عميد «بيطرى دمنهور» يقدم نصائح لذبح الأضحى بطريقة آمنة فى العيد    التحرير الفلسطينية: إسرائيل تواصل حرب الإبادة وتحاول تصفية قضيتنا بكل الوسائل    ملخص وأهداف مباراة إسبانيا ضد كرواتيا في يورو 2024    البيت الأبيض: مصر وقطر تعتزمان التواصل مع حماس بشأن مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة    الترجي يتوج بالدوري ال33 بعد الفوز على اتحاد المنستيري    مهاجم ألبانيا يدخل تاريخ أمم أوروبا    غرق مهندس بالنيل فى الغربية أثناء الاستحمام هربا من ارتفاع درجات الحرارة    ماجد المهندس يغني «لو زعلان» أغنية فيلم جوازة توكسيك    الآلاف يتظاهرون بعدة مدن إسرائيلية للمطالبة برحيل نتنياهو وعقد صفقة تبادل الأسرى    من جديد معجب يطارد عمرو دياب في حفله ببيروت..ماذا فعل الهضبة؟ (فيديو)    فحص 1374 مواطنا ضمن قافلة طبية بقرية جمصة غرب في دمياط    يورو 2024 – هاري كين: نحن هنا للفوز باللقب في النهاية    خريطة ساحات صلاة عيد الأضحى في القاهرة والجيزة | فيديو    رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بعيد الأضحى المبارك    وانكشف الإدعاء على الرئيس مرسي .. "السيسي" يمنح الإمارات حق امتياز قناة السويس ل 30 عاما    وزيرة الهجرة: تفوق الطلبة المصريين في الكويت هو امتداد حقيقي لنجاحات أبناء مصر بمختلف دول العالم    سنن صلاة عيد الأضحى المهجورة..تعرف عليها    خطوة بخطوة .. تعرف علي ما سيفعله الحاج يوم العيد    رياضة الغربية: ساحات مراكز الشباب تستعد لإقامة صلاة عيد الأضحى    10 نصائح من معهد التغذية لتجنب عسر الهضم في عيد الأضحي    وفد وزارة العمل يشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    ازدلاف الحجيج إلى المشعر الحرام    خادم الحرمين وولي العهد يبعثان برقيات تهنئة لقادة الدول الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    بهاء سلطان يطرح أغنية «ننزل فين» تزامنا مع عيد الأضحى    أمين الفتوى بقناة الناس: رسول الله بلغ الغاية فى حسن الظن بالله    أصغر من 6 لاعبين.. مدرب برايتون الجديد يحقق أرقامًا قياسية في الدوري الإنجليزي    بعد إعلان وفاته.. ما هي آخر جائزة حصل عليها ماتيا ساركيتش؟    «مكنش معايا فلوس للأضحية وفرجت قبل العيد» فهل تجزئ الأضحية دون نية    الزراعة: متبقيات المبيدات يفحص 1500 عينة منتجات غذائية.. اليوم    «الصحة السعودية»: تقديم الرعاية لأكثر من 112 ألف حاج وحاجة حتى وقفة عرفات    محافظ أسوان يتابع تقديم الخدمات الصحية والعلاجية ل821 مواطنًا بإدفو    مجدي بدران يقدم 10 نصائح لتجنب الشعور بالإرهاق في الحر    بمناسبة صيام يوم عرفة، توزيع وجبات الإفطار للمسافرين بالشرقية (فيديو وصور)    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إعداد معلمي رياض الأطفال ب«تربية القاهرة للطفولة المبكرة»    الأوقاف: خطبة العيد لا تتعدى 10 دقائق وتوجيه بالتخفيف على المصلين    ما أسباب تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يجيب    موعد صلاة العيد 2024 في الأردن.. اعرف الأماكن    رونالدينيو: لن أشاهد البرازيل في كوبا أمريكا    الإسماعيلى متحفز لإنبى    ماهر المعيقلي خلال خطبة عرفة: أهل فلسطين في "أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم"    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    نقل حفل كاظم الساهر من هرم سقارة ل القاهرة الجديدة.. لهذا السبب    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثالث من يونيو 2024    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    نزلا للاستحمام فغرقا سويًا.. مأساة طالبين في "نيل الصف"    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    المشهد العظيم في اليوم المشهود.. حجاج بيت الله يقفون على جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    هالة السعيد: 8.6 مليار جنيه لتنفيذ 439 مشروعا تنمويا في البحيرة بخطة عام 2023-2024    «التموين»: صرف الخبز في المدن الساحلية دون التقيد بمحل الإقامة المدون بالبطاقة    «تقاسم العصمة» بين الزوجين.. مقترح برلماني يثير الجدل    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث الرسمى باسم حزب التحرير ل"اليوم السابع": أمريكا قدمت مليارات الدولارات للحفاظ على نفوذها فى مصر.. والحاجة إلى المعونة انتحار سياسى للأمة.. ونتصدى للدول والأنظمة المستعمرة

◄ أمريكا قدمت مليارات الدولارات للحفاظ على وجودها فى مصر
◄ هيجان الشعب المصرى فرض على أمريكا التخلى عن مبارك والإتيان بالمجلس العسكرى
الحاجة إلى المعونات الغربية انتحار سياسى للأمة
◄ مجلس الشعب المصرى لا يقدم ولا يؤخر
◄ حكومة شفيق وشرف والجنزورى قناع لتلقى الصدمات عن المجلس العسكرى
◄ البعض يروج السم العلمانى تحت شعار "دولة مدنية بمرجعية إسلامية"
◄ ليس لنا علاقة بحزب التحرير الصوفى أو الشيعى فى مصر
◄ نسعى لعودة الخلافة الإسلامية.. ونتصدى للدول والأنظمة الكافرة والمستعمرة
حزب التحرير من الأحزاب الإسلامية التى تهدف إلى عودة الخلافة الإسلامية منذ أن أسسه العالم الجليل، والمفكر الكبير، والسياسى القدير، والقاضى فى محكمة الاستئناف فى القدس الأستاذ تقى الدين النبهانى عليه رحمة الله عام 1953 م.
ويهدف حزب التحرير إلى عودة الخلافة الإسلامية، وإعادة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى فى العالم، كما كانت فى السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.
حول أسباب قيام حزب التحرير والغاية منه وشروط العضوية وموقف الحزب من الأنظمة والحركات العاملة على الساحة، ونظرته لثورات الربيع العربى، التقت صحيفة اليوم السابع بالناطق الرسمى لحزب التحرير، ومدير المكتب الإعلامى المركزى للحزب، عثمان بخاش. فالى تفاصيل الحوار:
فى البداية.. هل لكم علاقة بحزبى التحرير الصوفى أو الشيعى فى القاهرة؟
ليس لنا علاقة مطلقا بالحزب المذكور. ويكفى أن أشير إلى أن حزب التحرير تأسس فى القدس سنة 1953 وهو يهدف لاستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة. أما حزب التحرير الصوفى وحزب التحرير الشيعى فهذه مسميات مستحدثة أوجدت لبسا عند بعض الناس ومنهم أنصار الشيخ حازم أبو اسماعيل، وبعض السلفيين. وقد سبق لنا أن كررنا ألا علاقة مطلقا لنا بهذين الحزبين الذين ظهرا بعد ثورة 25 يناير.
هناك أحزاب إسلامية كثيرة على الساحة فلماذا فكرتم فى إنشاء حزب التحرير؟
إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}. بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد الذى وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها. وقد تأسس الحزب لما وجده من فراغ فى الساحة الإسلامية وخلوها من حزب سياسى يهدف إلى إعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله. والخلافة تعريفا هى رئاسة عامة للمسلمين فى الأرض، وليست لقطر دون آخر.
ومن هنا فإن حزب التحرير يعمل مع الأمة الإسلامية جمعاء من الشرق إلى الغرب، فهو ليس حزبا وطنيا ولا يعترف بالهويات الوطنية والحدود المصطنعة التى أوجدها الغرب.
والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى فى العالم، كما كانت فى السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.
كما يهدف الحزب إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة للصراع مع الكفر وأنظمته وأفكاره، حتى يعم الإسلام الأرض.
لماذا تكفرون الأنظمة الحالية برغم أن الإسلام يقول "لا إكراه فى الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟
الأنظمة الحالية فرضها الغرب الاستعمارى بعد هدم دولة الخلافة فى 1924م. وهذه الأنظمة قامت على أساس تطبيق أنظمة المجتمع فى الحكم والاقتصاد على أساس علمانى وضعى يرفضه الإسلام ويوجب هدمه وإقامة دولة الخلافة. وينبغى التنبيه هنا إلى مصطلح "دار كفر" ودار إسلام. والتمييز على أن القول بدار الكفر لا يعنى القول بدار الكفار. ومن هنا فإن الأنظمة المطبقة تكون أنظمة الكفر مع كون أفراد المجتمع مسلمين، فدار الكفر تعريفا هى الدار التى تطبق فيها أحكام الكفر ولو كان أهلها مسلمين أما الآية المذكورة فهى تشير إلى عدم إجبار أو إكراه فرد بعينه على اعتناق الإسلام، ولا صلة لها بكون النظام إسلامى أو لا.
فالإسلام يوجب إقامة حكم الشريعة والذى لا يعنى إكراه غير المسلمين على الدخول فى الإسلام.
هل نفهم بأنكم تعتبرون النظام الديمقراطى الجمهورى نظام كفر؟ وما قولكم فيمن يدعو إلى دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية؟
نظام الحكم ينبثق من العقيدة التى يعتنقها الشعب. فالنظام الجمهورى الديمقراطى يقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة وجعل الشعب صاحب السيادة. وهذا ما يتناقض جملة وتفصيلا مع العقيدة الإسلامية التى توجب أن تكون الحاكمية لله وحده. فالسيادة للشرع وليست للإنسان. وما مقولة دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية إلا ذر للرماد فى العيون ومحاولة مفضوحة لترويج السم العلمانى الملحد تحت ستار شعار إسلامى براق وهو أشبه بالقول بأن هناك خنزيرا حلالا أو ربا حلال. وهذا قول فاسد لا يخفى فساده.
ما رأيكم فيمن يرفع شعار الإسلام هو الحل وألا تناقض بين الإسلام والديمقراطية؟
شعار الإسلام هو الحل لا غبار عليه، ولكن يبقى تفصيل ما هو هذا الحل. فلا يجوز ولا يصح الزعم بأن الديمقراطية والشورى هما وجهان لعملة واحدة، كما لا يصح الزعم بان الاشتراكية والإسلام هما وجهان لعملة واحدة. فالقاعدة الشرعية توجب الاحتكام إلى شرع الله والحرص على عدم التفريط بأى جزئية مهما كانت بسيطة. والقاعدة الشرعية أن "ما فرطنا فى الكتاب من شىء" وأنه لا يجوز ولا ينبغى لمسلم فردا أو جماعة الاحتكام إلى شرع آخر. والرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، نهى عمر رضى الله عنه عن قراءة صحيفة التوراة، منبها إلى "لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعى" والشريعة الإسلامية جاءت ناسخة ومهيمنة على ما سبقها من شرائع الأنبياء. فهل يصح بعد هذا الاحتكام إلى أهواء البشر من جورج وميشال وغير ذلك.
ألا ترون أن الانتخابات النيابية هى الطريق الصحيح للتعبير عن إرادة الشعب، وبالتالى التمهيد لإقامة الخلافة التى تدعون لها؟
مجمل الانتخابات التى جرت فى البلاد التى شهدت ثورات وانتفاضات كان الغرض منها وما زال إضفاء شرعية الانتخابات على الصيغة الجديدة التى يراد من ورائها استمرار الهيمنة الغربية على بلادنا. والناظر فى الانتخابات النيابية فى مصر مثلا يجد أن مجلس الشعب لا يؤخر ولا يقدم شيئا ، لا فى منح الحكومة الثقة ولا فى حجبها. ما زال الحكم بأيدى المجلس العسكرى الحريص على ضمان بقاء النفوذ الأمريكى فى مصر. فإذن التغيير الصحيح لا يتم عبر انتخابات وهمية وإنما بأن يتم طى صفحة النظام السابق وإعادة صياغة الدولة على أساس الإسلام والإسلام وحدة.
ذكرتم أن المجلس العسكرى حريص على ضمان بقاء النفوذ الأمريكى فى مصر، كيف ذلك؟
هناك وقائع وحقائق معينة لا يمكن القفز فوقها. من ذلك أن أمريكا التى قدمت مليارات من الدولارات سنويا إلى مصر من أجل الحفاظ على نفوذها ومن المعروف أن مبارك الرئيس المخلوع لم يتمكن من صد الثورة الشعبية، فضلا عن أنه كان عنده هاجس توريث ابنه جمال فى الحكم. وهذا ما شكل تهديدا لمصالح أمريكا فى مصر بأن تقتلع الثورة نظام مبارك، وبالتالى يقضى على نفوذ أمريكا، ولذا لجأت أمريكا إلى تكليف عمر سليمان بإنقاذ الأمر ولو بتنحية مبارك، ولكن هيجان الشعب فرض على أمريكا التخلى عن مبارك والإتيان بالمجلس العسكرى.
كيف يرى حزب التحرير مستقبل الصراع الدائر فى مصر؟
حزب التحرير ينظر إلى ما جرى فى مصر بأنه بداية التغيير الصحيح، فحين عزم الشعب فى مصر على كسر حاجز الخوف والعمل على خلع مبارك فكان الشعار الشعب يريد إسقاط النظام، ولكن النظام لم يسقط بعد، وإنما قام المجلس العسكرى بالتفاف حول مطلب الشعب، وما زال يناور لفرض تحكمه بمجريات الساحة السياسية فى العهد الجديد. ومن هنا ما شاهدناه من تكرار وثيقة يحى الجمل ولاحقا وثيقة على السلمى ثم وثيقة الأزهر، فيما عرف بالوثيقة الفوق دستورية. وكل هذا لالتفاف على إرادة الشعب الحقيقة فى تطبيق الشريعة الإسلامية.
وإذن فالمرحلة الانتقالية فى مصر لم تنته بعد ولم تكتمل الثورة؟
ونحن فى حزب التحرير ندعو أهلنا فى مصر إلى الوعى على مخططات أمريكا واتباعها وأدواتها. كما نرى أن مصر والأمة اليوم تمر فى منطعف تاريخى مصيرى تستطيع من خلاله أن تكسر الهيمنة الغربية، وأن تعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس. وكلنا ثقة بوعد الله القطعى بأن العاقبة للمتقين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
هل تتوقع أن تشهد الساحة السياسية فى مصر فى الفترة القادمة انشقاقات داخل الحركات الإسلامية؟
هذه الانشقاقات بدأت من تشكيل حزب الأمة المصرية الذى أعلن عنه الشيخ حازم أبو إسماعيل وحزب ضمير الأمة الذى أعلن عنه جماعة ممن انشقوا عن حزب النور.
