بعض النسبية. أعتقد أن الحديث عن التهجير انتهى بعد المواقف الواضحة من مصر والسعودية والأردن، حيث رفضت الاستراتيجية العربية هذه الفكرة تمامًا، وكذلك تصريحات بنيامين نتنياهو التى تنسف الحل السياسى وتضر بالشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، إضافة إلى دول المنطقة بأكملها." وأضاف أن هناك خطة متكاملة عربية قدمتها مصر " ذات قدمين"، مشيرًا إلى أن: القدم الاولى لها تتحدث عن عملية الاعمار وهناك خطط جاهزة بالفعل، مع استعدادات ملموسة عند معبر رفح. والفكر المعمارى المصرى الذى يركز على إعادة الإعمار وفق رؤية معمارية وتنموية متكاملة. بالإضافة إلى أن مصر لديها مشروع سلام يعتمد على حل الدولتين، معتبرًا أن تصريحات ترامب ونتنياهو مجرد مناورات سياسية لن يتم تنفيذها لان تنفيذها يتطلب مواجهة كبرى". وأشار السعيد إلى أن تصريحات ترامب خلال ال48 ساعة الماضية بدأت تشهد تغيّرًا تجاه مسألة التهجير، لافتًا إلى أن: ترامب يواجه معركة داخلية كبيرة مع السلطة القضائية. وأن ملف أوكرانيا لا يقل أهمية عن غزة بالنسبة له، بل يعد أولوية رئيسية. وأوضح أن ترامب يسعى لاستثمارات سعودية كبيرة فى الولاياتالمتحدة، وكذا الوضع بالنسبة للإمارات وهو ما لا يمكن أن تقدمه إسرائيل لواشنطن.