ذكرت صحيفة "ديلى نيشن" الكينية، أن الرئيس السودانى عمر حسن البشير، قد هدد بالإطاحة بحكومة جنوب السودان، فى الوقت الذى يسعى فيه العالم وكافة القوى الدولية والإقليمية من أجل إنهاء التوتر الحالى بين البلدين والذى قد يقود إلى حرب جديدة خلال المرحلة المقبلة بعد أن تمكنت قوات دولة الجنوب من السيطرة على أحد أهم حقول البترول الرئيسية بالسودان. وأضافت الصحيفة، أن البشير قد أكد أن الهدف الذى ستعمل الخرطوم على تحقيقه هو تحرير مواطنى جنوب السودان من حركة تحرير شعب السودان، واصفا نظام الجنوب ب "الحشرة" التى تسعى لتدمير السودان، مؤكدا أن هدفه هو القضاء على هذا النظام نهائيا. وأوضح البشير أمام أنصاره، أن الشعب السودانى سيسمع أخبار جيدة خلال الأيام القادمة ليس فقط باستعادة منطقة هيجليج النفطية، التى سيطر عليها الجنوبيون مؤخرا، وإنما سيمتد الأمر إلى العاصمة جوبا لتحريرها من النظام الحاكم بها، والذى اعتبره البشير تهديدا لأمن السودان، فى حين أن مناصرى الرئيس البشير ظلوا يهتفون معربين عن استعدادهم للجهاد. وأضافت الصحيفة الكينية، أن كلا من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى قد انتقدوا الخطوة التى أقدمت عليه دولة جنوب السودان بالاستيلاء على حقل هيجليج النفطى بالقوة المسلحة، كما انتقدوا كذلك الهجوم الجوى الذى شنته الخرطوم على الأراضى الجنوبية أكثر من مره خلال الأيام الماضية، معتبرين أن الاستخدام المفرط للعنف من جانب الدولتين قد يؤدى إلى اتساع نطاق الصراع. وأوضحت الصحيفة كذلك أن التوتر الحالى يعد الأكبر منذ أن نالت دولة الجنوب استقلالها العام الماضى. من جانبها أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية قلقها البالغ حول تصاعد حالة العنف بين دولتى السودان خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية دعوة بلاده لحكومة الجنوب للانسحاب الفورى من الحقل النفطى المتنازع عليه، والذى يعد أحد أهم مصادر الاقتصاد السودانى، كما دعا كذلك الخرطوم للتوقف عن شن غارات جوية على أراضى الجنوب. على الجانب الآخر فقد دعت حكومة جوبا إلى التفاوض، وهو ما أكده وزير الإعلام الجنوبى برنابا ماريال بينجامين، والذى أكد أن الصراع الحالى الذى تشهده البلدين لن يحل إلا من خلال محادثات جادة تتم بإشراف الاتحاد الإفريقى. وأضافت "ديلى نيشن" أنه فى الوقت الذى أكد فيه البشير على ضرورة الحسم العسكرى للموقف، فإن وزارة الخارجية السودانية قد أكدت أن حكومة الخرطوم سوف لا تستبعد النهج الدبلوماسى فى تعاملها مع الموقف الحالى، جنبا إلى جنب مع النهج العسكرى للضغط على الجنوبيين للانسحاب من منطقة هيجليج. وأكد مدير إدارة الأزمات بالخارجية السودانية عمر دهب، أنه لابد أن يتم وضح حد لإنهاء الاحتلال فورا. وأوضحت الصحيفة الكينية، أن قوات جنوب السودان تحتفظ بمواقعها فى منطقة هيجليج النفطية، رغم الغارات الجوية المتتالية التى شنتها حكومة الخرطوم خلال الأيام الماضية. وأعرب بنجامين عن اعتقاده أن الأزمة الحالية قد تحل فقط على مائدة التفاوض، متهما حكومة الخرطوم باستغلال الموقف أسوأ استغلال من خلال شن الهجمات المتتالية على الأراضى الجنوبية، مؤكدا أن هذا الاستمرار على هذا النهج لن يساهم بأى حال من الأحول فى إنهاء الأزمة الحالية. من ناحية أخرى فقد ناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إمكانية فرض عقوبات على دولتى السودان الثلاثاء الماضى، فى محاولة لتجنب قيام حرب جديدة بالمنطقة، والتى عاشت حربا طويلة الأمد قبل الانفصال منذ عام 1983 وحتى عام 2005. وأكد عدد من مبعوثى السلام الدوليين أمام جلسة مجلس الأمن أن المتشددين الذين يحكمون دولتى السودان يؤمنون تماما بمنطق الحرب وضرورتها للسيطرة على مقدرات الآخر. وأشارت "ديلى نيشن" أنه بالرغم من أن جوبا قد تمكنت مؤخرا من السيطرة على منطقة هيجليج النفطية، إلا أن المجتمع الدولى يعترف بأحقية الخرطوم بتلك المنطقة. وأضافت الصحيفة أن المبعوث الأمريكى الخاص للسودان وجنوب السودان قد أكد فى وقت سابق أن هناك حاجة ملحة للوقف الفورى للعنف داعيا كلا الطرفين للعودة إلى مائدة التفاوض من خلال الاتحاد الإفريقى، وهى المفاوضات التى انسحبت منها الخرطوم بعد استيلاء الجنوبيين على المنطقة النفطية مؤخرا.