والسبب وراء هذه التباينات فى الرؤية والخلاف حول العمل السياسى يعود إلى أن الحركات الإسلامية فيما قبل الثورة لم تكن تملك رؤية سياسية عملية لكيفية سيادة الشرع فى المجتمع. فالحركات السلفية كانت حركات دعوية تحرم الخروج على ولى الأمر. والإخوان المسلمون كانوا يرفعون شعار الإسلام هو الحل دون رؤية سياسية تفصيلية. وهم كانوا صرحوا بأنهم لا يريدون ترشيح مرشحا للرئاسة بل وفصلوا عبد المنعم أبو الفتوح بسبب ترشحه. ثم تراجعوا عن ذلك وقدموا مرشحهم. إذن هذه الضبابية فى الرؤية وما جرى من سجالات فى أوساط السلفيين حول مسألة كامب ديفيد والنظام السياسى تسبب بهذه الانشقاقات التى من المرشح لها أن تستمر فى الفترة القادمة. ونحن ندعو الجميع إلى الاعتصام بحبل الله بمعنى نبذ ورفض أى احتكام إلى الشرائع الوضعية والعمل لتطبيق أحكام الإسلام كافة. ولا يضير حينئذ مسميات هذه الحركات والأحزاب. أما إن ترفع شعارات إسلامية وتروج لنظم علمانية فهذا ما نربأ بإخواننا عنه. فالعبرة بوصول الإسلام إلى الحكم كنهج، وليس وصول أشخاص وأفراد أو صراع على مناصب وكراسى.
يلفت النظر أن اسم الحزب حزب التحرير، والثورات انطلقت من ميادين التحرير... وعادة فإن التحرير يقصد به تحرير أرض محتلة من عدو غاصب وهذا يعنى العمل العسكرى. مع أن حزب التحرير لا يقوم بالأعمال العسكرية؟
نعم حزب التحرير انطلق فى الخمسينيات من القرن العشرين بغية تحرير الأمة من الهيمنة الغربية على المستوى السياسى والاقتصادى والفكرى والعسكرى. فالتحرير المراد به أن تتحرر الأمة من الهيمنة الغربية بكافة أشكالها، وهذا يقتضى إعادة بناء الفرد والمجتمع على أساس الإسلام والإسلام وحده. والحزب اختط لنفسه اتباع نهج الرسول فى الدعوة وهو نهج فكرى سياسى، فلم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم القيام بأعمال مادية فى حمله للدعوة فى مكة المكرمة، أما بعد إقامة الدولة فإن الدولة تقوم بتطبيق أحكام الإسلام فى الداخل ونشر الدعوة فى الخارج عبر الجهاد.
هل يفهم من هذا ما يقوله البعض من أن حزب التحرير يعطل فريضة الجهاد؟
هذا فهم خاطئ لما يقوله الحزب. فالحكم الشرعى بالجهاد أنه ماض إلى يوم القيامة، فى ظل وجود خليفة أو عدم ذلك.
ما نظرة حزب التحرير لثورات الربيع العربى؟
حزب التحرير يرى فيما جرى خطورة كبرى فى سبيل استعادة الأمة سلطانها عبر كثر حاجة الخوف والتخلص من الأنظمة القمعية، وفى نفس الوقت نرى أن هذه الثورات لم تكتمل ولم يسقط النظام، وبالتالى لم يتحقق الشعار الذى طرح "الشعب يريد إسقاط النظام"، ونرى أن دول الغرب حريصة على وأد هذه الثورات وإجهاضها وسرقتها عبر توصيل قيادات جديدة إلى الحكم تجدد النهج السابق، بمعنى أن تكثر الهيمنة الغربية على البلاد الإسلامية، ونحن نعتبر الثورة انتصرت عندما تقضى على نفوذ الدول الأجنبية، وتعلى راية الإسلام لا سواها.
هناك من يرى أن بناء نظام جديد يقتضى الاستعانة بالمساعدات الغربية فما قولكم فى ذلك؟
إن مقولة الحاجة إلى المعونات الغربية هى انتحار سياسى للأمة. وليس صحيحا أن مصر فقيرة أو تونس فقيرة. والأصل فى الثورة أن تعمل على تحقيق الاستقلال التام عن الهيمنة الغربية. ولا ننسى أن مصر وقعت تحت الاحتلال البريطانى من وراء أزمة الديون التى وقعت فيها من جراء فتح قناة السويس. فالمعونات الغربية هلى قناع يخفى وراءه السيطرة والهيمنة على مقدرات الأمة، ولذا يجب رفضها كلية. ثم إن الأمة تملك من الثروات والخيرات ما يغنيها عن الاستعانة بدول الكفر. ونحن نتساءل ما الذى يمنع أن تتوحد مصر مع ليبيا وتونس والجزائر؟ وهذه بلاد غنية بالثروة النفطية التى هى ثروة للأمة وليس لفئة دون أخرى؟ ولا تحتاج مصر إلى استجداء البنك الدولى ولا تحتاج تونس إلى اللهاث وراء والمصارف الغربية. فالإسلام يفرض وحدة المسلمين كما أن الغرب يسعى لتفرقة المسلمين بناء على قاعدة فرق تسد. فنحن ندعو إلى وحدة البلاد جميعا وفى هذا سبيل قوتنا والعكس صحيح.
كيف يرى الحزب الجدل المثار فى مصر حول الجمعية التأسيسية للدستور؟
كان واضحا منذ اليوم الأول أن أمريكا عازمة على إبقاء نفوذها فى مصر، وأوكلت إلى المجلس العسكرى لعب دور شبيه بما قام به الجيش التركى فى فرض النظام العالمانى فى تركيا، فالمجلس العسكرى احتفظ لنفسه بكل الصلاحيات، وكل الحكومات التى جاءت بداية من حكومة شفيق إلى حكومة عصام شرف وأخيرا حكومة الجنزورى ما هى إلا قناع يتلقى الصدمات الشعبية بالنيابة عن المجلس العسكرى، وكشفت وثيقة يحيى الجمل ووثيقة السلمى والأزهر وتشكيل المجلس الاستشارى، إسرار المجلس العسكرى على ممارسة حق النقد والفيتو فى تشكيل النظام السياسى الجديد فى مرحلة ما بعد الثورة، ومن هنا تأتى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور لتكرس دور العسكر فى التحكم بالنظام السياسى الجديد، وهذا ما تريده أمريكا، وقد وجه حزب التحرير كتابا إلى المجلس العسكرى يدعوه فيه إلى نبذ أمريكا والانحياز إلى صف الأمة، والعمل معنا لإقامة الحكم الإسلامى لإعلاء كلمة الله.
نعود مرة ثانية إلى حزب التحرير.. كم عدد أعضاء حزب التحرير فى العالم؟
ليس هناك إحصائية تفصيلية والعبرة ليست بالعدد، وإنما بالنهج القائم على الصدع بكلمة الحق والثبات على ذلك مهما لاقينا من صعوبات وعقوبات بسبب ظلم الحكام، ولا يضرنا من خالفنا أو خذلنا حتى يأتى أمر الله.
لكن البعض يقول إن حزب التحرير موجود فى أكثر من 40 دولة فى العالم الإسلامى فكم يكون عددهم؟
الحزب موجود بقوة فى شتى البلاد الإسلامية من شرق تركستان إلى وسط آسيا وجنوب آسيا امتدادا إلى المغرب العربى فضلا عن انتشاره فى بلاد المهجر، والحزب يقوم بفعاليات شتى للتواصل مع الأمة الإسلامية عن طريق عقد المؤتمرات والندوات، وقد سبق أن قام بعدة مؤتمرات عالمية فى إندونيسيا والسودان ولبنان، وتم منعنا من عقد مؤتمرات فى مصر واليمن والأردن، وفى 10 مارس 2012 عقد الحزب مؤتمرا عالميا للنساء فى تونس.
هل هناك شروط لمن يريد الانضمام لحزب التحرير؟
يضم الحزب إلى عضويته الرجال والنساء من المسلمين، بقطع النظر عن كونهم عرباً أم غير عرب بيضاً أم سوداً، فهو حزب لجميع المسلمين، ويدعو جميع المسلمين لحمل الإسلام وتبنى أنظمته بقطع النظر عن قومياتهم وألوانهم ومذاهبهم، إذ ينظر إلى الجميع نظرة الإسلام، ويرفض الحزب أى نظرة وطنية أو عنصرية أو قومية.
وطريقة ربط الأشخاص فيه تكون باعتناق العقيدة الإسلامية، والنضج فى الثقافة الحزبية، وتبنى أفكار الحزب وآرائه، والشخص نفسه هو الذى يفرض نفسه على الحزب، حين ينصهر فيه، وحين تتفاعل الدعوة معه، ويتبنى أفكاره ومفاهيمه، فالرابط الذى يربط بين أفراد الحزب هو العقيدة الإسلامية والثقافة الحزبية المنبثقة عن هذه العقيدة. وحلقات النساء فيه مفصولة عن حلقات الرجال، ويشرف على حلقات النساء الأزواج، أو المحارم، أو النساء.
ما رسالة حزب التحرير؟
عمل حزب التحرير هو حمل الدعوة الإسلامية، لتغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامى، بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية، حتى تصبح رأياً عاماً عند الناس ومفاهيمهم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وتغيير المشاعر فيه حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى لما يرضى الله وتثور وتغضب لما يغضب الله، وتغيير العلاقات فيه حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته.
وهذه الأعمال التى يقوم بها الحزب هى أعمال سياسية، إذ الحزب يرعى فيها شؤون الناس وفق الأحكام والمعالجات الشرعية، لأن السياسة هى رعاية شؤون الناس بأحكام الإسلام ومعالجاته. ويبرز فى هذه الأعمال السياسية تثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية لصهرها بالإسلام، وتخليصها من العقائد الفاسدة والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، ومن التأثر بأفكار الكفر وآرائه.
والحزب يحمل الإسلام ليصبح هو المطبق، وتصبح عقيدته هى أصل الدولة، وأصل الدستور والقوانين فيها. لأن عقيدة الإسلام هى عقيدة عقلية، وهى عقيدة سياسية انبثق عنها نظام يعالج مشاكل الإنسان جميعها سياسية كانت أم اقتصادية، ثقافية أم اجتماعية، أم غيرها.
ما المقر الرئيسى لحزب التحرير؟
إن العالم كله مكان صالح للدعوة الإسلامية، غير أنه لما كانت البلاد الإسلامية يدين أهلها بالإسلام كان لا بد أن تبدأ الدعوة فيها، ولما كانت البلاد العربية، التى هى جزء من البلاد الإسلامية تتكلم اللغة العربية، التى هى لغة القرآن والحديث، والتى هى جزء جوهرى من الإسلام وعنصر أساسى من عناصر الثقافة الإسلامية كانت أولى البلاد بالبدء فى حمل هذه الدعوة هى البلاد العربية.
وقد كان بدء نشوء الحزب، وحمله الدعوة فى بعض البلاد العربية، ثم أخذ يتوسع فى حمله للدعوة توسعاً طبيعياً، حتى أصبح يعمل فى كثير من الأقطار العربية، وفى بعض الأقطار الإسلامية غير العربية.
ما طريقة حزب التحرير فى التغيير؟
طريقة السير فى حمل الدعوة هى أحكام شرعية، تؤخذ من طريقة سير الرسول صلى الله عليه وسلم فى حمله الدعوة لأنه واجب الاتباع، لقوله تعالى: "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً"، ولقوله "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، وقوله: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، وكثير غيرها من الآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول والتأسى به والأخذ عنه.
لكون المسلمين اليوم يعيشون فى دار كفر، لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله فإن دارهم تشبه مكة حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب أن يتخذ الدور المكى فى حمل الدعوة هو موضع التأسى.
وبناء على ذلك حددّ الحزب طريقة سيرة بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كى تعمل على إيجاده فى واقع الحياة.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.