حذرت مجلة ذا أتلانتيك، من انتشار الأوبئة بين الثروة الحيوانية فى مصر، مشيرة إلى أن انتشار أنفلونزا الطيور وبعدها الحمى القلاعية يهدد بتدهور مخزون البروتين الحيوانى، ويزيد عدم الاستقرار فى البلد العربى الأكثر كثافة سكانية. وأشار التقرير الذى كتبه لورى جارلت وستيفن كوك الباحثين بمجلس العلاقات الخارجية، إلى أن كارثة صحية تاهت بين المناورات السياسية والاحتجاجات العنيفة فى الشوارع.. فأنفلونزا الطيور والحمى القلاعية ينتشران فى البلاد على نطاق واسع، وهو ما أسفر بالفعل عن حالات وفاة بشرية وحيوانية، فضلا عن تضخم الأسعار الغذائية. ويؤكد تقرير المجلة الأمريكية، أن الأمر يطرح قضية صحية واقتصادية خطيرة، يكون لها آثار أكبر من ذلك بكثير على مصر.. ويشير إلى أن قلة النقاش بشأن الأزمة هو بداية تشبه تلك التى حدثت بالدول الفاشلة. وتابع التقرير، أن مصر لم تكن معدة حتى من قبل الثورة لمواجهة الأزمات، فالبنية الصحية فى مصر تعمل بالكاد، كما أن القاهرة لا تملك الأموال الكافية للعلاج، خاصة بعد أن خسرت أكثر من نصف الاحتياطى الأجنبى لديها. وأوضح التقرير أن الخلية الأولى لانتشار المرض فى مصر، كانت الحيوانات المهربة من ليبيا. حيث ظهرت الحمى القلاعية فى ليبيا العام الماضى مما أسفر عن مقتل أكثر من 10% من الأغنام والماشية. وفى غضون أربعة أسابيع، تسبب المرض فى قتل الآلاف الماشية والأغنام وغيرها من الثورة الحيوانية فى مصر، وفى مارس الماضى، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن مصر تواجه كارثة، محذرة بأن الوباء فى مصر يهدد الإمدادات الغذائية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن السلالة المنتشرة فى مصر سات2، جديدة لذا فإن التطعيمات الحالية ليست مفيدة. ويشير التقرير إلى أنه مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء اضطر الفقراء إلى اللجوء إلى الدجاج، كمصدر للبروتين.. غير أن هذا المصدر يواجه وباء الأنفلونزا، إتش1إن5، ونتيجة لذلك نفقت ملايين الطيور أو تم قتلها من قبل السلطات الصحية. ووفقا للفاو فإن جهود السيطرة على الوباء فشلت، كما تضع منظمة الصحة العالمية مصر فى المرتبة الثانية بعد أندونيسيا فى حالات الإصابة البشرية بالمرض الذى قتل 60 شخصا وأصاب نحو أكثر من 100. وحذر التقرير من تطور فيروس الأنفلونزا للانتقال بين البشر وهو ما يتوقع أن يكون أكثر احتمالا. ويشير إلى نوعين من الطرق للسيطرة على الأمراض الحيوانية: الأولى من خلال التطعيم على نطاق واسع حيث تطعيم 90% من الحيوانات المعرضة للمرض، أو عن طريق تدابير الحجر الصحى وذبح الحيوانات المصابة. ورغم بدء مصر تطبيق برنامج لتطعيم الحيوانات، لكن تقرير المجلة الأمريكية يتوقع أنه فى ظل حالة عدم اليقين السياسى فى مصر والقدرات البيروقراطية المحدودة، فإن البرنامج مثل غيره سيستغرق وقتا أطول قبل أن تسرى فوائده، أما بالنسبة لأنفلونزا الطيور فإن هناك شكوك بشأن قدرة مصر وقف انتشار المرض مما ينذر بالمزيد من حالات الإصابة البشرية والوفيات. ويدعو كاتبو التقرير المجتمع الدولى إلى مساعدة مصر فى مواجهة هذه الأوبئة، إذا كانت ترغب فى مساعدة المصريين فى هذه المرحلة الانتقالية. ففى ظل غياب الاستجابة العالمية، سوفت تستمر حالة عدم الاستقرار السياسى والعنف وأزمة الغذاء فى مصر.