"الرجل المريض" لقب كان يُطلق على الدولة العثمانية قديما، تركيا حاليًا بعدما وهنت قواها وفقدت سيطرتها على الدول التى كانت تحكمها، وذلك مطلع القرن الماضى، وينطبق هذا اللقب التاريخى حاليًا على نادى ليفربول الإنجليزى الذى عانى مرارًا من الغياب عن منصة التتويج المحلية والأوروبية فى السنوات الأخيرة، بالرغم أنه أحد عمالقة كرة القدم فى أوروبا، والآن أصبح النادى المُلقب ب"الريدز" مثل الشبح الذى يهرب منه المدربين ويرفضون الاقتراب منه خوفًا من الفشل الأمر الذى وضع ملاك النادى الأمريكان فى مأزق لإيجاد بديل للمدرب المُقال دانى دالجليش لقيادة دفة الفريق الموسم المقبل. كان ليفربول قد أنهى الموسم فى المركز الثامن بالدورى الإنجليزى الممتاز "البريمير ليج" وهو أسوأ مركز له منذ ثمانية أعوام، ومن ثم لن يشارك فى أى من بطولتى أوروبا، دورى الأبطال ولا اليوروبا ليج. دخل ليفربول فى مفاوضات مع عدد من المدربين لتولى القيادة الفنية للفريق، ولكن فوجئ بأنهم اتفقوا جميعهم على رفض هذه المهمة، يتقدمهم الأيرلندى بريندان رودجيرس، المدير الفنى الحالى لفريق سوانزى سيتى الإنجليزي، الذى تمسك بالبقاء مع ناديه احترامًا لعقده معه، وصار على نهجه يورجن كلوب، المدير الفنى لفريق بوروسيا دورتموند الألماني، الذى حقق إنجاز عظيم فى الموسم المنقضى بعدما قاد الفريق للتتويج بثنائية تاريخية "الدورى والكأس المحلى"، حيث أغلق الأبواب أمام محاولات رئيس ليفربول، جون هنرى، للتعاقد معه وأصر على بقائه مع دورتموند. انضم إلى رودجيرس وكلوب، المدير الفنى لفريق أياكس أمستردام الهولندى، فرانك دى بوير، الذى رفض عرضًا من ليفربول لتدريب الفريق، حيث قال المدرب الذى قاد فريق العاصمة الهولندية للفوز بلقب الدورى المحلى فى أخر موسمين: "أنا فخور بهذا الاهتمام، لكنى أريد مواصلة عملى مع أياكس". ورغم أن الأنظار توجهت جميعها نحو البرتغالى الشاب، أندريه فيلاس بواس، مدرب بورتو وتشيلسى الإنجليزى سابقًا، خاصة أنه لم يتول تدريب أى فريق منذ إقالته من تدريب تشيلسى مطلع العام الجارى، إلا أن تصريحات المدرب البرتغالى تؤكد رفضه اهتمام ليفربول ولكن ب"شياكة" عندما قال إنه لا يريد تدريب أى فريق الموسم المقبل وإنه يرغب فى أخذ قسط من الراحة لمدة عام على غرار ما قرر جوسيب جوارديولا بعد تركه تدريب برشلونة الإسبانى. والحال ذاته بالنسبة لمدرب مارسيليا الفرنسي، ديديه ديشامب، الذى رفض اهتمام ليفربول مؤكدًا سعادته مع فريقه الحالى وأنه لا يفكر فى الرحيل عنه، فى المقابل، عرض الإيطالى فابيو كابيللو، المدير الفنى السابق لمنتخب إنجلترا، خدماته على ليفربول، وأكد استعداده لقيادة الفريق فى ظل تعطش المدرب للعودة للمهنة بعدما أغلق تشيلسى الأبواب فى وجهه وفضل الإبقاء على مدربه روبيرتو دى ماتيو بعد فوزه بدورى أبطال أوروبا.