قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن سيدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سنَّ لنا بنفسه الشكرَ لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم]. وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا تمر ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم من غير البهجة والسرور والفرح به صلى الله عليه وسلم، بألوان الطاعات والقربات، ونشر أخلاقه وتعاليمه، وجمع الأهل والولد على مدارسة سيرته وسنته. قال الإمام السخاويُّ رحمه الله: "ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم". [الأجوبة المرضية ( 1116/3)]. والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من مظاهر تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم، الذي هو عنوان محبته صلى الله عليه وسلم، التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها.