نجحت الأغلبية اليوم الأحد، فى مجلس الشعب بقيادة رئيس المجلس الدكتور فتحى سرور فى تحويل الجلسة إلى جلسة إشادة بجهود الرئيس مبارك والقيادة المصرية. وكانت الجلسة مخصصة لمناقشة أحداث العدوان الإسرائيلى على غزة بناء على طلب ممثل الأغلبية بالمجلس وفقاً لما قاله سرور. هذا على الرغم من موضوع المناقشة لم يكن مدرجاً ضمن جدول المجلس المطبوع والذى تم توزيعه الأسبوع الماضى. بعض أعضاء المجلس رأوا أن سرور وافق على موضوع المناقشة حتى يفوت الفرصة على نواب الإخوان والمستقلين الذين تقدموا بطلب أمس السبت لمناقشة آثار العدوان الإسرائيلى على غزة، ومنعهم من استغلال الأمر فى حالة رفض المجلس الطلب وشن هجوم على الأغلبية. زيارة للقصر الجمهورى لشكر الرئيس مبارك وقرر المجلس أن تتوجه اللجنة العامة اليوم الأحد، إلى القصر الجمهورى لتقديم الشكر للرئيس مبارك على مواقفه الوطنية، وألقى الدكتور عبد الأحد جمال الدين بياناً أعدته الأغلبية اقترح أن يصدر باسم مجلس الشعب يدين الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ويحيى صمود الشعب الفلسطينى ومواقفه الصلبة للدفاع عن حقوقه المشروعة ومقاومة الاحتلال انطلاقاً من حقه فى تقرير المصير. المبادرة المصرية تحصد عبارات التأييد ودارت على لسان نواب الأغلبية عبارات التأييد لكفاح الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتأييد جهود مصر والمبادرات التى أطلقها الرئيس مبارك لوقف العدوان والمحافظة على الشعب الفلسطينى فى مواجهة الحرب الإسرائيلية. وأكد جمال الدين فى بيانه إدانة مصر للعدوان ورفضها كل أشكال العنف، ووصف العدوان بأنه يمثل ضربة قاصمة لجهود السلام، وأن مصر لن ترضى إلا بالانسحاب التام والفورى وغير المشروط من الأراضى الفلسطينية. ووصف جمال الدين مبادرة الرئيس مبارك لوقف إطلاق النار بأنها خطوة لابد من البناء عليها، وأدان استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً فى غزة، كما رفض البيان أى مساس بالسيادة المصرية. ونائب الإخوان يشكر رئيس المجلس هذا فيما أشاد حسين إبراهيم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والذى كان قد تقدم بطلب لمناقشة آثار محرقة غزة على مصر، بوقفة الشعب المصرى المشرفة فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة. فيما ندد إبراهيم بما وصفه بالمواقف غير المسئولة لبعض المسئولين والمحافظين فى مواجهة الأزمة، مشيراً إلى اتهامات محافظ القليوبية لأهل غزة بأنهم يهربون السلاح من خلال 1200 نفق تحت الحدود بين رفح وغزة، ووصف إبراهيم محافظ القليوبية بأنه يتآمر على مصر. ورد عليه الدكتور سرور قائلاً، إن المحافظ مسئول عن محافظته فقط. فيما تساءل النائب الإخوانى عن صحة التقارير التى أشارت إلى أن تأثير الأسلحة الكيماوية الإسرائيلية امتد إلى الأراضى المصرية. وأنهى حسين إبراهيم كلمته بتوجيه الشكر لرئيس المجلس على موافقته عقد لجنة حقوق الإنسان جلسات استماع للأطباء الذين سافروا وعالجوا المصابين فى غزة. أباظة يشيد بمبارك ويحصد التصفيق وحصل محمود أباظة رئيس حزب الوفد على تصفيق حاد من نواب الوطنى لإشادته بالجهود المصرية والرئيس مبارك لإخماد نار الحرب فى غزة. وأكد أباظة أن المعارك لم تنتهِ بعد، بل دخلت مرحلة جديدة تمس لب القضية الفلسطينية والأمن القومى المصرى والعربى مما يستدعى الوحدة. وطالب أباظة بتحريك الدعوى الجنائية ضد إسرائيل ومن ارتكبوا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطينى. الدفاع والأمن القومى شاهد عيان على دعم غزة وأعلن النائب محمود سليم مقرر لجنة الدفاع والأمن القومى نتائج الزيارة التى قام بها الوفد البرلمانى لمعبر رفح الأسبوع الماضى، مشيراً إلى أن اللجنة رصدت ما قامت به وزارة الصحة فى دعم مستشفيات العريش والقاهرة وتوفير 100 سيارة لنقل الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلى ونقلهم من رفح إلى داخل البلاد. وقال سليم إن اللجنة البرلمانية تأكدت من إدخال جميع المعونات عبر جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى. شهاب: مصر تحركت بالإنجازات لا التصريحات وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون البرلمانية والقانونية، إن محاولات قلب الحقائق قد تترك أثراً لفترة معينة، ولكنها سريعاً ما تنقشع وتظهر الحقائق جلية، منوهاً إلى أن هذا ما حدث بالنسبة للأحداث فى غزة. وأوضح شهاب أن حل مشاكل الشعوب لا يتم من خلال التصريحات، ولكن بالإنجازات التى تتحقق، مشيراً إلى تحرك مصر على ثلاثة محاور تشمل التهدئة، والعمل على وقف إطلاق النار، وإدانة إسرائيل وفضح عدوانها بالأسلحة غير المشروعة وارتكابها المجازر ضد المدنيين الأبرياء فى غزة. وقال شهاب، إن 90% من المساعدات التى نقلت إلى غزة من أنحاء العالم، تمت عبر المنافذ المصرية. ورد الدكتور شهاب على ما أثارة النواب حول الاعتداءات الإسرائيلية قرب الحدود المصرية، مؤكداً أن مصر رفضت أى اتفاق يتعارض مع مصالح مصر بين إسرائيل وغيرها. وأكد شهاب أن العالم لا يعترف بأية اتفاقيات سرية تجرى بين أى دولة من الدول. وطمأن شهاب النواب بأن الاتفاقيات التى يتم تسريب أنباء عنها بين إسرائيل وغيرها حول وجود قوات دولية على الحدود مع مصر لا يوجد لها أى أثر قانونى. وأكد أن الاتفاقية الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة الموقعة مؤخراً، لا يمكن أن تقبل مصر التعامل معها، حيث إن خطوطنا الدولية خط أحمر، لا نقبل لأحد أن يتجاوزه. وأوضح أن الاتفاقية لا تلزم إلا طرفيها فقط. وقال إن مصر التى تفكر فى إعادة إعمار غزة، مسئولة أولاً عن أبنائها وتعويضهم فى حالة الضرر من هذه الأحداث. شعبان: مواجهة إسرائيل بالقوة لا بالسلام ودعا عبد العزيز شعبان ممثل الهيئة البرلمانية لحزب التجمع ألا يغفل المصريون عن إسرائيل باعتبارها دولة عدوة للسلام، ولا تعبأ لصوت العقل، داعياً إلى رسم إستراتيجية لمواجهة إسرائيل تقر مبدأ القوة قبل لغة السلام التى لا تفهمها إسرائيل. وأشار شعبان إلى شن إسرائيل غارة رهيبة بالقرب من الحدود المصرية أثناء زيارة الوفد البرلمانى لرفح قبيل وقف إطلاق النار، ووصف الغارة بأنها كانت رسالة من إسرائيل بأنها لا تحترم الجميع. وشدد على ضرورة تحريك قضية تقديم مجرمى الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الجنائية الدولية. حميدة: موقف مصر ثابت منذ 60 عاماً وقال رجب هلال حميدة، إن العدو الصهيونى ينفذ مخططاً أمريكياً لتفتيت الأراضى العربية، مبيناً أن إسرائيل يهمها فى المقام الأول أن تتفرق الأمة إلى عرائق وشعوب. وأضاف أن موقف مصر الثابت لحظة انطلاق العدوان، وعلى مدار 60 عاماً، كشف ما تقوم به بعض وسائل الإعلام، التى روجت ودعمت الموقف الإسرائيلى على حساب المصالح العربية والقضية الفلسطينية. العمدة يخرج عن جوقة التأييد ويرده شهاب وتساءل النائب محمد العمدة إلى متى سنظل نقوم بدور حجز المصائب الإسرائيلية عن الأراضى الفلسطينية؟، دون أن نضع حسماً كاملاً لهذه الاعتداءات. وعندما استنكر العمدة الاعتراف المصرى بالوجود الإسرائيلى على أرض فلسطينالمحتلة، قام نواب الوطنى بمقاطعته برفع أصواتهم لمنعه من مواصلة كلمته. وأكد العمدة على ضرورة وضع إستراتيجية دائمة للخلاص من العدوان الإسرائيلى المتكرر ضد أشقائنا فى الأراضى المحتلة. ورد الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية على ما أثاره العمدة قائلاً، أن مصر لم تتحدث فى بداية مفاوضات السلام عام 1978، وخلال توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، باسم الفلسطينيين. وأكد أن الاتفاق شمل إعلان مبادئ كأساس لمفاوضات لاحقة يحضرها الفلسطينيون أنفسهم كى تتحول فى مراحل أخرى إلى اتفاق، وقال إن مصر أعلنت أنها لن تتحدث باسم الفلسطينيين، منوهاً إلى كتابة مذكرات قانونية تضمن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين. وأكد شهاب أن مصر لم تقصر فى حق أحد، وأن الفلسطينيين هم الذين صنعوا اتفاق أسلو فى حل منفرد مع الجانب الإسرائيلى.