تمكن عدد من الباحثين بكلية الطب جامعة كاليفورنيا بسان دييجو فى الولاياتالمتحدةالأمريكية من التعرف على مؤشر بيولوجى جديد خاص بالإصابة بمرض سرطان البنكرياس، وهو ما يبشر بظهور اختبارات تشخيصية محتملة وأدوية جديدة ومبتكرة لعلاج هذا الورم. وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Cancer Research"، وذلك بالعدد الصادر فى الخامس عشر من شهر مايو الجارى، وقام بدعمها ماديا عدد من المعاهد الوطنية للصحة. ويعد سرطان البنكرياس من الأمراض القاتلة التى لا يتوفر لها حتى الآن أى وسيلة للكشف المبكر عنها أو حتى لعلاجها، وكما أنه رابع أمراض السرطانات المسببة للوفاة، ويبلغ متوسط المدة التى يبقى فيها المرضى على قيد الحياة بعد اكتشاف المرض سنة تقريبا، إلا فى بعض الحالات النادرة التى قد تصل إلى 5 سنوات، وهم لا يتعدون 3% من إجمالى عدد المرضى. وكشف الباحثون عن أن أحد البروتينات يظهر فى الدم مباشرة وبشكل مبكر عقب الإصابة بسرطان البنكرياس، ويعرف باسم "PEAK1"،وأكدوا أنه كان ظاهرا فى العينات المستقطعة من ورم البنكرياس الخاص بفئران المعامل، وهو أحد أنزيمات الكيناز المسئولة عن تسريع التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا. وأضاف الباحثون أن هذا الأنزيم يزداد معدل إنتاجه بشكل كبير لدى الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس، وأن النشاط التحفيزى الذى يقوم به هام ولا غنى عنه لنمو الخلايا السرطانية بالبنكرياس وزيادة نشاطها، وأن غيابه يمنع تحول السرطان إلى النوع الخبيث ولا ينتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى. واستدل الباحثون على هذه النتائج بالأبحاث التى أجروها على الفئران، مشيرين إلى أنهم عندما قاموا بتثبيط وإيقاف عمل أنزيم "PEAK1" توقفت الخلايا السرطانية عن النمو داخل البنكرياس، وفقدت قدرتها على الانتشار والانتقال للأعضاء الأخرى بجسد الفئران أو إصابتها، ولم تتحول للنوع الخبيث، مضيفين أن مسألة تطوير دواء علاجى جديد فعال لعلاج سرطان البنكرياس هى مسألة وقت فقط.
